وبينما هم في حديثهم إذ طرق احدهم الباب فسمحت له سارة بالدخول وما إن انفتح الباب حتى وجدت ليلي امامها والتي ما ان رأتها حتى أسرعت إليها وقامت بإحتضانها:
الف سلامة عليكى يا حبيبتي؛ايه اللي حصلك يا سارة؛دي مامتك حتتجنن عليكي.
سارة(بلهفه):ماما عامله ايه يا ليلي؛طمنيني عليها.
ليلي:كويسه يا حبيبتي ما تخافيش؛ انا جبتلها الدوا واديتهولها وكنت معاها لحد ما معتز عرف مكانك وككلمني عشان اجيلك ووصلني لحد هنا.
سارة:هو معتز معاكي هنا؟
ليلي:ايوه؛مستنيني بره
انتبهت ليلي اخيرا لوجود شخص آخر فى الغرفة مع سارة؛فشعرت بالحرج والتفتت إليه قائلة:انا اسفه ما خدتش بالي ان فيه حد مع سارة.
احمد:حصل خير يا انسه ليلي؛استأذن انا عشان تاخد وا راحتكوا
ثم نظر لسارة :الف سلامة عليكى يا انسه سارة؛عن اذنكو
انصرف احمد فالتفتت ليلي إلى سارة قائلة:ايه اللي حصل يا سارة؛مين اللي خبطك بالعربيه؛ومين الأستاذ ده؟
سارة:اقعدي وانا افهمك كل حاجة.
جلست ليلي وقصت عليها سارة ما حدث منذ خروجها من المنزل مرورا بالحادثه حتي وجدت مغشيا عليها وإلى هنا لم تستطع أن تتمالك نفسها فانخرطت في بكاء مرير وشاركتها ليلي التي ما لبثت أن تمالكت نفسها وقالت لسارة وهي تضم رأسها إلى صدرها:إهدي يا سارة؛إهدي يا حبيبتي وإن شاء الله كل حاجة تتصلح.
سارة:تتصلح ازاي بس يا ليلي؛انتي بتضحكي على نفسك ولا عليا؟
ليلي:لأ يا سارة انا ما بضحكش عليكي ولا حاجة؛ربك يحلها من عنده يا سارة؛ انتي بس الجأي لربنا وهو مش حيخيب ظنك ابدا.
سارة:ونعم بالله؛حسبي الله ونعم الوكيل؛يا رب انت وحدك قادر تجيبلي حقي من اللي ظلموني؛وتسترها معايا يا رب.
ثم مسحت دموعها بيديها وسألت ليلي:قوليلي يا ليلي هو معتز عرف حاجة؟
ليلي:لأ يا حبيبتي ما تخافيش؛الدكتور قال لنا انها حادثة عربية.
سارة:اوعي يا ليلي معتز او اي حد تاني يعرف حقيقة اللي حصل .
ليلي:من غير ما تقولي يا سارة؛ بس الدكتور طلع عنده نظر؛كويس انه قال لنا كده.
سارة:الدكتور ما عملش كده من نفسه؛الظابط اللي كان هنا دلوقتي هو اللي طلب منه يقول كده.
ليلي:هو الشاب اللي كان هنا ده يبقي ظابط؟
سارة:ايوه وهو اللي قبض على المجرمين اللي عملوا فيا كده;بس مش غريبه دي؛بجد دي حاجه محيراني؛ايه اللي يخليه يعمل معايا كده وهو ما يعرفنيش
ليلي:مش لازم يعرفك يا سارة؛الدنيا زي ما فيها مجرمين زي اللي عملوا فيكي كده فيها برضه ناس ولاد حلال زى الظابط ده.
سارة:بس تفتكر ي اللي عملوا ده حيجيب نتيجة؛ما القضيه شغاله وممكن الجرايد تنشر عنها.
ليلي:لأ؛ انا سمعت معتز اخويا مرة بيقول ان القضايا اللي زي دي بيحظروا فيها النشر عشان المجني عليها ما يتشهرش بيها.
سارة:يا رب يا ليلي ربنا يستر ها معايا؛ انا اصلا مش عارفة لما اخرج من هنا حاعمل ايه؛حاعيش ازاي وحبص ف وشوش الناس ازاي؛ انا بقيت خايفة من كل حاجة حواليا؛مرعوبة من كل الناس؛وحاسه ان كل الناس عارفة اللي حصل؛حاسه انى لو مشيت في الشارع ولقيت اتنين بيتكلموا مع بعض حاقول دول بيتكلموا عليا؛خلاص مش حاقدر ارفع عيني في عين حد تاني.
:ليه يا حبيبتي؛انتي ترفعي عينك وراسك كمان ؛ وتحطي صباعك ف عين اي حد يتكلم عليكي نص كلمة؛انتي ما عملتيش حاجة تتكسفي منها؛انتي مجني عليكي مش جاني؛ انتي ضحيه يا سارة.
سارة:بس انا لازم اخرج من هنا بسرعة؛عايزة اطمن علي ماما؛وكمان مش مستحمله نظرات الشفقه اللي بشوفها ف عيون الممرضات والدكاتره.
ليلي:صحيح؛ده انا قلت لمامتك اني حخليكي تكلميها عشان تطمن عليكي؛خدي موبايلي كلميها وطمنيها عليكي واوعى تحس بحاجه فكلامك؛مامتك عندها القلب يا سارة ومش حمل صدمه زي دي؛دي ممكن تروح فيها لا قدر الله.
سارة:معاكي حق يا ليلي؛ربنا يستر
امسكت سارة بالهاتف وحادثت والدتها وطمأنتها عليها واكدت لها ان الأمر بسيط ولا يتعدى كونه بعض الخدوش والكدمات البسيطه التي أصيبت بها نتيجة حادثة سيارة؛وطلبت منها أن ترتاح وتواظب على اخذ الدواء؛واكدت لها انها ستخرج في القريب العاجل ان شاء الله.
شعرت سعاد ببعض الإطمئنان حينما سمعت صوت سارة؛ولكنها ما زالت تشعر ببعض القلق لانها احست بالتغيير فى صوتها؛ولكنها على الأقل قد سمعت صوتها.
انصرفت ليلي بعد أن ودعت سارة ووعدتها بالعودة مرة أخرى؛وخرجت لتجد معتز ينتظرها بكافيتيريا المستشفى؛اطمئن منها على سارة ثم ركبا السيارة معا عائدين الي منزلهم........
يتبع