غادر احمد إلى القاهرة لييعود إلى عمله بعد إنتهاء إجازته؛وكان يحادث سارة في الهاتف يوميا؛فعلم منها ان والدتها قد ابلغت إسماعيل بالأمر؛الذي اوكل مهمة السؤال عنه إلى إبنه معتز؛فمعتز يعمل محاميا ولذلك هو على معرفة جيدة بضباط الشرطة؛وبالفعل جاءت جميع النتائج في صالحه.
وعندما جاء اليوم الموعود؛حضر احمد بصحبة صباح واماني وحسام؛وبالمقابل حضر إسماعيل والد ليلي بصحبته زوجته ومعتز وليلي التي كانت مع سارة بغرفتها؛لتساعدها في إرتداء فستان جلبته لها ليلي كهدية؛ثم وضعت بعض الكحل في عينيها وقليل من احمر الشفاه؛فهي لم تكن تحتاج لأكثر من ذلك.
وبالفعل تمت الخطبة وارتدت سارة دبلة احمد في يدها؛وتم الاتفاق على أن يكون الزفاف بعد فرح شقيقته مباشرة؛وبالرغم من تحفظ البعض على ذلك إلا أن موافقة سارة قد انهت هذا الجدل؛وتم دعوة الجميع إلى حفل زفاف حسام واماني التي كانت سعيد ة كثيرا لسعادة شقيقها؛واتفقت مع سارة على ان تصبحا صديقتين مقربتين.
اما صباح فكانت تشعر بشعورين مختلفين؛فهي سعيد ة لسعادة ولدها؛ولكنها ايضا حزينة بسبب هذه الزيجة غير المتكافئة من وجهة نظر ها.
الوحيد الذى لم يكن كل ذلك على هواه هو معتز؛الذي كان يتعامل مع احمد بكثير من البرود؛فلم يكن يرى في احمد ما يميزه عنه؛فلماذا فضلته سارة عليه إذا؟
..........
وجاء اليوم الذي انتظر ه كل من حسام واماني بشوق ولهفة شديدين؛فاليوم ستنتهي قصة حبهما نهاية سعيد ة؛وتبدأ قصة جديدة من نوع آخر؛قصة عنوانها المودة والرحمة؛ولا تخلو هي ايضا من الحب .
..........
وفي قاعة الأفراح بنادي ضباط الشرطة؛وعلى انغام موسيقى فرقة الشرطة العسكرية؛دخلت اماني وهي تتباطأ ذراع احمد؛الذي كان في قمة سعاد ته وهو يسلمها إلى حسام وهو يقبله قائلا:مبروك عليك اماني؛حطها ف عنيك احسن انت عارف......
حسام:من غير ما توصيني؛ده انا ما صدقت يا ابني.
امسك حسام يدها واجلسها بجواره في الكوشة بعد أن قبل جبينها.
اكتظت القاعة بالمدعوين ؛وذهب احمد للجلوس بجوار صباح بعد أن فرغ من استقبال المدعوين التي بادرته قائلة:يعنى يصح اللي خطيبتك وامها عملوه ده؛يصح يا ولدي انهم مايجوش فرح اختك الوحيدة.
احمد:يا ماما ما انا قلتلك ان طنط سعاد تعبت شوية وان سارة اضطرت تقعد معاها؛وبعدين هي كلمت اماني واعتذرتلها واماني مش زعلانة منها؛واتصلت بحضرتك وباركتلك؛لزومه ايه الكلام ده دلوقتي؟
صباح:كان حجك تطلع محامي مش ظابط.
احمد(وهو ينظر إلى مدخل القاعة):طيب عن اذنك بقى؛ انا رايح استقبل سيادة اللواء عادل الذي سلم عليه وهنأه ودخل ليسلم على العروسين؛وقبل ان يعود الى مكانه فؤجي بحسين يدخل من باب القاعة.
حسين:الف مبروك يا احمد باشا؛عقبال فرحك إن شاء الله؛آه صحيح؛مبروك الخطوبة ولو انها متأخرة شوية.
احمد(ببرود):الله يبارك فيك يا حسين؛عقبالك إن شاء الله.
حسين:ف حياتك إن شاء الله؛عن اذنك بقى اروح اسلم على العرسان.
احمد:اتفضل.
دخل حسين ليسلم على العروسين؛فسلم عليه حسام وهو يكتم غيظه؛ثم مد يده لمصافحة اماني؛فمد حسام يده إليه سريعا وصافحه قائلا:وده السلام بتاع العروسه؛معلش اصل ايدها ملووحة.
حسين:لا الف سلامة عليها.
تركهم حسين وجلس على احد المناضد بجوار زملائه؛مطيلا النظر إلى اماني.
بعدها بدقائق توجه احمد إلى حسام ومال عليه قائلا:اقولك على حاجة بس تمسك اعصابك.
حسام:خير فيه ايه؟
احمد:اصل الواد حسين من ساعة ما جه؛وعينه مانزلتش من على اماني؛شكل الموضوع لسه مأثر فيه.
حسام(منفعلا):الحيوان؛يعنى اقوم اضربه انا ولا اعمل ايه بالظبط؟
احمد:امسك اعصابك؛احنا قلنا ايه؟وبعدين شكلك حيبقى كوميدي قوي؛وانت قايم من الكوشة وسايب عروستك عشان تضربه؛حتبقى عريس مسخرة بصراحة.
حسام:بقى كده يا احمد؛يعنى انت جاي تغيظني مثلا.
احمد(وهو يتصنع الجدية):لا يا حسام؛ماتقولش كده انا اغيظك برضه؛انا بس جاي انرفزك؛اصل انا عارف سيرة حسين بتعمل فيك ايه.
حسام:مش انت اللي قلتلي اعزمه؛اتفضل اتصرف بقى.
احمد:يعنى اطرده مثلا؛ولا اعمل ايه بالظبط؟حسام:اقولك انا؛انت ماتعملش حاجة انا اللي حاعمل؛ثم نظر إلى اماني قائلا:يلا قومي يا اماني.
اماني:اقوم اروح فين يا حسام؟
حسام:قومي كفاية كده؛اصل انا بحب انا م بدري.
احمد:طب ما تنساش تشرب اللبن قبل ما تنام.
حسام:ماشى يا احمد؛مردودالك ان شاء الله.
.........................
فتح حسام باب شقته بالمفتاح ثم اشار إلي اماني التي تبعته إلى الداخل؛فاغلق الباب ودخل ليجدها تقف في منتصف الصالة؛اقترب منها وامسك يدها يقبلها بحب قائلا:الف مبروك يا امونتي؛يااااه اخيرا؛مش مصدق ان حلم حياتي اتحقق ؛معقول انا وانتي لوحدنا من غير امك ماتبقى معانا؛انا اكيد بحلم؛بقولك ايه؛تعالي افرجك على الشقة.
امسك حسام يدها واخذ يتنقل بها في أرجاء الشقة؛حتى وصل إلى غرفة النوم ففتح الباب قائلا:ودي بقى يا ستي تبقى غرفة العمليات.
اماني:نعم؛مش فاهمة.
حسام:بعدين؛بعدين حافهمك على كل حاجة؛ادخلي بس دلوقتي غيري هدومك؛وانا كمان حاروح اغير هدومي؛وبعدين نصلي ونبقى نتكلم براحتنا.
اماني:ايه ده هو احنا مش حناكل ولا ايه؟
حسام:ناكل؟انتي جعانه قوي يعنى?
اماني:ايوه طبعا مش انت اللي خلصت الفرح بدري؛اعملك ايه يعني؟
حسام:وانا بصراحة ما عملتش حسابي؛ انا قلت حنتعشى ف الفرح؛يعنى انتي جعانه بجد ولا بتهربي؛عموما انا حاتصل اطلب دليفرى من اي مطعم عشان ما يبقالكيش حجه؛وبعدين تعالي هنا هو انتو مش عندكوا ف الصعيد اهل العروسه بيحضرولها العشا يوم الفرح؛معملتوش حسابكو ليه ان شاء الله؟
اماني:الكلام ده ف الصباحية يا حبيبي.
حسام:افهم من كده ان امك جايه بكرة ان شاء الله.
اماني:تيجي ازاي بس يا حسام؛مش احنا مسافرين بكرة الصبح بدري ان شاء الله.
حسام(بهمس):طيب الحمد لله.
اماني:بتقول حاجة يا حسام.
لا يا حبيبتي؛بقول روحي بقى غيري هدومك عشان نصلي وبعدين اقولك على كل الكلام اللي كان نفسي اقولهولك من زمان؛انتي عارفة ده احنا حنفضل نتكلم طول الليل؛حطلع عليكي كل اللي امك عملته فيا.
اماني(بدلع):واهون عليك برضه يا حسام?
حسام:خلاص ما تزعليش مش حطلعه قوي يعنى؛بس ده ما يمنعش اننا حنتكلم برضه؛ انا رايح اطلب لنا عشا؛وانتى غير ي هدومك بسرعة.
خرج حسام ليتصل بأحد محلات الوجبات السريعة ويطلب عشاءله ولاماني؛ثم قام بتبديل ملابسه؛ودخل ليجد اماني قد ابدلت ملابسها هي الأخرى؛صليا ركعتين؛وماان انتهيا منهما حتى اقترب منها وامسك يدها يقبلها ولكنه سرعان ماتركها ودخل في نوبة من الضحك.
اماني:ممكن اعرف انت بتضحك على ايه دلوقتي؟
حسام:اقولك وما تزعليش.
اماني:انت حتقول حاجة تزعل يعنى؟
حسام:يعنى على حسب.
اماني:طب قول ومش حازعل.
حسام:لا يا اختي؛احسن تزعلي ودي ليله مفترجه ماينفعش فيها الزعل.
اماني:إخص عليك؛قول بقى يا حسام؛ماتبقاش غلس.
حسام:اصل انا بيتهيألي وانا ماسك ايدك كده؛ان امك حتطلعلنا من تحت السرير وتقولنا:قفشتكوا؛بتعملوا ايه؟
اماني:يا سلام يا اخويا؛وايه اللي حيجيب ماما دلوقتي بس؟
حسام:انا ما استبعدش عليها اي حاجة بصراحة.
اماني:والله يا حسام؛دي ماما طيبه وحنينه خالص؛بس انت واضح انك كل السنين دي صاحب احمد ولسه ماعرفتهاش.
حسام:بقولك ايه؛سيبك من امك دلوقتي وخلينا ف نفسنا؛ثم اقترب بوجهه منها ونظر إلى شفتيها وهم أن يقبلهما؛إلا ان رنين جرس الباب استوقفه فانتفض قائلا:يا ليله مش فايته؛جالك كلامي؛آهي امك جت آهيه.
اماني:ماتهدى شوية يا حسام؛قلتلك إيه اللي حيجيب ماما دلوقتي.
حسام:يا سلام؛امال مين اللي بيخبط علينا دلوقتي؟
اماني:ده اكيد الدليفري اللي انت طلبته.
آه صحيح؛انا عارف على فكرة. بس كنت بهزر.
اماني:يا سلام يا اخويا؛وعاملي ظابط وسبع رجاله ف بعض؛امال راح فين ده كله؟
حسام:لأحاسبي بقى؛لحد هنا وستوب؛انا حاروح افتح الباب وارجع اوريكي إني راجل ونص كمان.
ذهب حسام ليفتح الباب للعامل الذى سلمه طلبه وانقده حسام الثمن ودخل ليضعه على المنضدة قائلا:الأكل اهوه يا ستي؛بقولك ايه يا اماني؛مااحنا طول عمرنا بناكل عملنا بالأكل ايه؛وبعدين الموضوع اللي انا عايز ك فيه اهم من الأكل بكتير؛ثم يعنى هو الأكل حيروح فين ماهو موجود؛تعالي تعالى
ثم جذبها نحوه واحاط خصرها بذراعيه قبل أن يذهبا معا في عالم آخر.
.....................
اما احمد فقد عاد إلى منزله ومعه صباح؛واستئذن داخلا إلى غرفته واخرج هاتفه ليحادث سارة؛التي لا تزال مستيقظة في إنتظار مكالمته.
احمد:الجميل سهران لحد دلوقتي بيعمل ايه؟
سارة:ابدا مستنياك عشان اعرف اخبار الفرح ايه.
احمد:وانا اللي كنت فاكر ك سهرانه بتفكري فيا؛ماشي؛عموما يا ستي الفرح كان جميل جدا واماني كانت عروسة زي القمر؛عقبالك كده ان شاء الله.
سارة:ربنا يخليك؛متشكرة قوي.
احمد:اعملي حسابك؛انا اتفقت مع اماني اول ما ترجع من اسبوع الاجازة حتنزل معاكي تشتريلك شوية حاجات؛وإن شاء الله بعد ها باسبوع نتجوز علطول؛ولو احتاجتي حاجة تانية ابقي قولي ماتتكسفيش.
سارة:يا حبيبي ما لوش لزوم؛ انا عندي لبس والحمد لله.
احمد:انتي قلتي ايه؟
سارة:بقولك عندي لبس كتير ما لوش لزوم.
احمد:لا مش دي اللي قبلها؛قلتي يا حبيبي صح؟
سارة:انا قلت كده؟
احمد:ايوه ما تنكريش.
سارة:ماخدتش بالي.
احمد:ماشى يا سارة؛خليكي براحتك؛عموما انا اتفقت مع اماني وهي حتنزل معاكي؛انا لو اعرف اشتريلك الحاجات دى كنت اشتريتها؛حتى اماني قالتلي لازم سارة تكون معايا يمكن ذوقي مايعجبهاش ذوقى ولا حاجة وكمان هي ما تعرفش مقاسك؛وقالت ان انتي اكيد بتفهمي ف الحاجات دى اكتر بحكم شغلك يعنى.؛بمناسبة شغلك صحيح؛انتي تروحي تقوليلهم انك خلاص حتتجوزي وتسيبي الشغل خالص؛بس قوليلي يا سارة؛انتي معاكي بكالوريوس تجارة ليه مافكرتيش تشتغلي شغلانه احسن من دي بمؤهلك؟؟
سارة:ايدي على كتفك؛هو حد لاقي شغل اليومين دول؛وبعدين الشغل ده عايز لغة وكمبيوتر؛وانا يعنى ما كنش فيه إمكانية اني آخد كورسات ف الحاجات دي؛اصل ماما كانت بتشتغل خياطه عشان تصرف على تعليمي لحد ما جالها القلب وتعبت وكنت انا وقتها لسه مخلصة البكالوريوس؛فكان لازم ادور على شغل عشان اصرف عللينا وعلى علاجها.
احمد:انا اسف لو كنت ضايقتك بسؤالي.
سارة:لا ابدا؛ انا مش مضايقه ولا حاجة؛بالعكس انا فخورة بماما وباللي عملته عشاني بعد ما بابا اتخلي عننا وطلقها
احمد:انا عايز ك تنسي اي حاجة وحشة حصلتلك ف حياتك قبل كده؛وإن شاء الله من هنا ورايح كل ايامك حتبقي سعاد ه وهنا.
سارة:ربنا يخليك ليا وما يحرمني منك ابدا.
احمد:ولا يحرمني منك انتي كمان يا حبيبتي.
شعر ت سارة بالخجل فقالت:عن اذنك اروح اطمن علي ماما؛تصبح على خير بقى..
احمد:وانتى من اهله يا حبيبتي........
يتبع