الفصل الرابع عشر

7.3K 181 3
                                    

دخلت سارة إلى غرفة نوم والدتها فوجدتها قد راحت في النوم من تأثير الدواء؛فدثرتها جيدا بالغطاء ثم اتجهت مسرعة إلى غرفتها وامسكت بهاتفها واتصلت بليلي وقصت عليها ما حدث وهي في قمة السعادة والفرح.
ليلي:مش قلتلك يا سارة؛جالك كلامي.
سارة:بصراحة ما كنتش مصدقة يا ليلي؛ماكنتش اعرف انه بيحبني قوي كده.
ليلي:يا سلام يا اختي؛ مش ده اللي كنتي بتقوليلي ماخدوش يا بابا؛ماخدوش يا بابا؛ايه اللي حصل وغير رأيك كده؟
سارة: انا فعلا قلتله كده ف الأول ؛ بس بعد ما قعدنا واتكلمنا مع بعض؛حسيت إحساس عمري ف حياتي ماحسيته قبل كده؛إحساس مش عارفة اوصفهولك؛كنت حاسة اني طايرة فوق فوق ف السما؛واني ماسكة النجوم بإيديا؛كنت حاسة ان قلبي بيدق جامد اوى؛لدرجة اني كنت خايفة يسمع صوت دقاته وهو قاعد معايا؛اول مرة احس اني مش خايفة من بكرة عشان حاكون معاه فيه؛لأول مرة احس إن ليا سند وضهر ف الدنيا دي؛حد احس معاه بالأمان؛يااااه؛إحساس حلو قوي يا ليلي.
ليلي:هااااا؛وإيه كمان يا نحنوحة.
سارة:تصدقي انا غلطانه إني كلمتك وحكتلك على حاجة.
ليلي:ليه ان شاء الله؛انتي كنتي عايزة تخبي عليا ولا حاجة؛وبعدين كده كده كنت حاعرف لما طنط سعاد تكلم بابا؛ بس شكل الأخبار السعيدة لما بتيجي بتيجي مرة واحدة؛انا كمان عندي ليكي خبر حلو.
سارة:خير؛اوعي تكوني انتي كمان اتخطبتي من ورايا.
ليلي:كان على عيني يا اختي والله؛سوق العرسان شاحح قوي اليومين دول؛لسه يا اختي المنيل على عينه ماجاش؛ده معتز اخويا هو اللي خطب.
سارة:بجد يا ليلي؛الف مبروك خطب مين؟
ليلي:خطب واحده محامية زميلته في المكتب عند أستاذ شوقي واسمها سحر؛بيقولي انه بقاله فترة ملاحظ انها معجبة بيه؛وهو شاف انها بنت كويسة؛فكلمها وحدد معاد عشان نروح كلنا نخطبهاله.
سارة:مبروك يا ستي؛وعقبالك انتي كمان لما ربنا يرزقك بابن الحلال.
ليلي:عارفة يا سارة لما اشوف ابن الحلال اللي انتي بتقولي عليه ده؛اول حاجة حاقولهاله ايه؟
سارة:ايه يا لولا?
ليلي:حاقرب منه قوي وابص ف عنيه واقوله:ماهو بدرى يا روح امك.
سارة(وهي تضحك):ده انتي فظيعة؛يلا سلام بقى عشان اشوف ماما صحيت ولا لسه.
ليلي:مع السلامة يا حبيبتي؛اشوفك يوم الخميس الجاي ان شاء الله وانتى اجمل عروسة ف الدنيا كلها؛سلام.
...............
وسط الطبيعة الساحرة والأرض التي اكتست باللون الأخضر الزاهي؛جلس احمد واماني وصباح يفترشون الأرض ويشربون الشاي.
احمد:ياااه؛تصدقوا الأرض كانت وحشاني قوي؛والقعده دي كانت وحشاني اكتر.
صباح:نعملك ايه بقى يا ولدي؛ما انا ياما اتحايلت عليك تجدم طلب ن نجل للصعيد وترجع تعيش معاي؛وانت اللي ما رضيش؛وعجباك القعده ف مصر.
اماني:يا سلام يا ست ماما؛يعنى لما انا اتجوز واروح اعيش في مصر؛يرجع هو الصعيد؛بقى ده اسمه كلام.
احمد:طب ما انا كمان اتحايلت عليكي كتير تيجي تعيشي معايا في القاهره وانتي اللي رافضة؛وبعدين عايز اني اسيب شغلي ف مصر بعد ما اترقيت فىيه ونلت ثقة رؤسائي وارجع الصعيد ابتدي من اول وجديد.
اماني:طيب قولي بقي؛اي ريح طيبة اتت بك؛مش عوايدك يعنى تيجي كده من غير مناسبة.
احمد:الله؛مش لازم اطمن عليكوا قبل الفرح واشوفكوا لو محتاجين حاجة؛قوليلي يا حبيبتي ناقصك اي حاجة؟
اماني:لا يا حبيبي؛ماما مش مخلياني نقصني حاجة خالص؛ربنا يخليكوا ليا انتو الاتنين ومايحرمنيش منكم.
صباح:بس انت شكلك إكده عايز تقول حاجة؛صح ولا لأ؟
احمد:دايما كشفاني كده يا صبوحه؛الواحد ما يعرفش يخبي عليكي حاجة ابدا.
صباح:مش بيجولوا اللي ربى خير من اللي اشترى؛خير يا ولدي؛جول اللي عنديك.
احمد:بصراحة كده ومن الآخر انا عايز كوا تيجوا معايا مصر عشان تخطبولي.
اماني(بفرحة):بجد يا احمد؛اخيرا نويت؛ودي مين سعيد ة الحظ اللي قدرت تخطف قلبك دي.
صباح:استني بس يا اماني؛نيجي معاك مصر ليه يا ولدي؛هيا العروسه مش من البلد إهنه.
احمد:انتي تقصدي مين يا امي؟
صباح:جصدي على سماح بنت خالك سعيد؛مش انا قلتلك عليها جبل سابج.
احمد:لا يا امي؛العروسة مش سماح بنت خالي؛العروسة من القاهرة.
اماني:مين دى يا احمد؛ها مين هيا؛احنا نعرفها؟
احمد:انتو شوفتوها قبل كده.
اماني:اوعى تكون دكتورة سارة.
احمد:واشمعنا دي يعني؟
اماني:إحساسي بيقولي انها هي؛هيا صح؟
احمد(وهو ينظر إلى والدته):ايوه هي سارة؛ بس على فكرة هي مش دكتورة.
صباح:مش دكتورة ازاي يعنى؟
احمد:اصل بصراحة كده؛هيا كانت جايه تطمن عليا ولما شافتكم ف الأوضة اتكسفت وكانت عايز ه تمشي؛بس انا قلت كده عشان ما احرجهاش قدام خالي وحسام.
اماني:يا سلام يا سلام؛دي باين عليها قصة حب جامدة جدا.
صباح:استني بس يا اماني؛امال هيا بتشتغل إيه بالظبط؟
احمد:هيا معاها بكالوريوس تجارة وبتشتغل في محل ملابس ؛وباباها ومامتها منفصلين من وهي صغيرة وملهاش اخوات عشان كده بتشتغل عشان تصرف على نفسها وعلى مامتها المريضه بالقلب.
صباح:يعنى انت عايز تفهمني ان احمد ابن سليمان ابو اليزيد عين اعيان الصعيد كله عايز يتجوز واحد ه بتشتغل بياعه ف محل؛واهلها على كد حالهم؛ويسيب بت خاله بت الحسب والنسب.
اماني:وفيها ايه يعني يا ماما؛عمر الفقر ماكان عيب.
احمد:استني انتي يا اماني؛ انا مش مصدق ان امي هيا اللي بتقول كده من امتى كان تفكيرك مادي كده يا امي؛وبعدين انا بحبها وبتحبني؛اظن المفروض ان ده كفاية عشان توافقي خصوصا اني رحتلهم البيت واتكلمت مع مامتها مبدئيا لحد مانروح كلنا نخطبها ولا انتي عايزه تصغريني قدامهم؟
صباح:يعنى انت رحت واتحدت مع امها واتفجت وجاي عشان تبلغني؛يبجى مين اللي بيصغر مين يا حضرة الظابط؟
احمد:انا عملت كده عشان كنت فاكر انك عمرك ما حتقولي لا؛لأن اكيد يهمك سعادتي وكمان على اساس انك واثقة فيا وف إختياري كويس.
صباح:واذا جولتلك لا.
احمد:يبقى انا كمان حاقولك انا اسف يا امي؛لأول مرة حاضطر إني اخالف رأيك اللي اتمنى انك تغيريه؛لإني بصراحة ما كنتش احب اني اعمل كده؛(ثم قام واقفا)انا ماشى دلوقتي وراجع على القاهرة؛لو غيرتي رأيك انتي عارفة مكاني كويس؛عن اذنكو.
اماني:احمد ؛استنى بس يا احمد؛احمد.
صباح:سيبيه يا اماني
اماني:اسيبه ازاي بس يا ماما؛ليه عملتي كده بس؛فيها ايه لما تكون البنت اللي بيحبها شغاله اي شغلانه؛طالما شغلانه شريفه؛بالعكس دي حاجه والمفروض نحترمها فيها انها اشتغلت بشرف وحافظت على نفسها؛احسن ماكانت تنحرف ولا تعمل حاجه غلط؛ماما عشان خاطر ي؛احمد شكله بيحبها قوي؛وكمان ماينفعش تصغريه قدامها هي واهلها؛عشان خاطري وافقي ؛انتي مش شوفتيها حلوة وجميلة ازاي؛وشكلها كمان محترم جدا؛والله انا حبيتها من اول مرة شوفتها فيها؛ها يا ماما قلتي ايه؟
صباح:اخوكي اول مرة يعصاني؛معجول يكون بيحبها جوي إكده؟
اماني:مش شايفة بيتكلم عنها ازاي وعينيه مليانه حب ازاي؛بالله عليكي تقولي موافقة بقى؛بعد ين ماينفعش انتي واحمد تكونوا زعلانين من بعض كده.
صباح:انا ماجدرش ازعل من احمد واصل؛انتو كلكوا فاكرني جوية؛انا بستجوى بيه هو يا بتي بس ماجدرش استجوي عليه؛احمد ده هو راجلي وسندي ف الدنيا من بعد ابوه الله يرحمه؛هو عزوتي وناسي كلهم؛انا لو جويه صح يبجى بيه هو؛انتي مش فاكر ه جرالى ايه لما عرفت انه متصاب.
اماني:يا سلام يا سلام؛فينك يا عم احمد تسمع الكلام الحلو ده؛وبالنسبة للغلبانه اللي جنبك دي مالهاش اي حاجة يعني؟
صباح:انتو التنين نور عنيا يا اماني؛مايغركيش الوش الجامد اللي انا لبساه ده؛ انا كان لازم ابجى إكده بعد موت ابوكي الله يرحمه ؛ابوكي مات وانا لسه شابه صغير ه؛وانتو التنين حتة لحمه حمرا؛وفاتلي ارض وطين كتير؛والكل كان طمعان فيا؛فكان لزمن ابجى جويه إكده؛وإلا كان زمان الديابه بتنهش فينا؛لكن انا ماجدرش ابجى جوية عليكم انتم وكمان ماعاوزاش اخسر ولدي.
اماني:يااااه يا ماما كل ده شايلاه ف قلبك و ساكته؛ربنا يخليكي لينا يا حبيبتي وما يحرمناش منك ابدا؛اروح بقى افرح احمد واقوله انك وافقتي على العروسه.
صباح:لا مش للدرجادي؛اخوكي وجف جصادي لاول مرة ف حياته ؛يبجى لزمن يحس بغلطته الاول وييجي يصالحني؛ساعتها ابجى اجوله اني ؤافجت؛واشوف عايز يروح ميته يخطبها.
قبلتها اماني على خدها وهي تقول:ماشى يا جميل؛عن اذنك بقى عشان اروح اكلم حسام.
صباح:انا ماعرفاش لزومه ايه الحديت ف التلفونات ده؛ مش كلهم كام يوم وتتجوزوا؛ابجوا اتحدتوا براحتكم ف بيتكم..
اماني:اهو انتي كده رجعتي صباح اللي انا اعرفها؛ماما انا رايحه اكلم جوزي ;عن اذنك.
انصرفت اماني وتركت صباح وهي تدعو الله قائلة:ربنا يسعدكم يا ولادي ويهدي سركم.
...................
كان احمد قد دخل إلى غرفته وجلس بها حزينا من ردة فعل والدته على طلبه؛فلم يكن يتخيل ان ترفض زواجه من سارة لهذا السبب؛فماذا لو علمت ان هناك سببا اقوى للرفض؛بعد ها بفترة وصله إتصال من حسام؛فأجاب عليه قائلا(ازيك يا حسام؛.......؛هيا اماني لحقت تقولك؛............؛ مش عارف اعمل ايه يا حسام انا مش حاتخلى عن سارة مهما حصل؛.......؛بجد يا حسام يعنى اماني قالتلك انها وافقت؛.....؛ انا كمان زعلان من نفسي عشان وقفت قصادها؛......؛انا كده كده كنت حاروح اصالحها طبعا حتى لو ما كانتش وافقت؛.........؛ماشي يا حسام مع السلامه).
طرق احمد باب غرفة صباح ودخل ليجدها جالسه على فراشها ويبدو عليها الحزن والتفكير.
جلس بجوارها وامسك يدها يقبلها.
احمد:سامحيني يا امي؛ انا ما قدرش اقعد دقيقة واحدة وانتى زعلانه مني؛ انا اسف لو كنت اتجاوزت حدودى معاكي؛بس صدقيني والله سارة دي بنت كويسة ومحترمة وطيبة جدا؛وملهاش حد في الدنيا دي؛وانا بحبها قوي ومتأكد انك لو عرفتيها حتحبيها انتي كمان؛قلتي ايه يا امي؟
صباح:حاجول ايه بس يا ولدي؛ انا برضك ما يرضينيش اكسر جلبك وجلبها هي كمان؛ربنا يهنيكم يا ولدي؛شوف عايز تروح ميته وانا اروح معاك بإذن الله.
احمد(وقد تهللت اساريره):ربنا يخليكي لينا يا صبوحه يا قمر انت يا جميل؛ انا اتفقت معاهم على الخميس الجاي نروح نخطبها؛وحاجيب دبلتين نلبسهم؛وبعد فرح اماني حنتجوز علطول ان شاء الله.
صباح:بسرعة إكده يا ولدي؛من غير خطوبه ولا حاجة.
احمد:يا ستي ملهاش لزمه؛انا عارفها كويس وهي عارفاني؛يبقى ليه نضيع وقت؟
صباح:بس انت عمرك ماجبتلنا سيرة عنها واصل جبل إكده.
احمد:كنت مستني اتأكد من حقيقة مشاعري ناحيتها واتأكدت اني بحبها وماقدرش استغنى عنها.
صباح:خلاص يا ولدي على بركة الله.
احمد:طيب عن اذنك بقى اروح اكلمها وافرحها.
ثم انطلق مسرعا ليصطدم باماني التي كانت داخلة إلى غرفة والدتها في نفس الوقت فسمعتها وهي تقول:وكمان معاك نمرة تلفونها من دلوكيت.
اماني(بضحك):انا مش عارفة ايه مشكلتك مع التليفونات بس يا ماما.
امسك احمد بهاتفه ليحادث سارة ويخبرها بموافقة والدته؛والتأكيد على موعد الخطبة الخميس القادم بإذن الله....
يتبع

دعني لمأساتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن