تعجبت سارة من كلام احمد فنظرت له مستفهمه ولكنه غمز لها بعينه كإشارة لها ان تصمت؛وأشار ايضا إلى حسام.
صباح:احنا متشكرين جوي جوي يا دكتورة
سارة(وهي تحاول أن تبدو متماسكه):العفو يا فندم؛انا كنت جايه اطمن علي حضرة الظابط؛ بس شايفه إنه كويس دلوقتي الحمد لله؛خلاص حمر عليه وقت تاني ان شاء الله.
صباح(بشك):يعنى جايه تطمني عليه إكده؛يعنى ماشايفاش على صدر ك سماعه ولا ف يدك حاجة من بتاعة الدكاتره واصل.
حاول احمد ان ينقذ سارة فقال:اصل دكتورة سارة نبطشيتها بتخلص دلوقتي فبتمر على المرضى بتوعها تطمن عليهم قبل ما تمشي.
صباح:آه جولتلي بجي
شعر احمد بالإطمئنان فالتفت إلي سارة قائلا:اعرفك يا دكتورة؛دي والدتي وده خالي والأنسه تبقى اماني اختي وخطيبها حسام زميلي(قالها احمد وهو يشير إلى حسام)سارة:تشرفنا يا فندم؛والف سلامه عليك ؛عن اذنكو
صباح:اذنك معاكي يا بنيتي
انصرفت سارة عائدة إلى غرفتها بينما نظرت اماني لاحمد قائله:ده لو كل الدكاترة كده يبقي والمفروض العيانين ما يخفوش ابدا ولا يسيبوا المستشفى.
كانت اماني محقه فسارة صاحبة جمال ملفت فعيونها الخضراء وبشرتها البيضاء وملامحها الرقيقة اكسبتها جمالا ربانيا وقد يكون هو ما جعلها مطمعا للكثيرين خاصة مع علمهم انها بدون سند في هذه الحياه بعد تخلي والدها عنها؛وربما كان سببا ايضا فى ما حدث لها؛فالجمال احيانا يكون نقمة على صاحبته.
احمد:بطلي لماضه يا بت انتي؛وانت ياحسام ما تنزل يا حبيبي تجيبلهم حاجة من كافيتيريا المستشفى يشربوها
هب حسام واقفا:انا حاجيب عشا الاول وبعدين نجيب حاجة نشربها
سعيد:لا عشا ايه بس الله يكرمك ؛احنا يا دوب إكده نلحج نجوم عشان نرجع البلد قبل الفجر.
احمد:ترجعوا ايه بس يا خالي؛انتو تروحوا تباتوا ف شقتي النهارده والصبح سافروا زى ما انتوا عايزين
صباح:لا يا ولدي؛احنا حنعاود البلد وحاسيبلك اماني تجعد معاك لحد ما ربنا يعافيك وتبجى تعاود بعدين
احمد:ما ينفعش يا امي؛انا مالحقتش اقعد معاكي
صباح:معلهش يا ولدي؛خالك وراه مصالح ما يجدرش يهملها؛وانا الحمد لله اطمنت عليك؛يومين تلاته إكدهوحرتب حالي وآجي اجعد معاك بس عشان الزيارة دى جت على فجأة؛ولما اطمن عليك حاعاود البلد واخد اماني معايا
احمد:حاقول ايه؛ انا عارف امي راسها ناشفه ازاي؛مادام قررت يبقي خلاص؛ثم نظر إلى حسام ما تقوم يا ابني انت نسيت العشا ولا حيروحوا جعانين ولسه قدامهم سفر طويل.
حسام:آه صحيح؛حاروح انا اجيب العشاوارجع على طول؛مش حتأخر ان شاء الله
احمد:طب خد اماني معاك تسليك ف السكه
نظرت صباح إلى احمد نظرة صارمه لاحظتها اماني فوقفت في انتظار إذن والدتها:اروح يا ماما
صباح:اخوكي الكبير قال كلمة يبجى خلاص؛اتفضلوا بس ما تعوجوش
حسام:مسافة السكه وراجعين ان شاء الله
خرج حسام وتبعته اماني التي ما ان خرجت حتى فوجئت بحسام يتقدم منها ويمسك يدها ويقبلها قائلا:وحشتيني قوي يا امونتي
اماني:يا مجنون احنا ف مستشفى
حسام:اعمل ايه ما صدقت الحصار اتفك وامك اديتنا إفراج؛يا ساااااتر؛امتي بقى نتجوز ونخلص وانا اللي اقول تروحي فين وتيجي منين؛أمال هيا صممت على كتب الكتاب ليه لما بتنشف ريقي كده
اماني:معلش يا حسام؛هانت خلاص
حسام:لا انا مش حاقدر على كده؛لما احمد يقوم بالسلامه ان شاء الله نحدد الفرح عليطول ويبقي بعدها بشهر مش اكتر
اماني:ايه ده يا حسام؛هو انت خلصت الشقه
حسام:خلاص يا ستي؛هانت شوية تشطيبات وتبقى زى الفل ومستعده تنوريها في اي وقت؛والله يا اماني كان نفسي كل حاجة فيها تكون على ذوقك بس اعمل ايه بقى؛حكم القوي؛ده انا لما اتقدمتلك ووالدتك صممت على كتب الكتاب عشان انتي كنتي قاعده هنا فى القاهره مع احمد عشان كليتك وهي هناك في الصعيد قلت كويس عشان ابقى براحتي؛بس هيا ايه بقى اول ما خلصتي كليتك اصدرت فرمان انك ترجعي على هناك وانا ابقى متشحطط وراكي كده
اماني(بدلع):اللي عايز العسل يتحمل قرص النحل
حسام(وقد اراد إغاظتها):بقي كده يا اماني؛طب ايه رأيك لو بلغت ملكة النحل بالكلام اللي انتي بتقوليه عنها ده
اماني:ده انت حبيبي يا حوس؛يرضيك يعني ؛افرض عاقبتني مثلا بتأجيل الفرح لاجل غير مسمي تبقى مبسوط ساعتها؟
حسام:لأ لأ وعلي ايه الطيب احسن؛بس تعرفى يا اماني على قد ما كنت رافض ابلغكم بموضوع احمد علي قد ما انا مبسوط قوي انكو عرفتو عشان قدرت اشوفك؛بالحق يا اماني قوليلي انتو عرفتو منين؛مين اللي بلغكوا؟
اماني:المستشفى نفسها اتصلت بينا؛الحمد لله ان انا اطمنت عليه ؛ده انا كنت حاموت من القلق لما بلغونا؛ما تتصورش احمد ده بالنسبالي ايه ده هو ابويا واخويا وكل حاجه.
حسام:ربنا يخليكوا لبعض;بس مش غريبه دي
اماني:وايه الغريب ف كده
حسام:جابوا نمرتك منين ف المستشفى وليه اصلا يكلموكي وانا معاه؟
اماني:الموظف اللي كلمني قالي ان احمد طلب منهم كده ؛يبقي اكيد احمد هو اللي اداهم النمرة
(وقد بدأ يشك في الأمر):ماحصلش طبعا؛مش احمد لسه قايل ادامك انه طلب مني ما بلغكمش؛يبقى ازاي حيطلب ده من المستشفى؟
اماني:معاك حق؛انا ماخدتش بالي؛لأ وفيه حاجة كمان ما خدتش بالي منها غير دلوقتي
حسام:ايه هيا؟
اماني:الرقم اللي اتصل بيا رقم موبايل مش ارضي ؛هما موظفين المستشفى دلوقتي بيتكلموا من تليفوناتهم الشخصية?
حسام:اديني الرقم اللي اتصل بيكي كده
اخرجت اماني هاتفها واملت الرقم لحسام الذي سجله على هاتفه وما ان شرع في الإتصال بالرقم حتى ظهر اسم حسين على شاشة الهاتف.
حسام:الحيوان والله لأوريه؛بقى هو اللي عمل كده
اماني:مين ده يا حسام
حسام:ماتشغليش بالك انتي؛انا حاتصرف معاه؛ بس هو جاب نمرتك منين
اماني:ما اعرفش ؛مش لما اعرف هو مين الأول
تذكر حسام ما حدث عند ما خرج من الحمام ليجد حسين في مكتبه
حسام:افتكرت؛ماشي يا حيوان حسابك معايا بعدين؛الشريحه دي ترميها ف الزباله وانا حاجيبلك خط تاني.
اماني:ايه ده يا حسام؛انا اول مرة اسمعك بتشتم حد؛انت ليك ف الشتيمه?
حسام:نعم يا اختي؛ده انا ظابط شرطه؛يعنى معظم تعاملاتي مع مجرمين.
اماني:وده معناه ان يكون لسانك طويل يعنى؛اوعي تكون بتشتم المجرمين كده برضه عشان يعترفوا على جرايمهم
حسام:لأ يا حبيبتي ما تقوليش كده؛ انا كل الحكاية بعزمهم على لمون عندي ف المكتب واحلفهم بالغاليين عليهم ليعترفوا.
اماني:ايه ده لا طبعا انت اكيد بتهزر؛انا اول مرة اسمع حاجة زى كده؛انت بتتكلم جد
حسام:اماني؛هو انتي متأكدة انك خريجة كلية السن بجد؛ انا على فكرة ابتديت اشك ف الشهادة بتاعتك.
اماني:ليه يا حسام؛هو انا قلت حاجة غلط؟
حسام:انتي من شوية كنتي عامله فيها المفتش كرومبو ؛دلوقتي مش عارف قلبتي علي ذكيه الهبله ليه
اماني:مين ذكيه دي يا حسام؛انت تعرف واحد ه غير ي
حسام:بقولك ايه يا اماني؛انا شايف اننا اتأخرنا كده؛مش يلا بينا احسن مامتك تطلب لنا بوليس الآداب
اماني:معاك حق؛الوقت سرقنا واحنا بنتكلم ؛يلا احسن زمانهم قلقانين علينا.
:آه؛انا كمان بقول كفاية عليا كده النهارده؛احسن انا لو اخدت جرعه زياده من السذاجه بتاعتي دي ممكن اتنقط او اتشل
وعلى ايه؛بعد الشر عليك يا حبيبي؛يلا نرجع احسن
كان حسام يمازح اماني فقط؛فاكثر ما يعسقه فيها هو فطرتها السليمه وسريرتها النقيه؛فتربية والدتها الصارمة لها ولشقيقها لم تدع لأماني فرصة لتتعرف على العالم من حولها جيدا بالرغم من تعليمها الجامعي إلا انها لم تستطع تكوين صداقات بالجامعه مع بنات اخريات وبالتأكيد مع الجنس الآخر.
................. ........
على الجانب الآخر كانت صباح تلوم احمد علي تصرفه قائلة:ماكنش يصح يا ولدى تجولها تخرج وياه إكده؛ده برضك لسه مابجاش جوزها
احمد:يا امي؛هما مش كاتبين كتابهم يعنى ما تحبكيهاش قوي.
صباح:الظاهر ان جعدتك ف مصر نستك عوايدنا وغيرت طبعك؛شايف الغلط وساكت عليه
شعر احمد بالضيق لحديث والدته فأراد سعيد تلطيف الأجواء فقال:خلاص بجي يا خيتي؛حسام ده اخو احمد؛وانتى عارفة اخلاجه زين من جبل حتى ما يخطب اماني؛ده هو واحمد زمايل واصحاب من ايام الكليه؛وبعد ين بتنا ما يتخافش عليها
احمد:يا جماعة يتخاف عليها من مين ؛ده جوزها جوزها
صباح:خلاص حصل خير؛بس دي اخر مرة يخرجوا مع بعض جبل الفرح
احمد:يبقى تاهت ولقيناها؛نحدد معاد الفرح عشان كل واحد يبقى على راحته؛ انا عايز اجوز اختي واطمن عليها
سعيد:يصح برضك وانت لساك تعبان إكده.
احمد:يا جماعة انتوا محسسني انهم حيتجوزوا بكرة؛احنا نحدد المعاد دلوقتي ويكون بعد شهر مثلا ؛قولتو ايه
صباح:طب وحسام رأيه ايه ف الكلام ده
احمد:اطمني؛هو اللي طلب مني كده
سعيد:خلاص يا جماعة؛خير البر عاجله؛جولتي ايه يا صباح؟
صباح:جولت لا اله الا الله؛مافيش بعد جول خالها واخوها كلام
احمد وسعيد:محمد رسول الله
سعيد:يبجى علي بركة الله لما يرجعوا نفرحوهم
فى هذه الاثناء دخل حسام واماني واخبرهم احمد بتحديد موعد الزفاف بعد شهر من الآن؛وكانت فرحتهما طاغيه
دها شعر احمد ب الإطمئنان على شقيقته ليتفرغ لأمر آخر يشغل باله كثيرا.
يتبع
ملحوظه:الفصل ده آخر فصل في المستشفى وبداية من الفصل العاشر ان شاء الله حنخرج من المستشفى ونشوف حياة ابطالنا حتمشي ازاي