كانت سارة جالسة مع ليلي في غرفة منزلها بعد أن مرت عليها بعد خروجها من النيابة؛وليلي تحاول تهدئتها.
ليلى:اشربي بس اللمون ده وانتى حتبقي كويسة ان شاء الله.
سارة:عشان خاطري مش عايز ه حاجة يا ليلي.
ليلى:ما ينفعش كده يا سارة؛لازم تهدي شوية؛لو روحتي بالحالة دي مامتك ممكن تلاحظ حاجة.
سارة:وانتى فاكراها مش واخد ه بالها؛انا متأكدة انها حاسة بحاجة بس مش عارفة ايه هيا؛انتي عارفة ان ماما اقرب حد ليا وبتحس بيا وتعرف انا عايز ه ايه من غير ما اتكلم.
ليلى:طيب يا سارة؛لما انتي عارفة كده؛ مش نهدى بقى ونبطل عياط؛خلاص يا حبيبتي هانت مافاضلش غير المحكمة ولو مش عايز ه تروحي ما تروحيش.
سارة:لأ طبعا مش حاروح؛مش حاقدر اشوفهم تاني اصلا؛ انا النهارده لما شوفتهم افتكرت الحادثة كأنها لسه حاصلة دلوقتي؛منهم لله زى ما ضيعوني.
ليلى:ربك يمهل ولا يهمل ؛ وبعد ين يا سارة كل حاجة بتحصلنا اكيد ربنا ليه فيها حكمه؛وربنا مش بياخد مننا حاجة غير عشان يعوضنا باللي احسن منها وماحدش عارف الخير فين ؛بس المهم نصبر ومانيأسش.
سارة:تفتكري ايه الخير اللي ممكن يكون موجود في اللي حصلي ده؟
ليلى:استغفري ربنا يا سارة وماتقوليش كده تاني؛اكيد فيه خير ؛انتي مش قولتيلي على اللي الظابط ده عملوا معاكي.
سارة:ايوه.
ليلى:طيب ما فكرتيش هو بيعمل كده ليه؛مش يمكن بيحبك يا سارة؟
سارة:ايه اللي انتي بتقوليه ده يا ليلي؛يحبني ايه بس.
ليلى:وما يحبكيش ليه ان شاء الله؟
سارة:لأنه عارف اللي حصلي؛وغير كده ده شاف الحادثة بعينه؛عايز ه سبب اقوي من كده؟
ليلى:طيب يا حبيبتي؛مادام عارف اللي حصل وبيعمل معاكي كده يبقى اكيد بيحبك وممكن يكون عايز يتجوز ك.
انتفضت سارة واقفة :ايه اللي بتقوليه ده يا ليلي؛يتجوزني ايه؛لأ طبعا مش ممكن؛ده حتى لو هو بيفكر ف كده ؛انا مستحيل اوافق على حاجة زى دى.
ليلى:ما توافقيش ليه يا سارة؛وفيها ايه بس؟
لإني ماعنديش استعداد ان حد يتجوزني شفقه؛ولا بعد كده لو حصل واتخانقنا مع بعض يعايرني باللي حصلي؛ انا اصلا شلت موضوع الجواز ده من دماغي.
ليلى:حتى لو قلتلك ان معتز كلمني عشان عايز يخطبك؛مش انا سبق وقلتلك انه بيحبك وعايز يتجوزك.
سارة:وقلتيله ايه؟
ليلى:اضطريت اكدب عليه واقوله اني كلمتك وانك رفضتي عشان
بتحبي واحد تاني
سارة:كويس كده احسن.
ليلى:انا اضطريت اقوله كده عشان عارفة ومتأكده انك مش حتوافقي؛سارة اقولك حاجة بس ما تزعليش مني.
ليلى:فيه ايه يا ليلي اتكلمي.
ليلى(بتردد):يعنى....انتي عارفة ان معتز اخويا راجل وشهم ويعنى....اقصد يعنى.....
سارة:ما تتكلمي علطول ليلي عايز ه تقولى ايه؟
ليلى:اقصد اني لو قلتله الحقيقة وشرحتله اللي حصل ممكن يوافق انه........
قاطعتها سارة قائلة والدموع تملأعينيها:وترضيهالي يا ليلي .
احتضنتها ليلي وهي تعتذر لها قائلة:ما تزعليش مني يا سارة؛انتي عارفة انا بحبك قد ايه؛عشان خاطري ما تزعليش مني.
سارة:خلاص يا ليلي؛محصلش حاجة؛ بس فيه حاجة عايزاكي تعرفيها كويس؛انا كنت ممكن اخبي عليكي اللي حصل خصوصا بعد الدكتور ما قالكم انها حادثة عربية؛ بس انا ما ليش غيرك احكيله انتي صاحبتي الوحيدة واقرب حد ليا في الدنيا بعد ماما؛وكمان انا حكيتلك عشان موضوع معتز عشان لما ارفضه ماتزعليش مني وكمان عشان تقنعيه انه يشلني من دماغه خالص.
ليلى:خلاص يا سارة؛اللي يريحك.
سارة:انا مضطره امشي لإني اتأخرت على ماما قوي؛يلا سلام بقى ولما اوصل البيت حاكلمك في التليفون ان شاء الله.
ليلى:ما لسه بدرى يا سارة؛خليكي معايا شوية؛انتي بقيتي فين وفين لما بتزوريني.
سارة:ماانتي عارفة يا ليلي؛انا مابقتش بخرج من البيت حتى الشغل واخد ه منه اجازة.
ليلى:طيب يا حبيبتي؛مع السلامة واول ما توصلي كلميني.
ودعتها سارة وانصرفت عائدة إلى منزلها
...............
فتحت سارة باب شقتها بالمفتاح ثم دخلت ليأتيها صوت والدتها قائلة:انتي جيتي من عند ليلي يا سارة.
سارة:ايوه يا ماما؛انا داخله اوضتي ارتاح.
سعاد:مش حتتغدي معايا يا سارة?
سارة:معلش يا ماما ماليش نفس كلي انتي بالف هنا.
سعاد:مش حتقوليلي يا بنتي فيكي ايه؛من يوم الحادثة وانتي متغيرة ؛علطول قاعده ف اوضتك وسايباني لوحدي.
سارة:معلش يا ماما تعبانه شوية؛حادخل انام وارتاح شوية ولما اصحي ان شاء الله حنقعد مع بعض للصبح .
سعاد:طيب يا بنتي براحتك.
دخلت سارة غرفتها وشرعت فى تبديل ملابسها إلا أن رنين جرس الباب استوقفها؛فعدلت من ملابسها وارتدت حجابها وخرجت لتفتح الباب؛وكانت سعاد قد دخلت غرفتها لترتاح فسمعت صوت جرس الباب وارادت ان تنهض لتفتح ولكن سارة استوقفتها قائلة:خليكي مرتاحه يا ماما ف سريرك؛انا حافتح.
:طيب يا حبيبتي؛ بس يا ترى مين اللي جاي يزورنا؛مافيش حد بيخبط على بابنا غير ليلي صاحبتك وانتى لسه جايه من عند ها.
سارة:ارتاحي وانا حاشوف مين.
فتحت سارة الباب واتسعت عيناها بشدة حين رأت الشخص الواقف امام الباب؛لم تشعر بنفسها إلا وهي تدفعه بيديها في صدره إلي الخارج ثم تخرج خلفه وتغلق الباب وراءها.
سارة:انا انا اسفه بس مش حضرتك قلتلي لما يكون فيه حاجة حتكلمني ف التليفون ؛ايه اللي خلاك تيجي هنا بنفسك؛هو فيه حاجة تانية حصلت؛ماما كده ممكن تشوفك وتبقى مشكلة؛ساعتها حاقولها مين حضرتك؟
ابتسم لها احمد إبتسامة جعلت دقات قلبها تتسارع وصوت تنفسها يعلو ؛وبدت وكأنها قد خرجت للتو من إحدى سباقات العدو؛فخفضت سارة بصرها ارضا لتتلاشى النظر إلى عينيه.
احمد:قوليلها المقدم احمد سليمان عايز حضرتك في موضوع مهم.
رفعت سارة عينيها وحدقت فيه بشدة قبل أن تقول:حضرتك عايز ماما ف ايه؛ارجوك بلاش تقولها حاجة؛دي دي.......
شعر احمد بالضيق من نفسه لأنه اخافها فقال:ما تخافيش يا سارة؛ انا مش جاي اقولها على حاجة؛ انا بس كنت عايز اشرب معاها فنجان قهوه واتكلم معاها كلمتين؛وعلى فكره قهوتي مظبوطة؛يا ترى عندك مانع اني اشربها عندكوا؛عموما يا ستي اعتبريني ضيف؛ولا انتو متعودين تعاملوا ضيوفكوا كده؟
سارة:كده ازاي يعنى؟
احمد:يعنى؛بتزقوهم بره كده وتقفلوا الباب.
ابتسمت سارة إبتسامه اظهرت أسنانها البيضاء فقال احمد:
الله؛طب ما احنا بنعرف نبتسم اهوه؛وإبتسامتنا حلوة قوي على فكرة.
احمرت وجنتا سارة من الخجل وهي تقول:انا اسفه بس اصل المفاجأة شلت تفكيري.
احمد):اصلي قلقت عليكي لما مشيتي من النيابة تعبانة؛فقلت اطمن عليكي ثم مال بوجهه نحوها قائلا بهمس:بس يا تري مفاجأة حلوة ولا وحشه؟
سارة(بإرتباك):ها......لا ابدا؛مش عارفة؛اصل....قصدي اتفضل ادخل حندهلك ماما حالا.
فتحت سارة الباب ليدخل احمد ثم اشارت إلى غرفة الصالون فدخلها احمد منتظرا .
ذهبت سارة لإخبار سعاد ان شخصا ما يريد مقابلتها؛ثم دخلت إلى المطبخ لإعداد القهوه؛في الوقت الذي دخلت فيه سعاد إلى الصالون لإستقبال الضيف.
سعاد:السلام عليكم يا ابني.
احمد:وعليكم السلام ورحمة الله؛ازي حضرتك يا فندم.
سعاد:الحمد لله؛ممكن اعرف مين حضرتك؟
احمد:انا يا فندم المقدم احمد سليمان؛وكنت جاي عايز حضرتك في موضوع شخص ى خير يا ابني؛اتفضل اتكلم.
احمد:من غير مقدمات كتير؛انا جاي اطلب من حضرتك إيد الأنسه سارة.
تهللت أسارير سعاد وهي تقول:اهلا وسهلا بيك يا ابني؛ بس يعنى حضرتك تعرف سارة منين؟
احمد:شوفتها ف المحل اللي بتشتغل فيه وسألت عنها وعرفت ظروفها كويس؛وانا قلت اجي اكلم حضرتك مبدئيا؛ولو حصل نصيب ان شاء الله؛حاجيب والدتي واختي ونيجي نطلبها منك لأن والدي متوفي؛وحضرتك ممكن تكلمي استاذ إسماعيل والد الأنسه ليلي صاحبتها؛انا عرفت انه ابن عم طليق حضرتك؛يعنى لو حابه اني اطلبها منه ما فيش مشكلة.
سعاد:يااااه؛ده حضرتك عرفت عننا كل حاجة.
احمد:اصل انا عملت تحريات عنها؛وجمعت المعلومات دى كلها؛معلش يا فندم؛اصل المهنه ساعات بتحكم.؛وعلى فكرة انا والدي الله يرحمه كان من اعيان الصعيد ولو حابين تسألوا عني هنا ك ؛انا ممكن اديكو اسم بلدنا والعنوان بالظبط .
سعاد:سيماهم على وجوههم؛والله يا ابني انا ارتحتلك من اول ما شفتك؛مع اني يعنى ماتزعلش مني اتخضيت اول ماعرفت انك ظابط.
احمد:الله يخليكي يا فندم؛بس على فكرة مش كل الظباط بيخضوا يعنى.
سعاد:عموما يا ابني؛ربنا يقدم اللي فيه الخير؛اديني بس فرصة اخد رأي سارة واقول للأستاذ إسماعيل واعرف رأيه هو برضه ف مقام ابوها؛وإن شاء الله تسمع خبر حلو.
دخلت سارة في هذه الاثناء لتضع القهوه أما م احمد وهي تقول:اتفضل حضرتك؛مظبوط زى ما طلبتها.
نظر لها احمد ثم ابتسم قائلا:متشكر قوي.
سعاد:حضرة الظابط جاي عشان يطلبك مني يا سارة.
سارة(بدهشة):يطلبني ازاي يعنى؟
سعاد:جرى ايه يا بنتي؛هيا المفاجأة لخبطتك ولا ايه؟حيطلبك ازاي يعنى؛عايز يتجوز ك.
سارة:وانا اسفه؛مش موافقه؛طلبك مرفوض يا حضرة الظابط.......
يتبع