الفصل الثامن

11.9K 321 6
                                    

الفصل الثامن

أحيانا يجعلنا العشق أقوياء وهذا يحدث عندما تكون العلاقة سوية

فيساهم كل طرف بنجاح العلاقة دون أن ينتظر المقابل من

الطرف الآخر..

كل طرف يساعد الآخر ويقوّيه دون أن يطغى أحدهما على الآخر

أو يحاول إلغاء شخصيته وفرض رأيه عليه..

وأحيانا أخرى يجعلنا العشق ضعفاء, يلغي شخصياتنا ويجعلنا مجرد

تابع للأقوى في العلاقة..

وفي حالتها أضعفها العشق بل جعلها مجرد طيف غير مرئي..

مجرد صدى صوت لهم جميعا بداية من والدتها حتى زوجها..

وساهم بحالتها شعورها الدائم أنها ليست أنثى كاملة بنظرهم..

فزوجها يعشق أخرى وهي المذنبة!

تأخرت بالإنجاب حتى فقدت الأمل وهي المذنبة!

فشلت باتخاذ أي قرار خاص بحياتها حتى الطلاق أو الهرب لم تجرؤ

على التفكير فيهما..

وذنبها الوحيد....أنها أنثى

حتى اكتشفت أنها تحمل طفلا بأحشائها.. ولأول مرة منذ زمن

بعيد تشعر أنها على قيد الحياة, بوقت كانت قد فقدت كل أمل

لها بالحياة جاءها الأمل من داخلها ..

شعرت به يخبرها كم يحتاجها قوية من أجله,شعرت بروحه التي

اختلطت بروحها, نبضاته التي اختلطت بنبضاتها,دماؤه التي

اختلطت بدمائها..وكم تحلم باليوم الذي تكحل عينيها برؤيته

وأنفاسه تختلط بأنفاسها..

شعرت أن الله منحها فرصة أخرى من أجل أن تستعيد نفسها..

تستعيد فدوى القديمة بطموحها وأحلامها, بإشراقتها الخلابة,

وأن تضيف لها الشجاعة التي طالما افتقدتها بشخصيتها..

الشجاعة التي رأتها بأختها الصغيرة والتي طالما حسدتها عليها..

عاهدت نفسها وصغيرها أنها ستهتم بنفسها وبه من الآن

فصاعدا..ستحاول أن تخرج من الظل الذي جعلوها جميعا تدلف

إليه رغما عنها, ستحاول أن تتغير فقط من أجل طفلها, من أجل

أن تكون فخرا للطفل الذي ينمو بأحشائها..

كان يراقبها وقد تغيرت بصورة كبيرة عما قبل,منذ أن علمت أنها

تحمل طفلا بأحشائها وهي أصبحت أكثر خوفا على حياتها

رواية ظلال العشق بقلمي حنين أحمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن