المقدمة والفصل الاول

49.2K 611 14
                                    

(مقدمة)

تبرعت بالذهاب للبحث عنه لتناول العشاء علّها تحظى ببضع

لحظات معه.. كانت تعلم أنه مع تلك المرأة يجلسان بالحديقة

بإحدى مشاهدهما العاطفية التي تؤلم قلبها, وكلما رأتها تلك المرأة

تُظهر لها كرهها بشكل لا يقبل الجدل أبدا..

حاولت أن تتحاشاها ولكن الأخرى كانت لها بالمرصاد, تُسمِعهَا

من الكلمات ما يمزّق قلبها ويهدر كرامتها..

تحاول التمسك بآداب الحديث التي نشأت عليها بمنزل عمها

ولكن تلك المرأة لا تدخر جهدها لتُخرج أسوأ ما بداخلها..

أخيرا وجدتهما يجلسان بالقرب من المسبح, كانت تجلس بأحضانه

بكل ما للكلمة من معاني.. حاولت تجاهل ما رأته مقنعة نفسها أنه

ليس لها الحق بالشعور بالألم أو الاحتجاج على ما يفعلانه..

اقتربت منهما ببطء كأنها تقاد إلى الذبح وهي تبتلع غصة

استحكمت بمنتصف حلقها..

همّت بمناداته ليصيبها الخرس عندما سمعتهما يتحدثان عنها!

كلمات قليلة شطرت قلبها الفَتِيّ إلى نصفين, كلمات جعلتها تفر

هاربة قبل أن يلاحظا وجودها بالقرب منهما,دلفت إلى المطبخ

بخطوات متعثرة وبكلمات قليلة أخبرت والدته أنها لم تجده في

الجوار ثم انسحبت وهي تتعلل بقلق خالتها عليها لتأخرها..

خرجت تُخفي ألمها وحزنها وجرح قلبها, خرجت تكبح دموع

عينيها ودموع قلبها تأبى التوقف عن الهطول..

وقررت الهرب ووضعت القرار محل التنفيذ رغم أن ذلك يؤلم

قلبها.. رغم أن روحها تعاني في ابتعادها عن كل أحبابها..

ورغم أنها لم تكن يوما ممن يفضلن الهرب..

ولكنها هربت..

فقد توقف قلبها عن التوسّل إليها لتظل قريبا ممن عشقه وبدأ

العقل في إصدار الأوامر واتخاذ القرارت بالابتعاد عن الجميع وأولها

هو..

وعقلها أخبرها أن تهرب بعيدا علّ البعد يداوي جروح قلبها..

وهربت.....

طوال سنوات استمرت بالهرب مبتعدة عن كل ما يذكرها به..

تحاول أن تقنع نفسها أنها نسيته وأنه كان مجرد لمحة من لمحات

رواية ظلال العشق بقلمي حنين أحمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن