الجزء 18

569 6 0
                                    


كانت منى تعمل في (الحواشات) طوال اليوم وتأخذ أجرة ضعيفة لتحضر لأهلها بعض من إحتياجاتهم اليومية،إلا أنها أحست بتغير نظرات الناس لها، تحس بشئ من التقزز في نظراتهم، كما وأن البنات أصبحن يتجنبن الحضور معها للحواشة أو العودة معها للبيت، كانت كلما إقتربت من مجموعة يتزعزع شملهن ويبتعدن عنها كأنها تحمل مرضاً معدي!!

إستمرت على هذه الحالة لعدة أيام ،حتى ذلك اليوم حين أخبرها مراقب العمال بأن تستلم يوميتها من صاحب الحواشة في ذلك(الكرنك) لأنها تأخرت وهو لا يحمل نقوداً الآن، ويهم بالذهاب إلى بيته، إمتعضت منه إلا أنها تحركت ناحية (الكرنك) فهي إشتغلت عدد ساعات إضافية لجني المزيد من المال حتى تستطيع تأمين مبلغ لأخوانها لمصاريفهم الدراسية قبل عودتها للعاصمة..

كان الكرنك مصنوعاً من القش والحصير وبه (عنقريب) يستلقي فوقه رجل طويل جسمه ممتلئ أسمر اللون كلون البن المحمص.. دميم الخِلقة،، له شارب كثيف يغطي شفته العليا بالكامل.. ويغطي جزءً من شفته السفلى.. ألقت عليه التحية وأذن لها بالدخول...

منى: دايرة يوميتي😬

الطيب(صاحب الحواشة): وومالو نديك يوميتك ونذيدها ليك كمان😉

منى: ذيادة ماني دايرة، أكتر من حقي مابشيل، انا دايرة حق تعبي بس🤨

الطيب: كان ما دايراها عشان مابتشيلي حق تعبك، أقوليك انا ذااتي مابدي قروشي ساي .. اي شئ بمقابل😋

منى وقد فهمت كلامه: اديني قروشي بس، لو ماداير تديني ليها خليني احسن لي امشي أهلي ساي المغرب قرب..

الطيب: كدي تعالى هنا طيب...وهو يضع يده علي (العنقريب) ويبتسم إبتسامة ذات مغزى لم يكن صعباً على منى إدراكه...

منى: هووووي يا راجل، إحترم روحك..إنت قايل روحك شنوو..

الطيب: ماتكوركي تعالي ساي ومافي زول بيعرف شي😘..

منى: قروشك دي مادايراها، ماعافياها ليك..واحترم روحك واعرف انت بتتكلم مع منو..😡

الطيب: هوووي ها انت قايلة روحك حركاتك دي انا بتفوت علي؟! ريحتك فاااايحة، والحلة كلها عارفة وسخك..ماتسوي لي فيها الشريف الرضي🤨 شيتك البتسويه في العاصمة الحلة جت(كلها) سمعت بيه😉...

تقدم نحوها وحاول أن يمسك بها إلا أنها ركضت للخارج وهو خلفها،، رأت مجموعة من الرجال في نهاية الحواشة غيرت مسارها وأخذت تهرول ، لا تريد أن يراها احد فيسيئ الظن بها...إلا أن الطيب رأي الرجال وعلى وجوههم علامات الاستفهام، تحرك نحوهم وهو يود أن يخرج نفسه من دائرة الشك ويبرر موقفه..ألقى عليهم التحية..وجلس معهم قليلاً..

بعد أن تحرك قال أحد الرجال:

بت إسماعيل دي كانت في الكرنك معاك في الزمن دا مالها؟ ومرقت تجري كدي؟؟

شر النفوس ولا الزمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن