الفصل الحادي عشر

7.4K 209 1
                                    

كانت ليلي جالسه في غرفتها امام شاشة الكمبيوتر حين طرق معتز الباب.
ليلى:ادخل
فتح معتز الباب ودخل ثم ابتسم لها قائلا:الجميل فاضي ولا مشغول ؛اصلي عايزه ف موضوع مهم.
ليلى:ولو مش فاضي يفضى عشان خاطر عيونك؛خير هاتي ما عندك.
معتز:قوليلي يا ليلي؛انتي ليه ما بقيتيش بتروحي كتير عند سارة زي الأول؟
ليلى:مين قال كده؛انا كنت عند ها امبارح وبكلمها في التليفون كل يوم.
معتز:واخبارها ايه؟
ليلى :كويسه الحمد لله؛بس انت بتسأل عنها ليه؟
معتز:بصي يا ليلي من الآخر كده ومن غير لف ولا دوران؛انا عايز ك تكلمي سارة في الموضوع بتاعنا.
ليلى(وهي تتصنع عدم الفهم):موضوع ايه يا معتز؟
معتز:انتي نسيتي ولا ايه؛مش قولتلك تكلميها وتعرفي رأيها عشان عايز اتقدم لها ؛مش انا قايلك الكلام ده من قبل الحادثة
ليلى:بص يا معتز؛يا ريت تشيل موضوع سارة دد من دماغك خالص؛كل شيء نصيب يا حبيبي؛وانت ان شاء الله تلاقي واحده تحبك وتحبها.
معتز:انتى كلمتيها ولا ايه؟
ليلى:لأ؛ماكلمتهاش ولا حاجة
معتز:امال بتقولي كده ليه؟
ليلى:كده وخلاص سارة ما تنفعكش.
معتز:غريبه دي؛ايه اللي غير رأيك بالشكل ده؛ده انتي كنتي اول واحدة بتشجعني وفرحانه جدا بالموضوع؛ممكن اعرف ايه اللي حصل؛ليلى قوليلي بصراحة؛هيا سارة بتحب واحد تاني؟
شعر ت ليلي وكأنها قد وجدت ضالتها المنشوده؛وأن هذه الفكرة كافية لتثني معتز عن قراره فقالت:ايوه بالظبط كده؟
معتز:ممكن اعرف مين هو؟
ليلى:ويفرق معاك ف ايه بس.
معتز:انا مش داخل دماغى الكلام ده؛اولا سارة مش بتاعة حب وكلام من ده؛ثانيا لما انتي كنتي عارفة كده ليه كنتي موافقة من الأول وقلتي حتكلميها؛ليه ما قولتيش من بدري؛ليلى فيه ايه انتى مخبياه عليا؟
ليلى:جرى ايه يا معتز؛هو الجواز بالعافيه.
معتز:لأ مش بالعافيه ولا حاجة؛ بس انا عايز افهم لما انتي ما كلمتيهاش ليه بتقولي كده؛ومش عايزة تقوليلي مين هو ليه
ليلى:كلمتها ورفضت ؛ارتحت كده
معتز:يعنى بجد فيه حد تاني ف حياتها
ليلى:معتز يا حبيبي؛هي حرة ف حياتها تحب ولا ما تحبش دي حاجه ما تخصناش؛ماشي ولو انت عايز تتجوز شاور على اي بنت واحنا نخطبهالك علطول ؛ولو عايزني اختارلك انا ما فيش مشكلة؛يا حبيبي انت الف واحده تتمناك
:بس انا كنت عايز واحد ه بس؛لكن حاقول ايه مافيش نصيب؛عموما ربنا يسعد ها
ليلى:ويسعدك انت كمان يا حبيبي
..................
كانت سارة ججالسه في غرفتها وحيدة تبكي بحرقة كعادتها في الأونه الأخيرة؛وقد امسكت بقلمها ودفترها تحاول ان تكتب بعض الكلمات؛فقد كانت الكتابة هي المتنفس الوحيد لها من هموم الدنيا ;حينما اعلن هاتفها الرنين؛نظرت الي شاشته فوجدت رقما غريبا فلم تشأ أن تجيب؛وضعته بجوارها مرة أخري؛إلى أنه عاود الرنين مجددا فلم تجد بدا من الإجابة؛فتحت الخط ليأتيها صوته قائلا:السلام عليكم ورحمة الله
سارة:وعليكم السلام ورحمة الله؛مين معايا؟
احمد:انا احمد؛ايه لحقتي تنسيني بسرعة كده؟
سارة:انا اسفه بس دي اول مرة اسمع صوت حضرتك في التليفون؛خير فيه حاجة؟
احمد:لا ابدا؛انا بس حبيت ابلغك انك مطلوبة بكرة ان شاء الله في النيابة؛عشان تتعرفي على المجرمين؛معلش انا عارف ان دى حاجة ممكن تكون صعبة عليكي بس ده إجراء روتيني لازم يتعمل؛وانا اخدت رقمك من ملف القضية عشان اتصل بيكي وابلغك عشان طبعا ما ينفعش ابعتلك. استدعاء رسمي لحد البيت.
سارة:لالا إستدعاء ايه؛انا جايه جاية؛انا متشكر ة قوي لحضرتك؛وإن شاء الله بكرة الصبح حاكون في النيابة؛بس كنت عايز ه اعرف اذا كان حضرتك حتكون موجود ولا لأ؟
احمد:هو المفروض ما اكونش موجود بس لو عايز اني اكون موجود ما فيش مشكلة.
سارة:يا ريت اكون شاكرة قوي لحضرتك.
احمد:انا كنت بهزر معاكي بس على فكرة؛ انا طبعا حاكون موجود ؛انتي ناسية ان انا كمان مجني عليا زيك بالظبط؛بكرة الصبح ان شاء الله حتلاقيني مستنيكي قدام النيابة؛طيب انا حاقفل دلوقتي مش محتاجة اي حاجة؟
سارة(بإندهاش):لأ متشكر ه قوي؛مع السلامة
اغلقت سارة الهاتف وهي تتعجب من نفسها لماذا طلبت منه هذا الطلب الغريب؛هل لأن مجرد وجوده سيشعرها بالأمان؛وما حجعلها تتعجب اكثر هو ما يفعله معها احمد؛ولماذا يحاول ان يساعدها هكذا؛لم يكن امامها سوي اجابة واحد ه فقط ولكنها طردتها سريعا من تفكيرها(انتي اكيد اتجننتي يا سارة )
....................
في صباح اليوم التالي توجهت سارة إلى مبني النيابة ووجدت احمد بإنتظارها امام مكتب وكيل النائب العام؛دخلا سويا إلى المكتب وجلسا في إنتظار إدخال المتهمين ليتعرفا عليهم.
كانت سارة تفرك كفيها في توتر بالغ وقد بدا عليها الخوف الشديد؛نظر إليها احمد ليجدها على هذه الحالة فود لوانه اخذها بين ذراعيه ليشعرها بالأمان في أحضانه.
وكيل النيابة:انا عايزك تتمالكي اعصابك يا انسه سارة؛معلش الموقف ممكن يكون صعب عليكي.
اومأت سارة برأسها ولم ترد.
دقائق وانفتح الباب ليدخل منه احد العساكر ومعه المتهمين.
وكيل النيابة:بصي كده يا انسه سارة قوليلي هما دول المجرمين اللي اعتدوا عليكي؟
رفعت سارة رأسها لتنظر إليهما والرعب يملأ عينيها وما إن رأتهما حتى انتفضت فزعة قبل أن تدخل فى نوبة من الصراخ والهياج وتجري بإتجاههما وهي تحاول أن تنشب أظافر ها في وجهيهما وتكيل لهما الضربات وهما يتراجعان إلى الخلف في محاولة منهما لتفادي ضرباتها؛والجميع يحاول تهدئتها وإبعادها عنهما.
وامام هذه الحالة التي انتابتها لم يشعر احمد بنفسه إلا وهو يقوم بإحتضانها في محاولة منه لإبعادها عنهما ثم صرخ في العسكري الواقف بجوار هما:خدهم من هنا بسرعة يا عسكري وهاتلها واحد لمون بسرعة.
نفذ العسكري. الأمر ثم عاد ومعه الليمون في الوقت الذي كان احمد يحاول إفاقتها بعد أن اغمي عليها.
وكيل النيابة:انا بقول نطلبلها الإسعاف احسن
احمد:الآقي مع حضرتك برفان نحاول نفوقها الأول
فتح وكيل النيابة أحد الأدراج ثم اخرج زجاجة عطر وأعطاهالاحمد الذي قربها من انف سارة التي استعادت وعيها وفتحت عيناها ببطء لتجد احمد امامها يتنفس الصعداء بعد أن نجح في إفاقتها.
انسه سارة انتي كويسة دلوقتي ولا تحبي اوديكي مستشفى
سارة(وهي تحاول أن تنهض من مكانها):لأ انا كويسة؛ انا اقدر اروح ولا لسه مطلوب مني حاجة
وكيل النيابة:لأ خلاص لو مش تعبانه تقدري تتفضلي
سارة:عن اذنكو
أحمد:تحبي اوصلك اي حته
سارة:لأ متشكر ه انا حاروح لوحدي.
خرجت سارة من الغرفة مسرعة فتبعها احمد ووقف معها خارج الغرفة يحدثها قائلا:انسه سارة؛مش حينفع تروحي وانتى بالحالة دي؛مامتك ممكن تحس بحاجه.
سارة:لأ انا حاعدي على ليلي الأول ولما ابقي كويسة حاروح ان شاء الله.
احمد:طيب نمرة تليفوني معاكي لو احتاجتي اي حاجة كلميني علطول.
سارة:متشكر ه قوي عن اذنك
ذهبت سارة في طريقها وعينا احمد تتبعانها في صمت حتى غابت عن ناظريه تماما؛عندها امسك بهاتفه ليتصل بحسام.
احمد(ايوه خلصنا وهي روحت كمان؛....؛لأ ماكلمتهاش في حاجة؛حالتها صعبة جدا ماعرفتش اكلمها؛.....؛يا آخى بقولك كانت شبه منهارة واحد ه ف الحاله دي اقولها تتجوزيني مانبقى نعمل كتب الكتاب ف الترب بالمرة احسن؛......؛مع السلامة يا حسام انا اصلا مش طايق نفسي اساسا)
...................
كان حسين داخلا إلى مبني النيابة في نفس الوقت الذي كانت سارة تخرج فيه مسرعه وهي تبكي بشدة؛لفتت نظر ه بجمالها الآخاذ وعيونها الخضراء وملامحها الرقيقة واراد ان يعرف سر بكائها؛فنادى على احد العساكر الذي وقف امامه مؤديا التحية العسكرية ومنتظرا أوامره.
حسين:قولي يا عسكري ؛البنت اللي مشيت من هنا دلوقتي وهي بتعيط كانت بتعمل ايه هنا؟
العسكرى :دي يا فندم البنت بتاعة حادثة الإغتصاب اللي كان المقدم احمد اتصاب فيها؛وكانت جايه النهارده عشان المواجهة مع المتهمين.
:طيب روح انت شوف شغلك.
العسكرى:تمام يا فندم.
حسين:حلوة وجميلة بس يا خسارة؛ماليش ف المستعمل......
يتبع

دعني لمأساتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن