الفصل الخامس

10.9K 246 1
                                    

دخل احمد الغرفه فوحد سارة نائمه نظر الى الخراطيم المتصله
بجسدها ثم نظر إلى علامات الحزن والأسى المرتسمه على وجههاثم مد يده ليمسح دمعة فرت من عينيه ولم يستطع حبسها
كان احمد يتعجب من نفسه كثيرا.
كثيرون هم من يعتقدون أن ضباط الشرطة بلا قلب
مجردون من المشاعر الإنسانية
أما هو فكان يعلم جيدا أن كل مهنه بها الجيد والسيئ
وأن البعض من زملائه هم من يشوهون الصورة.
فهو ابدا ليس كذلك لأنه دائما ما يتأثر بالقضايا التي تمر عليه
حتى ان حسام زميله كان دائما ما يسخر من ذلك بقوله( انت يا ابني ايه اللي دخلك كلية الشرطة ؛اللي زيك المفروض يدخل فنون جميله).
لكن بالنسبة له لم تكن هذه المرة كسابقاتها فهو يشفق عليها كثيرا مما رأه؛احيانا يلاحقه شعور اخر بالذنب
ربما لأنه تأخر في نجدتها ؛ واحيانا اخرى يشعر بأنه مدين لها بالإعتذار؛لأنه ينتمي إلي جنس الرجال حتى وان كان هناك البعض ينتمون اليه اسما فقط.
نظر لها وتخيل شقيقته أماني ؛ماذا لو كانت مكانها الآن.
ولكن فجأة قفزت إلى ذهنه خاطر ه؛ لم يفكر بها قبل الآن فما الذي يجعل فتاه مثلها تخرج في مثل هذه الساعة المتأخرة من الليل وبمفردها؛ أمن الممكن ان تكون فتاة رخيصة وليست كما يظن
ععشرات الأسئلة تتبادر إلى ذهنه؛ لن يجيب عنها سوى تقرير الطبيب وهي نفسها بالطبع.
وبينما هو في شروده؛ كانت سارة تفتح عيناها ببطء؛انتبه لها؛سحب مقعد وجلس بجوار السرير؛ وما إن فتحت عيناها حتى رأته
نظر ت سارة إليه والرعب يملأ عينيها ثم صاحت قائلة:
انت مين؛وعاوز مني ايه؛انت اكيد واحد من المجرمين؛ابعد عني؛حرام عليك ؛ مش كفاية اللي عملتوه فيا
ثم دفنت وجهها بين كفيها واندفعت في بكاء هيستيري.
اراد احمد طمأنتها فربت على كتفها بحنان قائلا:
ما تخافيش يا انسه سارة؛ انا المقدم احمد سليمان اللي قبضت على المجرمين اللي عملوا فيكي كده؛ ارجوكي اهدي شويه.
رفعت سارة رأسها واخذت تنظر إليه بشك ثم نظر ت إلى ذراعه الملفوف بالشاش.
لاحظ احمد نظر اتها فقال: واحد من المجرمين ضرب عليا نار بس الحمد لله جت سليمه.
هدأت سارة قليلا ثم قالت من بين دموعها:يا ريتك لحقتنيبددري شوية؛بس جيت متأخر كالعادة؛جيت بعد ما كل حاجة راحت
ثم انخرطت في البكاء مجددا.
احمد(مستفهما):طيب ممكن تبطلي عياط وتقوليلي ايه اللي نزلك من بيتك ف ساعه زى دى ولوحدك.

انتفضت سارة من مكانها كأنما تذكرت شيء ما ثم صرخت قائلة:ماما؛ماما فين؛يا تري عامله إيه دلوقتي؛عرفت حاجة؛ انا لازم اطمن عليها؛انا لازم امشي من هنا حالا.
احمد:اطمني ماحدش عرف حاجة؛ما فيش حد اصلا سأل عليكي لحد دلوقتي؛وكمان انا وصيت الدكتور لو حد سأل عليكي يقول انك جاه ف حادثة عربية.
نظرت له سارة نظرة تحمل خليطا من الحيرة والدهشة ولا تخلو من الإمتنان.
سارة:طب انت ليه عملت كده؟
احمد:مش كده احسن برضه؟متهألى كده ولا ايه
بس انتي لسه ما جاوبتيش على سؤالي؛ايه اللي نزلك من بيتك ف الوقت ده لوحدك.
قصت سارة على احمد ما حدث منذ البداية إلى ان وجدها مغشيا عليها فسألها احمد مستوضحا:
طب ليه ما حدش غير ك نزل يجيب الدوا لوالدتك يعنى ابوكي ؛اخوكي اي راجل يعنى؟
سارة:انا عايشه انا وماما لوحدنا؛انا ماليش اخوات؛وبابا طلق ماما واتجوز واحده تانيه ؛ وسافر يشتغل بره مصر من سنين؛وما يعرفش عننا اي حاجه ولا يلزمه يعرف؛اصله ما بيحبش خلفة البنات وطلق ماما عشان خلفتني؛انا كمان ما اعرفش عنه حاجة؛ده اا حتى ما اعرفش اذا كان عندي اخوات منه ولا لأ ؛وطبعا اذا كنت ما اعرفش حاجة عن ابويا حاعرف عن اخواته؛وماما وحيده زيي؛وانا بشتغل عشان اصرف على نفسي وعلى ماما وعلاجها.
!عر احمد بالأسى لحالها؛ولكنه شعر ايضا بالإرتياح لأنه وجد اجابة سؤاله.
وبينما هم في حديثهم اذ طرق احدهم الباب؛فسمحت له سارة بالدخول؛وما ان انفتح الباب حتى وجدت ليلي امامها التي ما ان رأتها حتى سارعت إليها وقامت باحتضانها........ 

دعني لمأساتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن