الفصل الثالث والعشرون

8.9K 232 4
                                    

الفصل الثالث والعشرون

حين الخوف تختلف ردود الأفعال فمنا من يتجمد مكانه خوفا

ومنا من يكون رد فعله متطرفا بعض الشيء ومنا من يصرخ أو

يضرب أو حتى يبكي ومنا من يطلق ساقيه للريح ..

وهي كان رد فعلها متطرفا بالنسبة إليه, بل صادما إذا أردنا الدقة

في التعبير ..حتى أنه تجمد مكانه من المفاجأة لا يعلم ماذا يفعل؟!

فهو ما إن اقترب منها قائلا تلك الكلمات بهدف جعلها تخجل

حتى وجدها تصرخ وهي تدفعه بقوة لا لزوم لها على الإطلاق فهو

تركها من أول محاولة منها للتملص من بين يديه..

ظلّت تصرخ وهو ينظر إليها مشدوها لا يفهم ماذا عليه أن يفعل

لأول مرة يشعر بالعجز أمام موقف كهذا..

فبالرغم من أنه ذو باع كبير مع النساء ولكن لأول مرة يوضع

بموقف كهذا ولا يعلم كيفية يتصرف!

دائما كانت النساء هن من تقتربن منه نظرا لوسامته وجاذبيته

الشديدة وعلو شأنه بمجتمعه وهو من كان يتدلل عليهن ولكن

هذه الفتاة غريبة ولا يفهمها ..

حاول أن يجعلها تصمت ولكن كل محاولة منه كانت تزيد بصراخها

وفجأة وجده أمامه ودون أي كلمة كان يكيل له اللكمات وهو

بعد المفاجأة الأولى بدأ يدافع عن نفسه وهو يحاول أن يجعله يفهم

ما حدث ولكن الآخر رفض الاستماع وكأنه كان ينتظر الفرصة

لضربه!

****

بعد ذهاب مرح وحمزة اتجهت إلى غرفتها كالعادة تطمئن عليها

لتجد الغرفة خالية بل وكأنها لم يدخلها بشر منذ الصباح..

شعرت بالرعب وهي تركض تناديه:"أزاد!"

صوتها المرتعب جعله يجفل وهو يركض لملاقاتها:

"ماذا حدث سجى؟"

"عطر ليست بغرفتها ولا أجدها و ..."

قاطعها ضاحكا وهو يقول:"لقد شعرت بالرعب سجى, عطر

بالحديقة لقد أخبرتني أنها ستتنزه قليلا قبل النوم"

وضعت يدها على قلبها وهي تغلق عينيها وتحاول التنفس بهدوء

ابتسم وهو يضمها إليه قائلا:"لا تقلقي حبيبتي إن عطر ستكون

أفضل كثيرا طالما أنتِ بجانبها"

رواية ظلال العشق بقلمي حنين أحمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن