الفصل الحادي والعشرون

7.2K 200 1
                                    

خرجت صباح وتركتهم الثلاثة في حيرة من امرهم؛وبعد خروجها تهاوي احمد إلى اقرب مقعد وهو يقول:انا اسف يا حسام علي اللي حصل ده.
حسام:ماتتأسفش على حاجة يا احمد؛انت مالكش ذنب.
احمد:كفاية اني ضيعتلكوا فرحة خبر زي ده.
جثت اماني على ركبتيها امامه قائلة:احمد؛ انا عايز ه اقولك حاجة واحدة بس؛ انا لو لفيت الدنيا كلها ما كنتش حلاقي اخ زيك كده؛انا فخور ة بيك جدا؛واللي انت عملته مع سارة ده كبرك ف نظر ي جدا؛ربنا يخليك ليا يا احسن اخ ف الدنيا كلها؛وان شاء الله ماما مسيرها تفهم اللي انت عملته دهوتسامحك.
ابتسم لها احمد إبتسامة مغلفه بالحزن ثم احتضنها قائلا:مبروك يا اماني;وربنا يخليكي ليا انتي كمان؛انا كمان بحبك قوي؛كفاية انك حتخليني خالو احمد.
ابتسم كل من حسام واماني لإبتسامته؛ثم ما لبث حسام ان قال:وبالنسبة للعبد لله يعنى ما انا كمان تعبان فيه برضه؛مافيش مبروك يا حسام.
قام إليه احمد واحتضنه قائلا:مبروك يا احسن اب ف الدنيا.
حسام:الله يبارك فيك يا احمد؛وبس بقى احسن انا كمان شويه و حاعيط؛ماتقومي يا اماني تحضري الغدا ؛حيبقي لا حفلة ولا غدا كمان.
اماني:بس كده ثوانى ويكون الغدا جاهز.
احمد:لا معلش يا حسام؛انا لازم امشي دلوقتي.
حسام:حتروح فين يا احمد؟
احمد:حصفي حسابي واعمل اللي مارضتش اعمله قبل كده ؛ولا اخليك انت كمان تعمله.
حسام:اللي هو ايه ده؟
احمد:بعدين يا حسام بعدين؛ انا حامشي دلوقتي.
حسام:بس انت ماقولتش حتعمل ايه مع امك اللي مشيت وهي غضبانه عليك دي.
احمد:مش عارف يا حسام؛بجد مش عارف؛.
حسام:طب تفتكر هي ممكن تعمل حاجة؛ولا بتهدد بس.
احمد:انا مابقيتش فاهم حاجة ف اي حاجة؛ولا عارف حلاقيها منين ولا منين؛كل ما ارقعها من حنه بتتقطع من حته تانيه.
حسام:طب انت مش خايف حسين يقول لزمايلنا بكرة ف الشغل اي حاجة عن الموضوع ده؛ويعملك فضيحه .
احمد:يا ابني مش انا لسه قايل قدامك انه دلوقتي زمانه مرمي ف السجن.
حسام:انت متأكد من الكلام ده؟
احمد؛ايوه طبعا؛المفروض انه معاده النهارده مع الراجل عشان يستلم مبلغ الرشوة اللي اتفقوا عليها؛وزمان محمد قبض عليه؛انا بس اتلهيت ف المشكله بتاعة الحمل دي ونسيت اقولك اصلى كنت لسه عارف قبلها علطول؛ونا حامشي من هنا دلوقتي واروحله.
حسام:طيب انت عايز ني معاك ولا حاجة؟
احمد:لأ يا حسام؛خليك انت هنا انا رايح له لوحدي؛خليك مع اماني وخلي بالك منها؛ولو اني متأكد انك مش محتاج توصية.
حسام:ماشى يا حبيبي وربنا معاك.
................
وصل احمد إلى مكتب المقدم محمد؛ثم دخل ليحضر التحقيق مع حسين ؛وبعد إنتهاء التحقيقات طلب احمد من زميله محمد ان يترك له فرصة الإنفراد بحسين؛وبالفعل غادر محمد تاركا احمد وحسين بمفردهما.
حسين:طبعا جاي تشمت؛مش كده؟
احمد:لا مش كده؛عايز تعرف جاي ليه؛جاي عشان ده.
ثم تقدم منه احمد وصفعه على وجهه.
حسين:آه طبعا؛مادلوقتي حضرتك بقيت احمد باشا وانا حسين المجرم المرتشي؛تقدر تضرب براحتك وماحدش حيقولك حاجة.
احمد:انت عارف كويس ان الأساليب الرخيصة بتاعتك دي انا عمري ما استعملتها؛وعارف كويس اني عمري ما مديت إيدي على مجرم؛واقولك علي حاجة؛لو انت كنت حتى بقيت وزير داخلية كنت برضه حاضربك القلم ده؛وصدقني انت تستاهل اكتر منه بكتير؛بس انا مش حاوسخ إيدي اكتر من كده.
حسين:ممكن اعرف انت مستني ايه؛مش خلصت اللي كنت جاي عشانه؛ولا لسه فيه حاجة تانية.
احمد:انا عايز اعرف انت ليه بتكرهني بالشكل ده؟طول عمرك بتحقد عليا من ايام الكليه لمجرد ان اهلي اغنيا رغم أن اهلك مش فقرا للدرجادي يعنى؛وحتي لو كانوا فقرا عمر الفقر ماكان عيب؛وانا عمري ما حسستكوا بالفرق ده؛وعمرى مااتكبرت عليكوا؛وطول عمري بعاملك انت وحسام على انكو اخواتي؛لكن انت طول عم رك حقدك وطمعك هما اللي بيحركوك.
حسين:ايوه انا بكرهك؛عايز تعرف ليه؛انا حاقولك؛عشان انت طول عمرك عند ك كل حاجة وانا ما عنديش اي حاجة؛ايام الكليه كنت اغني واحد فينا؛وبعد ما اتخرجنا واشتغلنا واتجمعنا ف مكان واحد بقيت كل يوم عمال تنجح وتكبر وتترقي وانا زي ما انا؛كنت بشوف رؤسائك وهما عمالين يمدحوا فيك وانا عمال اتجازى؛حتى الإنسانة الوحيدة اللي حبيتها ف حياتي لما شفتها عندك رفضت تجوزهالي وفضلت عليا حسام.
احمد:وانت بقى بدال ما تتعب نفسك وتحاول تبقى زيي؛اخترت الحل الأسهل انك تحقد عليا وتحاول توقعني وتخليني زيك؛وانا ذنبي ايه انك إنسان فاشل؛واختي انا اخترت لها الإنسان اللي شفت انه يستاهلها؛انت اللي زيك مريض نفسي محتاج يتعالج ؛تصدق انت دلوقتي صعبان عليا.
حسين:بس انا بقي بكرهك وحافضل طول عمري اكرهك؛وماتفتكرش انها خلصت كده خلاص؛لا تبقى بتحلم؛انا بكرة اخرج من السجن وارجعلك تاني؛وساعتها اوعدك انك مش حتفلت مني المرادي؛وانا وانت والزمن طويل.
نظر احمد إيه نظرة اشمئزاز قبل ان يخرج تاركا المكان؛واقتيد حسين إلى الزنزانة وبمجرد ان دخلها اقترب منه شنكل قائلا:اهلا اهلا حسين باشا؛سيادتك بتعمل ايه هنا؟
حسين(وهو يلوح بذراعه):خلاص يا اخويا ماعدش فيها باشا ولا بيه.
شنكل,ازاي يعنى مش فاهم.
حسين,بقينا زمايل زنزانه واحد ه.
شنكل(بإندهاش):ازاي يعنى؛سيادتك جاي هنا محبوس ف قضية.
حسين:يا صبر ايوب ؛ايوه.
شنكل:قضية ايه دي ولا مؤاخذة
حسين(بضيق):قضية رشوة يا سي زفت ارتحت كده?
شنكل:لا مادام بقت كده بقى؛يبقى تلم لسانك وتتكلم معايا بإحترام ;سامعني?
حسين:ده انت باين عليك اتجننت رسمي.
شنكل:الكلام اللي حاقول هولك ده تسمعه كويس عشان انا مش حاعيده تاني؛شايف الرجاله اللي بشنبات اللي قدامك دول؛كلهم وبلا فخر بيترعبوا من العبد لله؛ومادام بقيت واحد منهم؛يبقى لازم تفهم انك هنا ف إمبراطورية شنكل ؛يعنى زيهم؛يعنى لو قلتلك حتى اعمل عجين الفلاحه تعمله من سكات؛خصوصا بقى ان الظباط زمايلك كلهم ماكانوش طايقينك ؛وتلاقيهم ماصدقوا خلصوا منك؛وإلا حتشوف من شنكل وش تاني عمرك ما شفته؛انت دلوقتي زيك زينا؛وفرصة اردلك شوية من اللي كنت بتعمله فيا؛ولا اقولك انا ما يشرفنيش اني اكون زيك؛عارف ليه؟عشان انا يمكن لو كنت لقيت اهل يهتموا بيا ويراعوني ويصرفوا عليا؛ماكنتش بقيت الواد شنكل البلطجي؛لكن انت بقي اهلك صرفوا عليك دم قلبهم عشان تبقي ظابط ومالي هدومك؛يعنى ماكانش ناقصك حاجة عشان تبقي محترم؛فهمت ولا محتاج افهمك تاني؟
عندها شعر حسين ان ايامه القادمة فى السجن لن تكون جيدة على الإطلاق.
.....................
اما صباح فبعد ان غادر ت منزل حسام وقد صممت على ان تنفذ ماعزمت عليه؛اتجهت إلي شقة سعاد حيث توجد سارة؛وطرقت الباب ففتحت لها سارة؛وحين رأتها قالت وهي تشير إلى الداخل:اهلا اهلا يا ماما اتفضلي.

دخلت صباح وهي تقول:آني مش ام حد فاهمه.
كانت سعاد قد خرجت إلى الصالة على إثر سماعها لصوت الجرس؛فسمعت صباح وهي تتحدث إلى سارة فقالت:خير يا ست ام احمد؛هيا سارة عملت حاجة زعلتك؟
صباح:يعنى ماعارفاش ولا عامله نفسك ما عارفاش؟
سعاد(بإندهاش):انا مش فاهمة انتي بتتكلمي عن ايه بالظبط.

عندها تيقنت سارة ان صباح قد علمت بحقيقة الأمر;فجذبتها من ذراعها قائلة:لو سمحتي تعالي نتكلم جوا.
سعاد:مش تفهموني فيه ايه الأول
صباح:شغل الكهن ده مش عليا.
سارة(بتوسل):ارجوكي ماما ماتعرفش حاجة؛تعالي ندخل جوه
صباح(بإنفعال):والمفروض اني اصدج التمثيليه اللي انتو بتعملوها عليا دي مش إكده.
:ممكن لو سمحتي تتكلمي بالراحة شوية وتفهميني فيه ايه بالظبط.
سارة؛ماما لو سمحتي ادخلي اوضتك دلوقتي عشان ترتاحي.
سعاد:مش حادخل غير لما افهم فيه ايه.
صباح:فيه اني كت مستغربه جوي;ايه اللي يخلي واحد ه بت بنوت مش ارمله ولا مطلجه ترضى تتجوز بالطريجه دي؛بس جولت يمكن زى ولدي مابيجول اصلها بتحبني جولت جايز برضك؛طب حتى ما ياخدش يومين اجازة يجضيهم معاها زى اى عريس وعروسته رجعت جولت يمكن عاجله ومجدره ظروف شغله؛الاول لما رفضت الجوازة وجولت فجرا جالوا الفجر مش عيب؛طب جلة المال مش عيب؛لكن جلة الشرف دي كمان حنجول عليها ايه؟
سارة سارة :حرام عليكي اسكتي بقى اسكتي.
صباح:لا مش حاسكت غير لما تطلبي الطلاج من ولدي؛وتغوري ببلوتك بعيد عنينا؛وانا حاخليه يطلب نجله للصعيد ويتجوز بت خاله ست البنته.
سعاد(بإنفعال):ماتتكلمي كويس يا ست انتي؛انا صحيح مش عارفة انتي بتتكلمي عن ايه؛بس ما اسمحلكيش تتكلمي عن بنتي بالشكل ده.
صباح:انا ما جولتش حاجة غلط ؛وبطلي كدب بجي؛عايز ه تفهميني انك ما تعرفيش ان الهانم بتك ضحكت على ولدي واتجوزته عشان يتستر عليها بعد ما ضيعت شرفها.
سارة:منك لله يا شيخه منك لله.
سعاد:الكلام اللي حماتك بتقوله ده صح يا سارة؛اتكلمي يا بنتي؛قوليلي انها كدابه.
سارة:مادام عرفتي كل حاجة يبقى اكيد عرفتي انه كان غصب عني؛كانت حادثة اغتصاب.
صباح:انا ما ليش صالح بالحديت ده؛ابعدي عن ولدي احسن ماتعيشي عمرك كله تندمي انك ماسمعتيش كلامي.
سعاد(وهي تضع يدها على قلبها قبل ان تسقط ارضا):آه؛سارة الحقيني يا بنتي..........
يتبع
الأخير
ملحوظه :صحيح انا مااقدرش اوعدكوا بكرة بالنهاية اللي بتتمنوها؛بس اوعدكوا انها حتكون نهاية مرضيه إلى حد ما ان شاء الله.

دعني لمأساتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن