الجزء 04

656 6 0
                                    


توقف اللوري في المحطة عندما طلب اسماعيل من السائق ذلك، فهو لن يصل بيت العزاء قبل أن يتأكد من أن أبنته تم ترتيب شؤونها ، نزلت منى تتبع والدها ومعها إحسان..

تبرع حسن أيضاً بالنزول وأخبر إسماعيل أنه سيرافقهم ويمكنهم الذهاب بعد ذلك للعزاء سويةً ..

كان الأربعة يسيرون في الطريق، حسن وإسماعيل يتجاذبان أطراف الحديث، خلفهما منى وإحسان اللتين كانت هذه زيارتهما الأولى للعاصمة..

وكان هذا واضحاً من إندهاشهما من منظر المباني الشاهقة،، وذلك الكم الهائل من الناس الذين يجوبون الشوارع وهم في أبهى حللهم وكأن اليوم عيد أو عرس!!

منى وإحسان غير معتادتين على هذه المناظر، كانتا تتلفتان وتتهامسان على المناظر التي تقابلهم..

منى كانت تستهجن لبس البنات غير المحتشم، أما إحسان فقد كانت تحفظ كلما تراه في ذهنها وتخزنه جيداً، فهي لا تنوى أن تعيش في العاصمة كفتاة قروية يتيمة وفقيرة..

أصر حسن أن يستقلوا عربة أجرة حتى يسعهم الوقت للتسجيل ، فعلاً وصلوا وانقسموا إسماعيل توجه مع إبنته منى كي يقوموا بالتسجيل فهي قد تم قبولها في كلية الهندسة..

أما إحسان فقد تبرع العم حسن بالذهاب معها واتفقوا على أن يجتمعوا بعد إنهاء الإجراءات، لكي يتوجهوا ناحية الداخلية ليقوموا بتسجيل منى وإحسان بالداخلية..

إنتهت إجراءات تسجيل إحسان ،وأخذها العم حسن وتوجهوا الى حيث يوجد إسماعيل وإبنته، كان الحزن بادياً على ملامح إسماعيل، وكانت منى تتكلم وتحاول التخفيف عنه، حين وصلهم حسن الذي سمع من بعيد كلام منى لأبيها وهي تقول:

يابة، ماتسو في روحك كدي، السنه دي ماضروري اقراأ بساعدك في الحواشة ،وألم القريشات اجي أقدم السنة الجاية..

حسن: دا كلام آآ السمحة؟ مارضيتها منك، انا عمك، متل أبوك، وجيبنا واحد، انا بدفعها ..

قاطعه إسماعيل قائلاً:

حسن آ خوي بتتدبر خلها،،

قاطعه حسن: أفووو ، حرررم ولا كلمة انا بدفع المصاريف ، كلها كم!؟

عم الصمت وكانت الدموع هي التي عبرت عما بداخل منى ووالدها.

إنتهى ذلك اليوم بسلام وبفضل الله وجهد عم حسن فقد تسجيل منى وإحسان في الجامعة و الداخلية في غرفة واحدة ، وأعطى كل واحدة منهما مبلغا محترماً قبلته إحسان بفرح، ورفضته منى مما دفعه أن يجبرها على أخذه عندما حلف طلاق!!

ثم قال:أسمعن يا بناتي، البندر دا خطر، أبقن سند لبعض، وخلن بالكم في قرايتكن، واوعن من صاحبات السوء والمشي البطال، هسي أمشن شوفن عوضتكن(غرفة) في الداخلية كيفنها، ورتبن حالكن، وانا وإسماعيل بنمش بيت البكاء ونقعد فيه للصباح، باكر الجمعة قراية مافي،، بنصلي الجمعة ونجيكن هنا نسوقكن لمحاسن بتي،، تعرفن البيت وكل خميس و جمعة تمشن تقعدن معاها...

شر النفوس ولا الزمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن