|9|

19K 454 18
                                    

وانقلبت الموازين!
________________

كنت أعيش حياه هادئة لا تخلو من بعض المغامرات الصغيرة التي كنت أحبها وأتحملها ، ولكن هل ما أنا مقدمة عليه مغامرة أم ستكون كارثة ولن أستطيع الخلاص منها أبدا!

____________________

كانت جالسة في الخيمة الصغيره حائرة فقد تغير معها معظم من كانوا يتعاملوا معها حتي الأطفال لم يعودوا إلي اللعب معها ولم يُسمح لها بالخروج مر هذا اليوم عليها كالدهر واليوم التالي مر أيضاً كالدهر فلم تستطع تناول الطعام وكانت تشعر باليأس الشديد ثلاثة أيام كفيلة أن تقودها إلي الجنون لم يتحدث معها أحد كأنها حقاً داخل سجن ظلت تنتظر أن يأتي أحد يحدثها يأتي هذا الرجل يضربها يقتلها لا أن يتركها هكذا كأنها مجرد دمية فقط.
قرر أن يتخلص منها في أسرع وقت فهي مزعجه حقاً وتحاول التدخل في شئون غير شئونها وهذا يزعجه جدا كما إتفق مع نادين سيقوم بالإتصال بها ويأخذ الفيديو ويتخلص من هذه.
_______________

أخذت نفساً عميقاً ثُم خرجت من الغرفة بحثت عنه وجدته في يجلس في الصالة مدققاً في اللاشئ تقدمت منه في شجاعة مزيفة وقفت أمامه تماماً حتي ينتبه لوجودها إنتبه لها آخيراً كان علي وشك قول شئ إلا أنها إنفجرت في وجه قائله...
نادين:ما هو إسمع بقي أنت مش ولي أمري ولا أخويا ولا جوزي علشان تتحكم فيا ومش من حقك تكلمني بالطريقة دي أنا حرة في نفسي واللي مخليني بس أتكلم معاك أصلا هو موضوع أسيل أكتر من كدا لأ فياريت بقي نخلينا في أسيل وتسيبك مني شوية يا دكتور .
كانت تتحدث ووجهها محمراً بشدة وصدرها يعلو ويهبط وتلوح بيديها في وجهه فقط ظل ينظر إليها مشدوهاً بجمال وجنتيها وعينيها اللتان كانتا تنفثان اللهب ، أخذ نفساً عميقاً ثُم إبتسم بل وإتسعت إبتسامته وقال...
مازن:خلصتي ؟؟
شعرت بالغباء من كلمته رمشت بعينيها قليلاً وكانت علي وشك أن تنفجر في وجهه مره أخري ولكنه وضع يده علي فمها قائلاً بهدوء... 
مازن:مش كل مرة هفوتلك تتطلعي في وشي كدا زي البوتاجاز وإهدي علشان ماما نايمة وإقعدي علشان نعرف نتكلم تمام؟ أومأت برأ سها بدون كلمة آخري وجلست علي الأريكة جلس بهدوء علي المقعد المقابل لها إبتلع ريقه ونظر لها بعمق ثُم قال...
مازن:أولاً أنا أسف علي كل اللي قلته ليكي بس مكانش قصدي أنا كنت مشوش أنا آخر صورة في ذهني عنك بنت رقيقه وجميله وقوية ودايما مبتسمه مش مكشره وحزينه ووشها باهت طول الوقت (أردف بأسي) وكمان موضوع أسيل مخليني عصبي جدا اليومين دول.
أخذت نفساً عميقاً لا تعلم بما ترد عليه ثُم فكرت وأخيراً...
نادين(ناظرة للأرض):أنا كمان أسفة أني عليت صوتي وإتخانقت معاك أنا مقدرة اللي إحنا فيه كلنا بسبب أسيل .
تساقطت دموعها تلقائياً وأكملت...
نادين:بس أنت بجد متعرفش أنا مريت بإيه ولا اللي حصلي.
مازن(أومأ برأسه):طيب ممكن تبطلي عياط لو سمحتي أنا بجد أسف أني قلتلك كدا بس أنا عاوزة أطلب منك طلبين ده طبعا غير أنك تبطلي عياط .
إبتسمت من بين دموعها...
نادين:إتفضل
مازن:أولا... تسامحيني علي ظني بيكي بجد أنا أسف ثانياً ...بقي وده الأهم إنك تثقي فيا وتسيبيني أساعدك وصدقيني مش هوديكي مستشفي ولا حاجه وده هيكون سر بيني وبينك بس ومحدش هيعرف حاجه ممكن؟
نادين(سريعاً):لأ
مازن(بأسف):انتي مش واثقه فيا؟
نادين(بتردد):مش قصدي بس.....
مازن(قاطعها):بس إيه يا نادين!! متخافيش اللي بيننا محدش هيعرفه خالص وأوعدك أني هفضل جنبك لحد ما تبقي كويسه. إتفقنا؟
نادين(بتردد):إتفقنا
مازن(بإبتسامه):تمام بس أهم حاجه متكذبيش عليا ومتخبيش عليا حاجه وتسمعي كلامي ماشي؟
نادين(تنهدت):تمام حاضر أوعدك
مازن(بإرتياح):برافو عليكي دلوقتي بقي خلينا في أسيل.
عاد الحزن يرتسم علي وجهيهما مرة آخري...
نادين(بحزن):هنعمل إيه في الفيديو؟
مازن(بتفكير):انا بيتهيألي المفروض نوديهوله زي ما طلب منك وبعدين نجيب أسيل .
نادين(بخوف):أنت مشوفتش الفيديو ده بيقتل كأنه بيشرب سيجاره لالالا انا رأيي نبلغ البوليس أحسن .
مازن:لأ طبعا ما هو عشان اللي انتي بتقوليه ده انا خايف يعمل فيها حاجه انتي تديله الفيديو وانا هعمل منه نسخه وبكدا مش هيقدر يقرب من أسيل يرجعهلنا وده الحل الأسلم إسمعي كلامي ومتخافيش.
نادين(بتردد):ربنا يستر
مازن:هو هيكلمك إمتي؟
نادين:المفروض بكرة
مازن:من هنا لبكرة ربنا يستر ، أروح بقي أطمن علي ماما وأسيبك ترتاحي شوية. نادين(وهي تقوم):لأ انا جايه معاك أطمن عليها.
مازن:طيب يلا بينا
ذهبا سوياً للإطمئنان علي والدة أسيل وجدوها نائمه بين أحلامها تبكي وتنطق بإسم طفلتها الصغيرة الحبيبه ، شعرت بإنقباض في أنفاسها قامت مفزوعه إقتربت منها نادين سريعا أخذتها في أحضانها وحاولت تهدئتها قائلة...
نادين:إهدي يا طنط يا حبيبتي ده حلم.
سميحه(ببكاء أشد):هاتولي بنتي حرام عليكوا ده مش حلم أنا قلبي مقبوض يا مازن حرام عليك هاتلي بنتي أبوس إيدك يابني. إقترب منها مازن علي الجانب الآخر للفراش وإحتضن يديها مقبلاً إياها قائلا...
مازن:يا ماما يا حبيبتي متعمليش في نفسك كدا أرجوكِ إن شاء الله أسيل هترجع وهتنور البيت والله بالله عليكي ياأمي حاولي تبقي أقوي من كدا ربنا كبير أووي وهيرجعها لينا بالسلامة إن شاء الله إدعي.
مسحت سميحه دموعها وأخذت نفساً طويلاً ثُم قالت...
سميحة:ونعم بالله ياحبيبي يارب تكون أسيل كويسة يارب إحفظها من كل شر يارب إحميها يارب .
مازن(محتضناً إياها):يارب يا أمي يارب.
شعرت نادين بالخجل من قربها من مازن بهذا الشكل لا سيما بعد أن تلامست أيديهما وهو محتضناً والدته سحبت يديها سريعاً ثُم قالت بوجه متورد...
نادين:أنا هقوم علشان أعمل أي حاجه للأكل علشان أونكل ياسر لما ييجي وأعمل لطنط حاجه تاكلها .
كان مازن علي وشك أن يقول شيئاً ولكنه وجد سميحه قد غفت في أحضانه قبل جبينها وأسند رأسها إلي الوسادة وكم شعر مازن بالآسي لما رآه في والدته وتمني أن تكون صغيرته بخير وتعود لتملأ أرجاء المنزل بالحيوية والبهجة والسرور كما كانت دائماً ، خرج ليجد نادين واقفه تائهه في المطبخ تبحث عمَا تفعله وتحدث نفسها وتقلب في الأطباق كأنها أول مرة تدلف فيها إلي المطبخ أو تري شيئاً كهذا إبتسم ثُم إقترب منها قائلا...
مازن:تحبي أساعدك في حاجة؟
أجفلت نظرت له ثُم نظرت للأكياس والأطباق أمامها مرة أخري...
نادين(بخجل):أنا الصراحه عمري ما دخلت مطبخ قبل كدا م الآخر كدا مبعرفش حتي أقلي بيضة.
وبرمت شفتيها بطريقة طفولية إتسعت إبتسامته عند جملتها الأخيره حتي إقترب وقال ...
مازن:يبقي أنتي اللي هتساعديني
نادين(بتساؤل):هو أنت بتعرف تتطبخ؟
رد عليها وهو يفتح أكياس الطعام بسلاسة ويضعه داخل الأطباق...
مازن:بإعتبار يعني أننا هنطلع الأكل ونحطه ف الميكرويف ده أكل ، أه بعرف أطبخ
(ثُم أردف بإبتسامه) الأكل جاهز يا نادين إحنا يادوب هنسخنه تعرفي تسخنيه بقي علي ما أروح أكلم بابا أشوفه عمل إيه؟
نادين(بإرتباك):أيوة يعني عادي هشغل الميكرويف وأحط الأكل فيه.
مازن(بإبتسامة):بصي الإرشادؤات مكتوبة كلها عندك اهه عليه تمام؟
نادين(بغضب):خلاص بقي فهمت والله.
مازن(بإستسلام):خلاص خلاص أنا هروح أشوف بابا عمل إيه.

فى جحر الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن