الفصل السابع عشر

6.9K 191 5
                                    

ليلى:انا مش فاهمة حاجة؛تقصد ايه؟
معتز:ليلى؛مافيش داعي تلفي وتدوري عليا؛انا كنت ف المحكمة ف قضية استاذ شوقي مكلفني بيها؛وشوفت سارة وجوزها؛وعرفت بالقضية؛عرفت حقيقة الحادثة اللي حصلت لها؛وعرفت احمد عرفها ازاي واتجوزها ليه؛عرفت كل حاجة؛ليه يا ليلي ماقولتيليش على الحقيقة من الأول؟
ليلى:عشان دي كانت رغبة سارة يا معتز؛وبعدين لو كنت عرفت ده كان حيغير حاجة ف الموضوع؛كنت حتقدر تعمل اللي احمد عمله؟
اطرق معتز برأسه ولم يرد.
ليلى:ماترد عليا يا معتز؛كنت حتعمل كده ولا ما كنتش حتقدر؟
معتز:على الأقل ما كنتش حتعامل معاهم بالبرود ده؛ماتجيبيش سيرة لسارة إني عرفت حاجة؛وربنا يهنيهم ويسعدهم.
ثم خرج وترك خلفه ليلي وهي تتمتم:وانا اللي كنت بقول لسارة انك لو عرفت ممكن........
بس الظاهر ان مش كل الرجالة احمدسليمان.
..................
كان حسين جالسا فى مكتبه ومعه احد زملائه حين سأله قائلا:انت متأكد من الحكاية دى يا فاروق؟
فاروق:طبعا يا ابني؛ده زمايلنا كلهم عارفين وتلاقيهم دلوقتي عنده ف مكتبه بيباركولوا؛وانت آخر من يعلم.
حسين:والوسام ده حياخده عشان ايه إن شاء الله؟
فاروق:انت عارف انه كان ماسك قضية مهمة جدا الفترة اللي فاتت دي؛وسيادة اللواء كان واعده بمكافأة كبيرة لو نجح فيها؛ده غير قضية الإغتصاب اللي طارد المجرمين فيها وهو مصاب دي؛وآهو سيادة اللواء عادل وفي بوعده؛والوزارة عاملاله بكرة حفلة تكريم والوزير بنفسه حيسلمه الوسام بكرة ف الحفلة.
حسين:محسسني انه جاب الديب من ديله ولا فتح عكا؛مش عارف مكبرين الموضوع كده ليه؟
فاروق:طب يا اخويا؛ابقى خد وسام زيه كده واحنا نكبرلك الموضوع برضه.
حسين,لا لا انا الحاجات دي مش ف دماغي خالص؛ انا بأدي واجبي كو بإتقان لوجه الله مش مستني مقابل من حد.
فاروق:انت حتقولي؛المهم حتروح الحفلة بكرة ولا لأ؟
حسين:طبعا حاروح وهي دي حاجة تفوتني برضه;انا اصلا محضرله مفاجأة كبير ه واهي جت مناسبتها؛مش معقول اروح التكريم بإيدي فاضية؛ولا عايز هم يفتكروني متغاظ ولا حاجة؟
فاروق:لأ العفو؛مش باين عليك انك متغاظ ولا حاجة.
حسين:قصدك ايه بقى ان شاء الله.
فاروق:قولي ياحسين ؛مش انت مرة كنت قلتلي ان الست والدتك الله يرحمها بعد والدك الله يرحمه ما مات؛اتجوزت واحد تاني.
حسين:مش فاهم؛وايه علاقة ده بالموضوع اللي بنتكلم فيه؟
فاروق:انت متأكد أن اللى اتجوزته ده ماكنش سيادة المقدم احمد.
حسين,لا يا ظريف. ماكانش هو.
فاروق:اصلى مش لاقى سبب يخليك تكرهه الكره ده كله؛الراجل ف الجنايات واحنا ف مكافحة المخدرات يعنى شغلنا مش معاه؛انت لحد دلوقتي مصمم انه كان السبب ف تأخير ترقيتك وف الجزا اللي انت خدته يوم ما المساجين هربوا منك وانت بترحلهم؛ولا مش قادر تنسى انه ما رضيش يجوزك اخته؟
:عموما هما الخسرانين؛وبكرة يندموا لما يعرفوا مين هو حسين صادق؛وبكرة برضه كل واحد حياخد جزاؤه؛عن اذنك بقى.
فاروق:على فين بس؟
حسين:رايح احضرله المفاجأة.
.....................
في نفس الوقت كان احمد بمكتبه يتلقى التهاني من زملائه؛حتى انصرفوا جميعا ولم يتبقى معه سوى حسام.
حسام:الف الف مبروك يا احمد؛والله ما تتصور فرحتي بيك النهارده قد ايه.
احمد,الله يبارك فيك يا حسام؛انا عارف اللي عندك يا حبيبي ومتأكد منه كويس؛عقبالك انت كمان.س
حسام:يارب يا اخويا يا رب ؛ده كان صاحبك جتله فيها جلطة دي.
احمد:حسام؛ما احبش ان انت تنزل للمستوى ده؛سيبك منه خالص؛ده انا محضرله مفاجأة مااعتقدش انها حتعجبه خالص.
حسام:مفاجأة ايه؛ماتفرحني معاك.
احمد:انا بقالي مدة مراقبه ؛ولما اتأكد ت انه داخل على مصيبه جديد ه من مصايبه؛بلغت زميلنا محمد ف مباحث الأموال العامة عشان يكملوا معاه هما ؛وعشان كل حاجة تمشي قانوني؛وإن شاء الله قريب جدا حتخلص منه خالص.
حسام:ماشى يا عم ولو اني مش قادر اصبر؛ بس قولي يا احمد؛انا حاسس أن فرحتك ناقصة ؛انت فيه حاجة مضيقاك؛هو انت وسارة لسه برضه على نفس الحالة؟
احمد:ايوه يا حسام؛ماكنتش متخيل ان الموضوع حيكون صعب عليا قوي كده.
حسام:احمد؛انا قلتلك ونصحتك من قبلها؛وانت صممت تخوض التجربة بنفسك؛فماينفعش تيجي ف نص السكة وتتراجع؛انت راجل يا احمد؛والراجل لازم يكون قد قراراته؛وبعدين حرام عليك؛انت كده بتظلمها.
احمد,يا حسام والله انا بحبها؛ومش ندمان اني اتجوزتها ؛ولو رجع بيا الزمن كنت حاعمل نفس اللي عملته ؛بس انا حاسس إني بقيت مريض نفسي فعلا؛كل ما اقرب منها صورة الحادثة تيجي قدام عنيا؛الآقي نفسي مش قادر.
حسام:المفروض الموضوع يكون صعب عليها هي اكتر منك.
احمد:لأ؛ده كان ف الأول بس ؛هيا دلوقتي بقت كويسة بعد جلسات العلاج النفسي؛وكمان بعد القضية ماخلصت وسمعت الحكم ارتاحت عن الأول كتير.
حسام:يبقى خلاص يا احمد؛المشكلة بقت فيك انت؛حاول تتماسك شوية ؛وبعدين هيا اول مرة بس اللي ممكن تكون صعبة؛لكن لو قدرت تتغلب على إحساسك ده;الأمور بعدها حتبقى عادية جدا؛وحتلاقي نفسك نسيت كل حاجة؛ولو ما قدرتش يبقى لازم تروح للدكتور انت كمان زي ما وعدتها؛حاول تنهي الموضوع ده يا احمد عشان تركز اكتر ف شغلك ومستقبلك.
احمد:معاك حق يا حسام؛ انا النهارده لازم انهي الموضوع ده فعلا عشان اقدر اروح التكريم بكرة وانا احسن ؛ولو ما قدرتش يبقى انا فعلا محتاج اروح معاها للدكتور؛وآهي فرصة موضوع التكريم والوسام دول عشان يلطفوا الآجواء بينا شوية;واعتبرهم حجه ابتدي بيها.
حسام:ماشى يا عم؛ربنا معاك.
.................
كان حسين جالسا في احد المطاعم بصحبته احد الأشخاص ؛حين اقترب منهم النادل واضعا ماطلباه من مشروبات امامهما على المنضدة؛ثم توارى إلى احد الأركان واخرج هاتفه يتحدث فيه(ايوه يا محمد باشا؛تمام يا فندم؛انا زرعت الميكروفون في الترابيزة اللي قاعد ين عليها ؛ودلوقتي حضرتك حتسمع الحوار كله؛تمام يا فندم)
حسين:بقولك ايه؛ انا قلت اللي عندي؛اقل من اتنين مليون مش حآخد؛دي قضية جلب وإتجار يا حبيبي؛وده هيروين مش لعبة;وانا بقى اللي حاخلص رقبة الباشا بتاعكم من حبل المشنقة؛هيا رقبة الباشا ما تساويش ارنبين عمي.
الشخص الأخر:طيب مش سيادتك تفهمني حتخلصها ازاي وحتعمل ايه بالظبط?
حسين:بسيطة قوي؛اكياس الهيروين اللي ظبطناها ف المخزن عنده تتبدل باكياس دقيق؛ولما تروح المعمل الجنائي؛الباشا بتاعكم حيطلع براءة ؛ومش بعيد الداخلية تقدمله إعتذار رسمي كمان؛وممكن يطالب بالتعويض كمان.
الشخص الأخر:طيب مش شايف ان الاتنين مليون كتير حبتين؛طيب هزهم شوية؛بما انه اول تعامل لينا مع بعض.
حسين:وحياة غلاوتك عندي؛انا عاملكوا تخفيض بما انه اول تعامل؛وعشان انا كمان عايز منكوا خدمة صغيرة.
الشخص الأخر:خير يا حسين باشا؛اؤمرني.
حسين:فيه واحد زميلي وحبيبي قوي نفسي اخلص منه.
الشخص الأخر:لا يا حسين باشا؛ما توصلش اننا نقتل ظابط؛احنا كده نبقى بنهيج الداخلية علينا.
حسين:ومين قالك انى عايز كوا تقتلوه؛انا عايز ه صاحي عشان اتشفى فيه براحتي؛انتو حتخلصوا منه بطريقة تانية؛انت ما بتشفش أفلام عربي ولا ايه؟
الشخص الأخر:حضرتك تقصد اي فيلم فيهم؟
حسين:اي واحد ماكلهم شبه بعض.
الشخص الأخر:طيب معلش ممكن سيادتك تفهمني عايز ايه من الأفلام العربي بالظبط؟
حسين:ظرف صغير يتسلم للمدام بتاعته ف البيت عشان تسلمه للباشا لما يرجع؛وبلاغ صغير لمباحث الأموال العامة؛والباقي بقى انت عارفه.
الشخص الأخر:طيب وحبيبك اللي عايز تخلص منه ده اسمه ايه؟
حسين:اسمه احمد سليمان وحاديك عنوانه اللي حتبعت عليه الظرف.
الشخص الأخر:طيب وبالنسبة للبضاعة اللي سيادتك حتبدلها.
حسين:مالها؟
الشخص الأخر:سيادتك حتعمل بيها ايه بالضبط؟
حسين:لا يا حبيبي؛دي حاجه ماتخصكوش؛كده كده البضاعة دي راحت عليكوا.
حسين:انا بقول يعنى لو سيادتك مش حتعرف تصرفها احنا ف الخدمة ممكن نصرفهالك.
حسين:لا اطمن؛دي مش اول مرة وانا عارف حاعمل بيها ايه وحصرفها ازاي.
الشخص الأخر:خلاص يا حسين باشا؛يبقى اتفقنا؛سيادتك عايز المبلغ امتي عشان تنفذ؛التأخير مش ف صالحنا انت عارف.
حسين:بكرة ان شاء الله ف نفس المعاد حاكون هنا بعد الحفلة مستنيك ؛تجيب المبلغ وتنفذ اللي طلبته منك؛عاوزه يرجع من التكريم يلاقي المفاجأة بتاعتي مستنياه.
:تمام كده يبقى اتفقنا ومعادنا بكرة ان شاء الله؛وماتقلقش حبيبك ده حيبات بكرة ع البرش بإذن الله.
حسين:ماتنساش بكرة نفس المعاد ونفس المكان؛سلام.
...................
كان احمد يقود سيرته في اتجاه المنزل؛عندما اعلن هاتفه عن قدوم مكالمة.
احمد(اهلا اهلا يا محمد باشا؛......؛خير فيه حاجة جديدة حصلت؛.....؛عايزني ف مكتبك دلوقتي ضروري؛.....؛لا انا كنت مروح؛خلاص مسافة السكه واكون عندك).
وبالفعل غير احمد مسار السيارة ليعود أدراجه مرة اخرى؛وحينما وصل إلى مكتب المقدم محمد وجده بإنتظار ه فصافحه ثم جلس قائلا:خير يا محمد باشا؛كنت عايز ني في ايه؟
محمد:كنت عايز اقولك ان اكيد الوالده بتدعيلك ليل ونهار.
احمد(بإندهاش):اشمعنا يعنى؟
محمد:لما تسمع التسجيل ده حتفهم كل حاجة.
ادار محمد الجهاز ليسمع احمد المقابلة التي دارت بين حسين والشخص الأخر.
احمد:يا ابن ال........
محمد:انت تحمد ربنا انك نجيت النهاردة من مكيدة كانت حتقضي على مستقبلك كله؛وكويس اننا كنا سابقين بخطوة وسجلنا المقابلة دي.
احمد:طبعا انتو كده حتقبضوا عليه بكرة متلبس وهو بيستلم الفلوس ان شاء الله.
محمد:ايوه بالظبط؛حنطلع إذن النيابة بكرة الصبح عشان نقبض عليه ان شاء الله.
احمد:انا مش عارف اشكرك ازاي يا محمد.
محمد:تشكرني على ايه؛ده انا اللي حقي اشكرك علي انك جبتلنا القضية من الأول وخليتنا نراقبه ونسجله المكالمات لحد ما عرفنا حيقابل الراجل امتي.
احمد:لا ما تقولش كده؛استأذن انا بقى عشان الحق ارتاح قبل حفلة بكرة..
محمد(وهو يمديده مصافحا):اتفضل يا احمد والف مبروك مرة تانية.
احمد:الله يبارك فيك؛عن اذنك.
................
كانت سارة جالسة تحادث ليلي في الهاتف.
سارة:لأ طبعا؛ايه اللي انتي بتقوليه ده؛انا لا يمكن اعمل حاجة زى كده.
ليلى:ليه يا اختي إن شاء الله;هو ده مش جوزك برضه؛فيها ايه لما تعملى كده؟
سارة:اغريه ايه بس يا ليلي؛انا ما اعرفش اعمل كده.
ليلى:طيب يا اختي خليكي خايبه ومايله كده؛باين عليكي عاجبك حالكو كده؛اسمعي كلام ليلي تكسبي؛اعملي اللي انا قلتلك عليه ده.
سارة:طيب يا ليلي؛حاحاول اعمل كده.
ليلى:طيب انا حاسيبك بقى عشان تلحقي تعملي قبل ما يرجع؛البسي كده واتزوقي ؛بلاش اللبس اللي انتي بتلبسيه ده؛بلاش يحس انه عايش مع منعم صاحبه كده.
سارة:ماهو مش مديني فرصة يا ليلي؛عموما انا حاعمل اللي قلتي عليه ؛سلام بقى عشان زمانه على وصول.
ليلى:طيب مع السلامه وابقي بلغيني بالنتيجة.
.............
كانت سارة تقف امام المرآه لتضع احمر الشفاه كخطوة اخيرة بعد ان ارتدت قميصا من اللون الأسود ليصنع مع بشرتها البيضاء مزيجا جميلا؛ثم رفعت شعر ها وقامت بوضع بعض مساحيق التجميل على وجهها؛عندما سمعت صوت باب الشقة يفتح؛فعرفت ان احمد قد عاد؛عندها شعر ت بالخجل الشديد ؛وارادت ان تسرع لتبديل ملابسها؛إلا ان دخول احمد إلى الغرفة استوقفها؛نظر احمد إليها نظر ة إنبهار؛وشعر بإشتياق شديد إليها فبادرها قائلا:مساء الخير يا سارة.
سارة(وهي تخفض بصرها ارضا):مساء النور يا احمد؛حمدالله علي سلامتك.
احمد:الله يسلمك؛عاملة ايه؟
سارة:الحمد لله؛حاروح احضرلك العشا.
همت ان تخرج من الغرفة؛إلا ان احمد جذبها من ذراعها قائلا:لأ استني مش عايز؛انا عايز اتكلم معاكي شوية؛تعالي اقعد ي.
جلس احمد على حافة الفراش فجلست سارة امامه.
احمد:عندي ليكي خبر حلو.
سارة:خير يا احمد.
احمد:الوزارة عملالي تكريم بكرة ان شاء الله؛والوزير حيسلمني وسام الشجاعة عشان القضية بتاعتك وعشان القضية التانية اللي كنت قلتلك عليها.
شعر ت سارة بالفرح الشديدفما كان منها إلا أن احتضنته قائلة:الف مبروك يا حبيبي؛ما تتصورش انا فرحانة ازاي.
احاط احمد خصرها بذراعيه قائلا:سارة؛انا خلاص مش قادر ابعد عنك اكتر من كده؛ انا بحبك قوي يا سارة؛جذبها اليه محاولا ان يطفئ شوقا حبسه كثيرا بين اضلعه؛حتى ان سارة اغمضت عينيها واستكانت بين ذراعيه تماما.
احمد:سارة سارة سارة؛يا خبر أبيض دي اغمى عليها؛سارة فوقي يا حبيبتي؛سارة فوقي ابوس ايدك ماتوقعيش قلبي.
وبعد محاولات متكررة عجز عن إفاقتها فالبسها ملابسها وحجابها وحملها بين ذراعيه ونزل مسرعا ليضعها في المقعد الخلفي لسيارته ثم انطلق مسرعا إلى اقرب مستشفى.
وبعد أن قامت إحدى الطبيبات بتوقيع الكشف الطبي عليها قالت:يا ريت ترتاح وتاكل احسن من كده عشان صحتها وصحة الجنين.
احمد(وهو تحت تأثير الصدمة):نعم؛جنين ايه؟
الطبيبه:هو انتو ما تعرفوش ان المدام حامل ف تلت شهور...........
يتبع

دعني لمأساتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن