كانت تبيان تتحدث بحماس وفرح مع عمها صلاح وهم يتوجهون نحو منزله بذلك الحي الراقي، وهي تسأله عن أسماءالأحياء و الشوارع التي يعبرونها، حتى توقف عمها أمام ذلك المنزل الكبير الفخم الذي يشبه القصور مشغولة واجهته كعمل فني من الجرانتيت والحجر بألوان تنم عن ذوق أقل ما يقال عنه رفيع !
كان الباب الضخم مفتوح على مصراعيه، مما أغضب صلاح وأخذ يتمتم بكلمات لم تفهمها تبيان، أو بالأصح أنها لم تُعِره إهتماماً فقد كان إنبهارها بذلك المبني الشبيه بالاساطير يفقدها وعيها😨.
أدخل صلاح العربة داخل فناء المنزل الذي كانت به حديقة عبارة عن لوحة فنية في غاية التنسيق مكونة من ورود جميلة تحفها أشجار كثيفه وبها ثلاث جلسات ،، تفصل الحديقه ممرات مرصوفة بحصى،، وأخرى بالأسفلت قادتهم حتى الجهة الخلفية من القصر لتندهش تبيان من رؤية الموقف الكبير الخاص بالعربات كأنها في معرض سيارات أخذت تتلفت لترى انواع العربات التي به هذه مارسيدس وتلك BMW وتلك أُودي وهنالك مارسيدس أخرى تلك رانچ روڤر،، هي تعلم أن عمها فاحش الثراء ولديه العديد من الاستثمارات داخل وخارج البلاد،، لكن لم تكن تعلم مدى ذلك الثراء ويبدو أنها لن تعلم!
أخرجها نداء عمها لها من الصدمة قائلاً:
هي يابت انت سارحة في شنو، يلا خلاص أنزلي، عجبتك العربات ولا شنو؟؟
تبيان: ماشاء الله يا عمو صلاح عرباتك كلها حلوة ومتينة 😍
صباح: دي عربات الاولاد وأمهم لكن انت كمان لو حابة يوم تسوقي منهم البعجبك ، كلما تحبي تستلفي واحدة كلميني بس🤗
تبيان وهي تكاد لا تصدق وبدأت تتكلم بسرعه : بچد ياعمووو؟؟😱 أنا عاوزة المارسيديس ديك😍 لكن ما بعرف أسوق أتعلم السواقة أول وأچي أكلمك👋
صلاح وهو يضحك وينزل من السيارة: هههههه يا بت اتكلمي براحة😂 يلا ننزل حاجاتك دي.
تبيان وهي تبتسم حتى آخر ضرس لها:
ياعمو انت جادي، ح تخليني أسوق؟؟؟
صلاح وهو يحمل حقائب تبيان ويتوجه ناحية المنزل وتبيان خلفه: انا وعدتك ، وكمان ح أخلى وليد يعلمك السواقة .. كم تبيان عندنا نحن!
في تلك اللحظة وصلوا إلى الدرج المؤدي الى داخل المنزل،، كانت واجهة المنزل بها عدد من الدرجات المضاءة بإنارة ملونة بتنسيق مع لون الجبص الذي يغطى جدران المنزل و الجرانيت في الأرضية..
دخلوا إلى الصالة من ذلك وتبيان تتلفت حولها بإنبهار واضح من شكل الأثاث الفخم الجميل والتحف التي تبدو ثمينة وغالية،، وذلك الترتيب وتلك النظافه لابد وأنه في هذا المنزل عدد كبير من عمال النظافة لكي يحافظوا عليه نظيفاً مرتباً هكذا!
قاطع حبل أفكارها نداء عمها: تبيان أطلعي مع صوفي(الشغالة الفلبينيه) وهي ح توريك غرفتك وين.. رتبي حالك وارتاحي، حالياً ما أعتقد في زول غيرنا في البيت،بعدين لما يجوا ح اكلمك علشان تسلمي عليهم تمام؟
أجابته تبيان بحماس: تمام يا عمو، يلا يا صوفي 😇..
تقدمت صوفي تحمل حقيبة وتبيان تتبعها حاملة الأخرى،، حتى أوصلتها لغرفتها التي كانت في الدور الأول في ممر تفتح فيه 4 غرف أخرى، دخلت ورمت الحقيبة على الأرض عندما رأت جمال الغرفة كانت مفروشة باللون الأبيض والزهري، بها سرير كبير ودولاب يملأ جانب كامل من الغرفة وكل أبوابه مرايا، توجد مكتبة صغيرة ملحق معها طربيزة وكرسي للقرآءة، كان ديكور الغرفة يتناسب مع الأثاث بشكل لا يوصف ،، أخذت تصيح بأعلى صوتها: واااااو حاچة چميلة چداً، والله ياعمو ماقصرررت معاااي،عفش چديد وحمام داخلي ومكتبة ياااااه، كدا أنا ممكن أچي اولى الدفعة كل سنة من الحمااااس بس😍
إستأذنتها صوفي قائلة: انا أمس سغل، تاني كلص بجي رتب شنتة😊
فهمت تبيان أنها قالت بأنها سوف تكمل عملها ثم تعود لترتب لها حقيبتها..
تبيان: لا انا برتب حاجاتي في الدولاب شكرا لك😅
تحركت صوفي للخارج وهي تبتسم ..أفرغت تبيان محتويات حقيبتها وقامت بترتيب أغراضها في الدولاب وأخذت بجامة وتوجهت نحو الحمام،،غسلت تعب ذلك اليوم الطويل بالماء الدافئ ولبست بجامتها التي تحبها وعادت للغرفة،، أخذت اللوشن الخاص بالترطيب وبدأت بتدليك جسمها وهي تنظر الي نفسها في المرايا التي في الدولاب،، كانت ترى فتاه في ال17 عشر من عمرها،، بلون ذهبي نضييييف ورثته عن والدتها وبشرة مشدودة وناعمة ..وخصر نحيف وردف ممتلئ وصدر نافر،، وجيد طويل ووجه جميل مستدير به عينان كحيلتان لونهما أسود، وفم مكتنز جميل وغمازة على الجانب الأيسر تظهر مع أبسط حركة من عضلات خدها أو فمها،، كانت معجبة بجمالها لاتنكر، لكنها ليست بالمغرورة ودائماً ما تشكر الله الذي خلقها في أبهى صورة،، قطع عليها تأملها ذلك سماعها لبعض الأصوات القادمة من تلك النافذة المفتوحة،، بدأ وكان أحدهم يتشاجر، تحركت نحو النافذة ونظرت للحديقة، كانت هناك إمرأة في نهاية الأربعينات تقف على مرأي من تبيان جمالها جلى ويكاد يخفى عمرها تزكرت ملامحها من الصور،، نعم هذه رجاء زوجة عمها صلاح كانت تتحدث مع شخص يقابل تبيان بظهره لا تستطيع رؤية وجهه ، تحدثت المرأة بصرامة قائلة: قولت ليك يا وليد طول بالك، والفي نفسك انا بسويه ليك
وليد:لكن يا أمي دي بحلوها كيف بعد البلوة دي جات هنا للجامعة؟
رجاء: أصبر لي بس ، كمان جايبها لينا في البيت ويحلف على طلاق قايلني ح اسكت! والله يعيبن ديل(وتمسك بخصلات شعرها) شايفن شعراتي ديل يعيبن كان خليتها تتهنى معانا هنا، وإنت راجل ياولدي،، مصيرك في يدك انت وتعرس بمزاجك لمى ست البنات القلبك رايدها ، ابوها عبد الله الطيب في السوق إسمو ليه شنه ورنة ، تبيان شنو وعفن شنو،،،،
إنهارت تبيان لسماعها هذا الهجوم العنيف من زوجة عمها دون أن تعلم له مبرر،،، كيف لها أن تعيش في بيت عمها بعد أن سمعت هذا الكلام؟؟ قررت في نفسها أن تغادر هذا المنزل بكرامتها😓😢
يتبع....
أنت تقرأ
شر النفوس ولا الزمن
Ficción General📝 بقلم: هبه محمد أصبحنا نعاني الكثير من المشاكل في عصرنا هذا وكل شخص يرى أن هنالك سبب في تلك المشاكل، بعضهم يعزوها إلى العولمة، وبعضهم الى الظروف، والبعض الآخر يرى أن الجامعات والدراسة هما السبب، لكن كلهم يتفقون في أن الجيل الحالي فاسد ولا يصلح لشئ...