نظر احمد إليها بدهشة وشعر بالحرج الشديد ولكنه ما لبث أن قال:ممكن أعرف السبب يا انسه سارة؛او انتي محتاجة وقت تفكري مافيش مشكلة؛مش لازم أعرف ردك دلوقتي.
سارة:أنا اسفه؛انا مش محتاجة افكر ف حاجة؛قلت لحضرتك ان طلبك مرفوض.
سعاد:ليه بس كده يا بنتي؛ثم التفتت إلي احمد قائلة:معلش يا ابني ما تزعلش منها.
احمد:انا مش زعلان ولا حاجة؛ بس بعد اذنك ممكن اتكلم معاها لوحدنا شوية.
سعاد:قلتي إيه يا سارة؟
سارة:مالوش لزوم يا ماما؛الموضوع بالنسبالي منتهي.
احمد:ارجوكي يا سارة؛اقعدي عشان نعرف نتكلم؛وبعدين لو صممتي على رفضك ده ؛ انا حامشي فورا ومش حتشوفي وشي تاني.
نظرت سارة إلى والدتها؛ففهمت سعاد ما تعنيه؛فاستئذنت قائلة:طيب؛انا حاروح عشان معاد الدوا بتاعي؛واسيبكوا تتكلموا على راحتكوا.
خرجت سعاد إلى غرفتها؛فجلست سارة بعيد ا عن احمد.
احمد:احنا حنتكلم من بعيد لبعيد كده.
سارة:متهيألي كده احسن؛ انا سمعاك من هنا على فكرة.
احمد:طيب براحتك؛ممكن اعرف انتى رافضة جوازنا ليه؟
سارة:يعنى مش عارف.
احمد:لأ مش عارف؛هو انا مش عاجبك ولا حاجة؛ده انا حتى واد أمور وحليوة والبنات بتجري ورايا.
لم تستطع سارة كتم ضحكتها؛لكنها مالبثت ان قالت:طيب وليه سايب البنات اللي بيجروا وراك وعايز تتجوز واحد ه زيي.
احمد:وهما البنات دول احسن منك فى ايه؟
سارة:يعنى مش عارف؛ولا عايز تنسى ؛على فكرة لو انت قدرت تنسى انا مش حاقدر؛لأن للأسف دي حاجه ما تتنسيش.
اقترب احمد ليجلس على المقعد المجاور لها ثم قال بهمس:على فكرة انتي ف عنيا ماتفرقيش أي حاجة عن أي بنت من دول؛واللي حصل ده مش حاجة تعيبك بالعكس دي حاجة تكبرك من وجهة نظري.
سارة(بدهشة):ازاي يعنى؟
احمد:يعنى معناها انك إنسانه كويسة؛وربنا بيحبك عشان كده بيبتليكي.
سارة:انت عايز تفهمني ان الموضوع مش فارق معاك؛وان جوازنا ده لو تم؛حيبقى جواز طبيعي زى أي جوازة تانية بعد اللي انت شوفته بعنيك؟
احمد:سارة انا عايز ك تتأكد ي إني ما جتش هنا غير عشان بحبك؛ انا ما كنتش متأكد من مشاعري لحد ما شوفتك في النيابة النهارده ساعتها بس اتأكدت اني بحبك وبحبك قوي كمان؛انا مش حاكدب عليكي واقولك أن الحادثة مش مأثر ة فيا؛بس تعالى نتجوز ونعيش مع بعض فترة نحاول ننسى فيها اللي حصل؛واعتبريها يا ستي فترة خطوبة لحد ما نحس ان احنا الإتنين بقينا مؤهلين للخطوة اللي بعدها؛ممكن ده ياخد مننا وقت بس اكيد الموضوع يستاهل المحاولة يعنى؛ولا انتي رأيك إيه؛إلا بقي إذا كنت مش عاجبك ولا حاجة دي فيها كلام تاني.
أجابت سارة مسرعة:لا ابدا والله ده انا حتى.........
رأت سارة انها تسرعت فشعرت بالخجل وقطعت حديثها ولاذت بالصمت عندها ابتسم لها احمد قائلا:انا كنت بقول كده برضه؛انا ما فيش واحد ه تشوفني وماتحبنيش اساسا.
بادلته سارة الإبتسامة قائلة:وده اسميه غرور ده بقى ولا ايه بالظبط؟
احمد:لا ابدا تقدر ي تقولي ثقة بالنفس؛اصل انا كده يا بنتي ماتقاومش.
شعر ت سارة بقلبها ينبض بالسعادة تدخله لأول مرة منذ فترة طويلة؛قد تكون طوال حياتها تقريبا؛فمنذ جاءت إلى هذا العالم لم تذق طعم السعادة سوى مرات قليلة جدا.
سارة:يعنى متأكد انك مش حتندم فى يوم من الأيام؛ولا حتعايرني باللي حصل.
احمد:اللي انتي بتقوليه ده عمره ما حيحصل إن شاء الله؛لسبب بسيط جدا؛ان اللي حصل ده انتي مالكيش ذنب فيه؛انتي لازم تنسي اللي حصل ده يا سارة وتمحيه من حياتك خالص؛وانا كمان حاحاول انسى اللي شوفته حتى لو تطلب مننا اننا نروح لدكتور نفسي مش مشكلة نروح.
حدقت فيه سارة بإندهاش فأكمل قائلا:ماتستغربيش؛ف اوروبا بيعملوا مراكز لإعادة تأهيل البنات المغتصبات نفسيا عشان يساعدوهم يندمجوا في المجتمع من جديد؛انا عارف طبعا ان ده لو حصل واتعمل زيه في مصر مافيش ولا واحد ه حتروح المكان ده من اساسه؛عشان كده ممكن تروحي لدكتور نفسي ولو الموضوع احتاج مني انا كمان إني اروح حأروح يا ستي عشان خاطر عيونك؛شوفتي بقى انا بحبك قد إيه؛بحبك لدرجة إني مستعد ان الناس تقول عليا مجنون وبتعالج؛بالله عليكي بعد الكلمتين دول ينفع إني ما اسمعش كلمة موافقة يا احمد؛وانا كمان بحبك يا احمد؛خطوبتنا الخميس الجاي يا احمد؛اي جملة اخرها احمد انا راضي يا ستي؛ بس اسمع اسمي بيتنطق على شفايفك الحلوين دول.
احمرت وجنتا سارة من الخجل وهي تسمع هذه الكلمات التي تمنتها طوال عمرها وظنت في وقت من الأوقات انها لن تمر على مسامعها ابدا فابتسمت قائلة:على فكرة انت جرئ قوي يا احمد؛كويسة دي.
احمد:وانتى جميلة قوي يا عيون احمد؛ بس تعرفي انا كنت طول عمري بحب اسمي قوي؛ بس دلوقتي حبيته اكتر واكتر لما سمعته منك؛صدقيني يا سارة؛لو انتي بتسمي اللي انا عملته ده تضحية ؛فانتي بجد تستاهلي التضحية دي؛نيجي بقى يا ستي للمهم؛بصي بقى انا إن شاء الله حاجيب والدتي واماني اختي وحسام صاحبي الخميس الجاي ونعمل خطوبة ونلبس الدبل مؤقتا لحد ما يعدي فرح أماني وبعد الفرح ان شاء الله نكتب الكتاب ونتجوز ف نفس اليوم ومعاكو فرصة لحد الخميس الجاي مامتك تكلم الأستاذ إسماعيل عشان يسأل عني.
سارة:انت بتتكلم بجد؟
احمد:في ايه بالظبط؟
سارة:ف حكاية اننا نسأل عنك دي؛تفتكر احنا محتاجين نسأل عنك؟
احمد:يا سارة انا عايز كل حاجة تمشي طبيعي وما نلفتش نظر اى حد؛وبعدين يعنى كل الكلام اللي قولتهولك ده ما لفتش نظرك غير الكلمتين دول؛وبالنسبة للخطوبة والدبل وكتب الكتاب والفرح والكلام ده مافيش اي رد فعل خالص.
سارة:هو انت ناوي تعمل فرح بجد؟
احمد:في الحقيقة مش حينفع وارجو انك ماتزعليش مني؛لكن لو انتي مصممة يعنى انا ممكن.....
قاطعته سارة قائلة:تفتكر انا ممكن يكون ليا عين اطلب منك طلب زي ده؟
احمد:سارة لو سمحتي ماحبش اسمع الكلام ده منك مرة تانية؛انتي تطلبي كل اللي انتي عايزاه؛لأ ده انتي تؤمري كمان؛الحكاية كلها إني مش حينفع آخد اجازة اليومين دول؛لإني لسه راجع من اجازة وكمان حاخد يومين عشان اسافر الصعيد افاتح ماما في موضوعنا؛فمش حينفع آخد اجازات تاني في الوقت الحالي؛بس اوعدك اول ما ظروفي تسمح حاخد اجازة واعوضك فيها؛قلتي ايه؟
سارة:انت بتكدب على فكرة.
احمد:انا يا سارة.
سارة:ايوه؛انت عارف كويس انك لو عملت فرح حتضطر تعزم فيه زمايلك ورؤسائك؛وطبعا ممكن حد فيهم يكون شافني فيشوفني بعد كده في الفرح فيعرفني؛مش كده صح برضه ولا انا غلطانه؟
اطرق احمد برأسه ولم يرد.
سارة:عموما انا مش زعلانة صدقني؛انت معاك حق؛مش معقول يكون جزاء الجميل اللي انت حتعمله فيا إني افضحك وسط زمايلك.
احمد:جميل؛لو انتي بتسمي جوازي منك جميل؛انا بقى مابفكرش فيه كده خالص؛ومعلش اعذريني مش كل الناس بتفكر زيي كده على فكرة؛ومش معقول حادور على كل واحد فيهم واكلمه واقنعه باللي انا مقتنع بيه.
سارة:خلاص يا احمد؛انا موافقه علي كل اللي تقوله؛الشكليات دي مش حتفرق معايا؛ بس طبعا انا كده مش حينفع اروح فرح اختك لنفس السبب؛عموما دي كمان مش مشكلة؛انا اصلا مش عارفة حاتعامل إزاي مع جوز اختك وانا عارفه انه عارف اللي حصلي.
احمد:من الناحية دي اطمني خالص؛حسام حيتعامل معاكي عادي جدا ويا ريت انتي كمان تحاولي تعملي كده برضه عشان ما تلفتيش نظر حد؛ماشي
سارة:اوعدك إني حأحاول اعمل كده.
احمد:وعلى فكره انا ما كدبتش عليكي لما قلتلك إني مش حاعرف اخد اجازة دلوقتي.
سارة:طيب وليه
تستعجل على الفرح مانستنى لما ظروفك تسمح وتقدر تاخد اجازة
احمد:لأ؛كده احسن؛طول ما القضية شغاله ماضمنش ايه اللي ممكن يحصل؛لكن لو اتجوزنا كده نقدر نسكت اي حد ممكن يتكلم؛وكمان انا عايز اكون جنبك في المحكمة عشان ما يحصلش زي ما حصل في النيابة؛كان حيجرالي حاجة بسببك؛ بس بالمناسبة يا سارة فيه سؤال بقالي فترة عايز اسألهولك وفرصة دلوقتي اعرف إجابته.
سارة:سؤال ايه ده؟
احمد:انتي ليه ما فكرتيش تتنازلي عن القضية على اساس يعنى ان القضية طول ماهي شغالة ممكن حاجة تتعرف؛لكن لو اتقفلت يبقى اسهل ان الموضوع يستخبى خصوصا انك لوحدك يعنى مالكيش حد يقف جنبك؟
سارة:تعرف إني مافكرتش لحظة واحدة إني اتنازل أو اتراجع رغم كل اللي انت بتقول عليه ده.
احمد:إشمعنا يعنى؟
سارة:لان ببساطة ما عنديش حاجة اخسرها اكتر من اللي خسرتها؛وكمان مش معقول اسيب المجرمين يفلتوا بعملتهم دي لاني كده ببساطة بديهم فرصة انهم يعملوا كده تاني وتالت ورابع طالما ماحدش بيحاسبهم؛وانا بصراحة ماتمناش لأي واحد ه تحس الإحساس اللي انا حسيته ده.
احمد:تعرفي ان حبي ليكي زاد اضعاف دلوقتي؛يعنى رغم اللي انتي فيه ده وبتفكري ف غيرك؛وعلى فكره لو انتي كنتي اتنازلتي انا ما كنتش حتنازل ؛مش انا اعمل فيها جاكي شان واطاردهم وانا مصاب وحضرتك تتنازلي كده بكل سهولة.
انفجرت سارة في الضحك فقال لها احمد:عجبتك يا اختي جاكي شان دي قوي؛عموما انا عشان خاطر ك اعمل جاكي شان وشاروخان وبات مان كمان لو حبيتي؛ها عايزة حاجة تانية.
سارة:عايز ه اعرف بجد هما حياخدوا فيها كام سنة.
احمد:كام سنةايه يا بنتي ؛ده القاضي لو رأف بيهم حيديهم إعدام.
سارة:ده لو رأف بيهم.
احمد:طبعا؛يا بنتي دول اربع جرايم في بعض؛هتك عرض إغتصاب وحيازة سلاح بدون ترخيص وشروع في قتل.
سارة:نفسي اعيش لما اشوف اليوم ده؛واسمع الحكم بوداني.
احمد:يا شريرة؛ان شاء الله يا حبيبتي تعيشي وربنا يديكي طولة العمر ونفضل علطول مع بعض؛بقولك ايه؛احنا كده تقريبا اتفقنا على كل حاجة؛لما امشي بقى ابقي بلغي مامتك انك موافقة؛شكلي كان زبالة قدامها على فكرة؛اتفضلي بقي صلحي غلطتك واتجوزيني بسرعة.
لم تستطع سارة ان تتمالك نفسها من الضحك فقال احمد:ايوه كده؛ربنا يجعل كل ايامنا اللي جاية سعاد ة وفرحة؛وربنا يقدرني واسعدك يا اجمل حاجة في عمري كله؛بقولك ايه زمان مامتك بتقول كل ده وهي مش موافقه ؛امال لو كانت موافقة كان حيبات هنا بقى؛انا حامشي دلوقتي عشان مسافر بكرة ان شاء الله على الصعيد افاتح ماما في الموضوع؛مش عايز ه مني اي حاجة؟
سارة:متشكر ة قوي.
احمد:طيب يا ستي؛ادعيلي بقى اروح وارجع بالسلامه وكده يعنى اي حركات.
سارة(وهي تخفض بصرها ارضا):حاضر.
احمد طيب سلام عليكم بقى.
سارة:وعليكم السلام.
ودعته سارة إلى الباب ثم اغلقته ووقفت خلفه وهي تشعر بالسعادة وترسم احلاما لمستقبل وردي......
يتبع