الفصل الخامس

14.5K 357 7
                                    

الفصل الخامس

تردد, لهفة, ترقب, ارتباك, العديد من المشاعر المتباينة تنتابه وهو

على وشك مفاتحة والدته برغبته في الزواج!

ماذا سيكون رد فعلها عندما تعلم أنه يريد الزواج بالفتاة التي

رفضها سابقا؟!

لا.. لم يرفضها فقط بل نبذها بقسوة وجرحها جرحا بالغا!

أخذ نفسا عميقا ثم ذهب إلى والدته في مكانها المفضّل في حديقة

المنزل وبدأ الحديث..

لو كان ينتظر منها ردة فعل محددة لانتابته خيبة الأمل حتما..

فلم يظهر عليها أي رد فعل فقط ظلت تحدق به لحظات قبل أن

تساله:"لماذا؟"

ليكون دوره بالتحديق بها بعدم فهم لتتابع:

"لماذا سجى؟ ولماذا الآن؟"

ابتلع ريقه ببطء وهو يقول الرد الذي تدرب عليه كثيرا قبل أن

يفاتحها..

"حسنا أنتِ تعلمين الشرط الذي وضعه أبي رحمه الله وصدّق عليه

جدي بعده لاستلام زمام أملاكنا الخاصة من العائلة"

"إذا تزوّج أخرى لا سجى"

عقد حاجبيه بدهشة وهو يهتف:"وما الفارق؟"

"الفارق كبير, لن أعرّض سجى لموقف كهذا, فهي فتاة تستحق أن

يرغبها الرجل لنفسها لا كوسيلة للوصول لإرث"

"أمي من فضلك, لم يبق سوى شهرين على انتهاء المهلة التي

حددها والدي وجدي ولو لم أنفّذ الشرط لن نحصل على شيء

هذا غير متعلق بي وحدي بل بعطر وبكِ أيضا"

"حسنا أزاد أعرض عليهم الأمر بمفردك فإن وافقت سجى

سأذهب لأخطبها لك"

همّ بالحديث لتقاطعه بإشارة من يده قائلة:"ولكني أحذرك أزاد..

لو جعلتها حزينة أو أهنتها بيوم أنا من سأحاسبك وقتها وأجعلك

تعض أناملك من الندم"

"أمي! تتحدثين وكأنني وحشا لا قلب له! أنا لن أستطيع إيذاء

سجى أبدا"

هتفت به بصوت مجروح لتجيبه:"أو لم تفعل سابقا أزاد؟!"

نظر لها بدهشة..كيف علمت والدته عما حدث في الماضي؟

لا يظن أن سجى أخبرتها وبالتأكيد ليست عزة فهما لم تكونا

رواية ظلال العشق بقلمي حنين أحمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن