هل من لقاء!!
______________ربما في زمن آخر يحدث اللقاء
ربما في حياة آخري ألقاكِ
ولكن ليس الأن أبداً
كيف نلتقي وفي مقلتيكِ تكمن ضحاياي!
كيف أحبكِ ولم أعرف للحب عهداً!
كيف تسامحيني ولم أعرف للتسامح طريقاً!
كيف تريني فارس الأحلام ولم أكن يوماً فارساً !
إعلمي أني لم أكن يوماً بريئاً فقد فقدت البراءة منذ زمن
إعلمي أني لم أكن يوماً هذا الرجل النبيل الذي تنشدينه
إعلمي أنه لم يكن بيننا سوي صدفة لن تتكرر
...................................
يجلس في مكتبه ينظر للجريدة التي في يده ربما للمرة الألف لا يعلم حقاً ولكن غضبه المستعر مما قرآه للتو
(عودة إبنة رجل الأعمال المشهور ياسر الصياد وجثة الخاطف مجهولة الهوية )
هذا بإختصار ما قرآه في الجريدة من قتل عُمر وماذا حدث وأين آسر وكيف عادت !! كل هذه الأسئلة كانت تعصف برأسه يجب أن يعلم ماذا حدث
إذا حاولت تلك الفتاة النطق بحرف واحد ستودي بحياته المهنية التي تعب في بنائها كثيراً
ظل يتحرك يميناً ويساراً يكاد ينفجر غضباً طلب من سكريترته الخاصة أن تخبر محمود المجئ فوراً
جاء محمود سريعاً دخل إليه وجده يجلس علي مقعده الكبير قال بصوت هادئ
محمود:أؤمرني يا طارق باشا
رد عليه بضيق
طارق:تروح علي مستشفي (.......) وتعرفلي كل حاجة عن عُمر مات إزاي ولقوه فين كل حاجه فاهم وتجيبلي آسر من تحت طقاطيق الآرض....والبت بنت ياسر الصياد رجعت بيتها مش عاوزة تغيب عن عنيكم لحظة مفهوم؟؟
رد بدهشة
محمود:هو عُمر مات ؟؟؟
هبّ من مكانه والشرار يتطاير من عينيه قائلاً
طارق:إنت مبتفهمش أيوة مات يا بني آدم ولو ممشتش من قدامي دلوقتي هتحصله
خرج مسرعاً خوف من بطشه فهو يعلمه جيداً مع كلمة واحده(مفهوم يا باشا)
بعد حوالي ساعة جاءه إتصال من محمود رد سريعاً قائلاً
طارق:ها عرفت كل حاجة
محمود:أيوة يا باشا بس مفيش حاجات كتير يعني كل اللي يعرفوه إنهم لقوه في منطقة صحرواية أخدت المكان بالظبط ورايح أهو كان مضروب برصاصة في رقبته الدكتور اللي شرح الجثة قال إنها طلقة مش متنشنة بالظبط لأنها كانت قريبة من ودانه ومحدش جه شاف الجثة غير وكيل النائب العام عبد الرحمن والواد الدكتور أخو أسيل وصاحبتها وإتعرفوا ع الجثة علي إنها اللي كانت في الفيديو بس ميعرفلوش إسم ولا أي حاجه خالص
بعد تفكير عميق رد عليه بهدوء لا ينم عن غضبه وتوتره الشديدين
طارق:والزفت آسر عرفت عنه حاجة !!
تردد في الرد ثُم قال
محمود:الحقيقة يعني ياباشا أنا بعت رجالتي كلهم في القاهرة من غربها لشرقها بس لسه ملاقوش حاجه
إنفلتت أعصابه هذه المرة قائلاً
طارق:أنا عاوزهم في مصر كلها يا بني آدم إنت فاهم آسر يكون عندي بكرا بالكتير يإما إنت هتكون مع عمر في نفس القبر
ثُم أغلق الهاتف دون كلمة آخري والتوتر يكاد يفتك به...يجب أن يجد آسر بأسرع وقت ممكن..إنه يعرف الكثير والكثير ويجب أن يتخلص منه
وتلك الفتاة هل ستثير الضجة ولكن كيف فهي لا تملك أي أوراق ضده حتي هذا الفيديو المصور لا يوجد ما يدل عليه أبداً به
لا يوجد ما يُثير الشكوك حولها أبداً سوي كيفية هروبها وعودتها سالمة هكذا!!
......................................
منذُ أن قرأت تلك الكلمات وهي لا تتحدث فقط مقلتيها غائرتان بالدموع
لا تعلم كم مرة قرأت تلك الكلمات التي وجهها لها هي وحدها
إبتسمت وهي تقرأ الكلمة للمرة الألف تقريباً (ياحبة القلب)
خفق قلبها كثيراً عندما قرأت طلبه الوحيد منها في مراعاة والده وزيارته
ها هي نقطة ضعفه يخبرها هي فقط بها هي تعلم هذا تشعر بهذا
تُري كيف هو الأن...وماذا يفعل...وأين ذهب
دمعة خائنة تحررت من مقلتيها تلتها الكثير والكثير إنتفضت ذعراً عندما سمعت طرقات خافته علي الباب...أعادت الأوراق إلي مكانها داخل الظرف الكبير ثُم وضعته بالكومود وأغلقت عليه بالمفتاح....مسحت دموعها سريعاً حاولت أن تهدأ قليلاً ثُم أخذت نفساً عميقاً وقالت بصوت حاولت أن يخرج هادئاً
أسيل:إدخل
ها هو مشاكسها يدخل عليها بالإبتسامه التي إشتاقت لها قابلته هي الآخري بإبتسامة حاولت بثه كل حبها بها...إقترب منها وجلس بجانبها علي الفراش ثُم إحتضن كفيها الصغيرين قائلاً
مازن:حمد الله علي السلامة ياحبيبتي.....وحشتيني أوي
إحتضنه بشدة والدموع تجد طريقها علي وجنتيها قائلة
أسيل:وإنت كمان وحشتني أوي أوي يامازن
ملّس علي شعرها الحريري قائلاً بصوت متأثر
مازن:خلاص مفيش حاجة هتبعدنا عن بعض تاني إن شاء الله ياحبيبتي
نظرت لها بعينين مغشيتين بالدموع قائلة بحزن
أسيل:إن شاء الله
تلاعب بشعرها كما كان يفعل معها وهي صغيرها قائلاً
مازن:يلا بقي ياهانم أنا عاوز أفطر معاكي
إبتسمت من بين دموعها قائلة
أسيل:حاضر إسبقني وأنا جاية وراك أهه
ولكنه لم يكن ليسمح لها ان تبقي وحيدة مرة آخري أمسك كفيها وأوقفها قائلاً بمكر
مازن:ياتنزلي معايا بالذوق يإما هشيلك
أكمل ما يقوله وهو يستعد ليحملها ولكنه توسلته قائلة وهي تضحك
أسيل:لأالالالا خلاص نازله معاك أهو
أشعث شعرها مرة آخري وهو يبتسم ثُم أمسك كفيها يقودها حيث الجميع ينتظرهم علي مائدة الإفطار ومعهم حبيبته العنيدة
كانت تجلس في إنتظار نزول اسيل مع مازن الذي أصر أن يذهب إليها بعدما أخبرته أنها تفضل البقاء وحدها لبرهة من الزمن... تتذكر ما حدث قبل ذهابه لأسيل بقليل بينما كانت سميحة تشرف علي مائدة الإفطار كما لو كانت وليمة لأجل أسيل
إستيقظ من نومه شاعراً بالراحة الشديدة ها قد عادت شقيقته الحبيبة وأخبر العنيدة أنه يحبها وأخبرته خفقات قلبها وإرتعاشاتها أنها تحبه أيضاً إغتسل ثُم إرتدي سروال من الجينز وقميص أبيض مفتوح الأزرار العلوية وأرجع شعره بنظارته الشمسية للوراء فتح باب غرفته تفاجئ بها تفتح هي الآخري الباب المقابل له وياليتها ما فعلت فقد كانت كما البدر في ليلة تمامه
تركت شعرها للعنان وهذه أول مرة يراها هكذا وكانت ترتدي فستان باللون القرمزي ذات حمالات سميكة وأظهر خصرها النحيل بمنحنياته الرقيقه لاحظ تورد وجنتيها وإرتجافة كفيها علي الباب عند رؤيته...إبتسم بتلقائية قائلاً وهو يقترب منها بصوت أجش
مازن:صباح الخير
إرتجفت ولم تستطع رفع عينيها عن الأرض صوته العميق هذا يهزها ويجعلها لا تستطيع الحراك ولا النطق...أجلت حنجرتها قليلاً ثُم قالت بصوت مبحوح
نادين:صباح النور...أسيل صحيت بس كانت خايفه أوي حلمت حلم تقريباً خوفها جامد
تأثر مما قالته بحكم عمله كطبيب يعلم جيداً أنه قد تمر فتره حتي تعود حالتها النفسية كما كانت...رد بتأثر
مازن:طيب وهي عاملة إيه دلوقتي طمنيني
رفع عينين قلقتين إليه قائلة
نادين:هي بتتظاهر إنها كويسة وقالت هتصلي وتيجي تفطر معانا بس.....
قال مازن متوسلاً
مازن:بس إيه يانادين إتكلمي من فضلك
قالت بصوت فاض به القلق والتوجس
نادين:حاسة إن فيه حاجة غلط مش دي أسيل حساها مخبية حاجة فيه حاجة إتكسرت جواها أنا متأكدة كمان هي طلبت إنها تقعد لوحدها شوية
تنهد بضيق وتململ في وقفته قائلاً
مازن:وإنتو سيبتوها تقعد لوحدها إزاي؟؟
ردت بيأس
نادين:والله طنط وأنا حاولنا كتير بس هي رفضت رفض قاطع
مازن:طيب هي بقالها أد إيه لوحدها!!
نظرت لساعة يدها
نادين:حوالي ربع ساعه أو أكتر
أومأ رآسه بتفكير ثُم قال
مازن:طيب قولي لماما تحضر الفطار وانا هجيبها وأجي هخليها تفطر معانا تمام؟
قالت برجاء
نادين:ياريت تعرف تجيبها يامازن ياااااااريت
إقترب منها أكثر قليلاً ثُم
مازن:إن شاء الله.....بعد الفطار هاخدك ونروح للدكتور إتفقنا؟
تذكرت ما حدث البارحة فإحمرت وجنتاها تلقائياً فأومأت برأسها دون أن ترد
إبتسم بجذل كم يعشقها بهذا الخنوع والهدوء والتوتر الواضح وبشدة....إقترب برأسه إلي مستواها وهمس بجانب أذنيها قبل أن يغيب عن نظرها
مازن:وحشتيني
لم تجد القوة للرد عليه أخذ صدرها يعلو ويهبط وإشتعلت وجنتاها وهبط قلبها بين أضلعها وإرتعشت يداها بشدة ظلّت علي هذا الحال طويلاً...لم تسمع صوته رفعت رأسه لتجده عند غرفة أسيل ينوي أن يطرق الباب قبل أن يغمز لها بعينيه بإبتسامته الجذابة التي تخطف أنفاسها
وضعت يديها علي صدرها تهدئ نبضاته الثائرة ثُم أخذت نفساً عميقاً تستعيد به توازنها وذهبت لتخبر سميحة بما طلبه مازن منها وعلي شفتيها إبتسامة لم تطئها منذُ زمن
عادت من شرودها علي صوت ياسر وهو يحتضن أسيل بحب شديد وهو يقول
ياسر:حمد الله علي سلامتك ياحبيبتي...نورتي البيت كله يا نور عيني
ردت عليه وهي تتشبث بقميصه تستمد منه الأمان
أسيل:الله يسلمك ياحبيبي
جاءت سميحة من الخلف إختطفها من أحضان والدها تزرعها بين أضلعها كما لو كانت مازالت في العاشرة حتي قال مازن وهو يضحك
مازن:الظاهر هنقضيها أحضان بقي ممكن نفطر أنا جعان يا عالم...جعان أوي الصراحه
قال جملته الأخيرة وهو ينظر لمعذبته بنصف إبتسامة...أطرقت برأسها خجلاً
جلس جميعهم علي طاولة الطعام في جو دافئ عائلي إفتقدته نادين منذ زمن..إشتاق له مازن...تمنّي ياسر أن يدوم إلي الأبد ويحفظ أولاده ويديم عليهم هذه الجلسة الجميلة
أما هي أليس من المفترض أن تكون في قمة سعادتها...فها هي عادت إلي عائلتها سليمة معافاة..لا ينقصها شئ...لكن لما تشعر أنه ينقصها كل شئ!!
لما تشعر بتلك القبضة التي تعتصر قلبها بقسوة ..لما تشعر بهذا الخواء داخل صدرها..لما تلك الدموع لا تترك مقلتيها أبداً...أحقاً إشتاقت له!!
أحقاً إشتاقت لجفاءه وبروده!!
إستفاقت من شرودها علي صوت نادين وهي تشد علي يديها قائلة
نادين(بهدوء):لازم نتكلم ضروري
حاولت الإعتراض ولكن عينا نادين المتوسلتين جعلتها تومئ برأسها بالإيجاب
بعد الإفطار إستأذنت هي ونادين بالذهاب لغرفتها وبعدما أغلقت نادين الباب نظرت لها ومقليتها ممتلئة بالدموع وقد عزمت أمرها أن تخبرها بكل ما يعتمل في صدرها منذ سنين طويلة
أمسكت كفيها بين يديها قائلة بتأثر
نادين:قبل ما يحصل اللي حصل إنتِ شكيتي إن فيه حاجه أنا مخبياها عليكي وده حقيقه
إنقبض صدرها وتعالت نبضات قلبها ليس الأن أرجوكِ يكفيني ما يجري لا أستطيع تحمل صدمات آخري...إبتلعت ريقها ونظرت لها مشجعه كأنما تطلب منها أن تكمل
وياليتها ما فعلت
تنهدت نادين بعمق والدموع تغزو مقلتيها بلا رحمة قائلة
نادين:وقت ما بابا وماما سافروا أنا تعبت أوي لاني كنت لوحدي ومكنش حد بينصحني بالصح والغلط واحد ضحك عليا وخلاني أدمن وكل يوم كان يجيبلي حبوب وكنت باخدها وأنسي أي حاجه مضايقاني ولما مر الوقت وعرفت إيه دي سيبته بس مقدرتش أسيبها وبقت ملازماني طول الوقت أنا قاعدة معاكي كويسه ومعنديش صداع لاني لسه واخده حباية حاولت أبطلها كتير بس مقدرتش
بعد ما حصل اللي حصل مازن هو اللي لقاني وهو راجع م المطار ولأنه دكتور طبعا عرف علي طول وإنهردة المفروض أروح المستشفي علشان أتعالج ومش عارفه هرجع إمتي ...(ثُم أكملت وجسدها يرتعد بشدة)..أنا اللي بتمناه إنك تسامحيني إني مقولتلكيش بس كنت خجلانة من نفسي واللي فيه لكن دلوقتي مقدرش مقولكيش لأنك أختي وحبيبتي ومش عارفه إذا كنت هشوفك تاني ولا لأ
...أنا عارفة إنه ده مش وقته وكان المفروض أفضل معاكي لأني عارفة إنك مش هتحكي اللي جواكِ غير ليا بس أنا دلوقتي معطوبة من جوا مدمرة جسدياً ونفسياً مش هقدر أساعدك لازم أثق في نفسي تاني وأكون جديرة بحبك وطهارتك وبرائتك علشان أقدر أكون معاكِ
كانت كل كلمة تخرج من شفتيها تقتل شيئاً في تلك الجامدة أمامها
أيجب عليها أن تواجه كل هذا وحيدة...رفيقة دربها التي من المفترض أن تساندها في تلك اللحظات تصبح مثله هو.....تراه فيها كأنما يحدثها عن طريقها
عيناها كعيناه تتوسلان أن تدعو له
كيف تستطيع تحمل كل هذا....بالله عليكِ أخبريني نادين كيف أتحمل كل هذا كيف!!
إنهمرت الدموع من مقلتيها...تشنج جسدها وصدرها يعلو ويهبط بشدة وقلبها يهدر بين صدرها بعنف...كم مرة عليها تقبل الصدمات!!
لم تستطع الرد إلي أن سمعت صوت نادين المتحشرج الممتزج بالدموع
نادين:سامحيني يا أسيل بجد أنا مريت بأسوأ أيام حياتي وخصوصاً لما إنتِ إتخطفتي عشت أيام بجد صعب أوصفها سامحيني أنا أسفه إني صدمتك فيا ودلوقتي تحديداً بس غصب عني أنا هنزل دلوقتي مع مازن هروح المستشفي وإحتمال متشوفنيش لشهور لازم أعرف إنك مسامحاني سماحك ليا ده هيديني دفعة أكبر
إحتضتنها وهي تبكي بشدة ويرتجف جسدهما الإثنين معاً....هدأتا قليلاً ولكن نشيجهما الصامت ظلّ في الأرجاء إلي أن قطعت الصمت بصوت حزين
أسيل:أنا مسامحاكي لأنك حتة مني وأختي وهفضل جنبك طول العمر ومبسوطة أوي إن مازن جنبك وواثقة إنه مش هيسيبك لوحدك....عاوزة صاحبتي ترجعلي في أقرب وقت وعاوزاكي تكوني قوية وتثابري علشان ترجعي زي زمان
أعادت إحتضانها مرة آخري وظلّت الإثنتين علي هذا الحال حتي سمع طرقات خافتة علي باب الغرفة
مسحت كل منهما دموعهما وحاولت أسيل أن ترد بهدوء
أسيل:أدخل
دف إلي الغرفة وهو يعلم أن نادين تخبرها عمّا بها ويعلم أيضاً أن كل منهما تحتاج مؤازرته وإن إختلفت الأسباب...كانت كل واحده منهما ذات عينان حمروان من كثرة الدموع وممسكة بيد الآخري تستمد منها الأمان...إقترب منهما بإبتسامة هادئة موجهاً حديثه لنادين
مازن:أنا كلمت الدكتور وهو مستنينا...يلا بينا!!
أومأت برأسها بالإيجاب وهي تنظر لأسيل بحب وتقدير...فقامت الآخري لتقترب من مازن تُقبله من وجنتيه وتتشبث بذراعه وهي تقول
أسيل:خد بالك منها علشان خاطري وخليك جنبها فاهم
أحاط كتفيها بيديه وقبّل رأسها ولم تحيد عينيه عن تلك الواقفة أمامهم بوجه متورد وجل..ثُم قال بهدوء ومكر
مازن:متقلقيش ياحبيبتي نادين في عينيا ومش هسيبها لحظة....يلا بقي يانادين الراجل مستنيني
ودّعت أسيل للمرة الآخيرة ربما وهي تبكي وذهبت مع مازن إلي طريق جديد وحياة جديدة بالتأكيد
أما الآخيرة فإتجهت للشرفة وأسندت ذراعيها وهي تنظر للسماء الصافية تُحدثها قائلة (سمائي كيف أعود بصفائك ونقائك وقد تركت صفائي ونقائي لديه...كيف أكون بحرية الطيور في بحورك وتركتُ حريتي لديه..كيف بالله أخبريني !!)
كانت تُحدث السماء بصمت ولكن الطعم المالح لدموعها أخبرها أن عينيها لن تري السعادة أبداً بعد فراقه...علمت أنها تعشقه وتحبه ولن تتواني عن الدعاء له ولن تتوقف عن حلمها بأن تراه كما أرادت أن تراه وليس كما يري هو نفسه
...........................................
كان يجلس أمام قسم الشرطة في سيارته مستنداً علي المقود مغمضاً عينيه مُحاولاً أن ينسي صورتها التي تطارده بإستمرار صوتها الذي يتسرب بداخله هيُشعره أنه إنسان ومازال بداخل صدره قلباً ينبض
في تلك اللحظة بالذات جاءه إتصال من رقم مجهول علم من هو علي الفور
رد في هدوءه المعتاد
يوسف:أيوة...عملت اللي إتفقنا عليه...تمام...وصل...طيب
أغلق الهاتف ثُم أخرج بطاقة الهاتف ليرميها بلا مبالاة في الطريق ثُم تنهد بعمق وهو يفتح باب السيارة فقد حان الوقت
دلف إلي قسم الشرطة يسأل عن النائب العام شخصياً وبالطبع لأن مظهره يدل علي أناقته دخل له بسهولة شديدة
النائب العام(عمار):إتفضل
جلس في هدوء واضعاً قدماً فوق الآخري قائلاً
يوسف:أنا عندي معلومات عن يس الحسيني ومعلومات عن هشام باشا الشناوي وطارق الحداد هتوديهم في داهية وتبقي حضرتك خدمت البلد خدمة كبيرة وأخدت جايزة كمان
ثُم خلع نظارته الشمسية ونظر له بتحدي مُكملاً حديثه
يوسف:وإلا بقي الصحافه هتعرف إن الشرطة بتتستر علي ناس في مجلس الشعب وخصوصاً الجرايد المعارضه وأظن يعني الشرطة مش محتاجة كره أكتر من اللي الناس بتكرهولها ولا إيييه؟؟
كانت الرجل يبتلع ريقه في صعوبه مع كله كلمة تخرج من فم هذا الواثق أمامه بل ويرتعش بتردد فهو يعلم جيداً ما يخبره به هذا الرجل الجليدي الجالس أمامه
ولكنه إدعي الهدوء وهو ينظر له قائلاً
عمار:وحضرتك بقي معاك حاجة تدعم اللي بتقوله ده ولا هو كلام وخلاص...وع فكرة يس الحسيني مسجون أصلا لأنه عليه قضايا بالهبل وكلها بمستندات لكن الأستاذ هشام والأستاذ طارق ممكن أعرف معاك إيه ضدهم ؟
نظر له بإبتسامته الواثقة ثُم قال
يوسف:أنا
تحركت رأسه بعدم فهم قائلاً
عمار:مش فاهم إنت إزاي؟؟
رد بهدوء شديد وهو يضغط علي كل حرف
يوسف:أنا مصدر معلوماتك اللي هيحاولوا يتخلصوا منه في أقرب وقت.....بكرا هكلمك أعرف ردك علي اللي قلته وفي المقابل عندي إعترافات تانية كتير أوي هتفيدك وهتخليك أشهر نائب عام في البلد
ثُم أكمل بسخرية قائلاً وهو يخرج من الباب
يوسف:أصلنا شعب عاطفي
لا يعلم مالذي جعله متأكد هكذا أنها ستفعل الذي طلبه غداً..ربما لانه يعرفها متسرعه...فضولية...تكره طارق وأمثاله وتتمني التخلص منهم جميعاً
كل ما يعلمه أن قلبه يخبره أنها ستفعل هذا غداً
خرج من هناك وهو يعلم جيداً أن السيد عمار سيبعث بأحد ورائه بل وسيخبر طارق تحديداً بما حدث منذ دقائق...وهذا ما حدث بالفعل علم أن هناك من يتتبعه
إبتسم بجذل وهو يتحرك ناحية سيارته قبل أن ينظر يميناً ويساراً يفكر حتي إنطلق بها سريعاً وسط الزحام في محاولة فاشلة لتتبعه فقد جاء وقت الذروة تحديداً لأنه يعلم أن هذا ما سيحدث.....بعد وقت ليس بالقصير وصل لمنطقة شعبية نائية أخفي سيارته عند إحدي رجاله ثُم صعد السلالم المتهالكة ليدخل إلي منزل مهترئ
رمي بنفسه علي أقرب مقعد ثُم أغمض عينيه علّه يجد بعض الراحة قبل أن يري التعب مرة آخري
تحسس جيب سترته الجلدية ليُخرج هذا المصحف الصغير الذي أعطاه له والده
ظلّ يتأمله في وجل كأنما يراه للمرة الآولي خائف بشدة...قلبه يهدر في صدره بعنف مضاعف..إزدري ريقه بصعوبه وهي يفتحه تلك السورة التي كان يقرأها له والده منذُ ساعات
بدأ بالقراءة وكلما إنغمس أكتر في القراءة كلما تبلل قميصه بأنهار من الدموع كانت حبيسة مقلتيه منذ سنوات وآخيراً وجدت مكانها بين يدي ربه....إرتعش كفيه وهو يقرأ ويتذكر حديث والده وهو يخبره أن رحمة الله وسعت كل شئ
كان لسان حاله يقول...كيف يسامحني وأنا أخطأت في حق كل من حولي
كيف يسامحني وأنا من قتلت أنفس بريئة ليس لها ذنب سوي أنها كانت في طريقي...كيف يسامحني وأنا أوهمت فتاة أنها فقدت ما فقدته حبيبتي قبل زمن
كيف وكيف !!
كان يبكي بصوت مسموع كأنه يُفرغ كل ما طال حبسه سنوات طويلة..كأنه ببكائه هذا يتبرأ مما فعله منذ سنوات...يغتسل من ذنوب لا تعد ولا تحصي ولكنه التواب الرحيم....تعلق بكلمات والده كالطفل الصغير الذي وجد حضن والدته كأمان له
رحمته وسعت كل شئ وكلما كان يردد تلك الكلمات كلما زادت دموعه آكثر وزاد إرتجاف جسده المنهك والمثقل بالذنوب أكثر وأكثر
غطّ في نوم عميق علي تلك الحالة المزرية يحتضن المصحف كأنه ملاذه الأخير وأمانه الوحيد بعدما ترك والده...كأنه الشئ الوحيد النقي الذي تبقي له ليتطهر به
..................................
إستيقظت من نومها تشعر بالصداع يفتك برأسها...ربما لأنها لم تنم جيداً ليلة أمس من كثرة التفكير فيما قاله هذا الأحمد تذكرت ما فعلته تحديداً بعد رحيله
دلفت للمنزل أراحت قدميها من هذا الكعب العالي المرهق...تشممت سترته التي تركها علي كفتيها حتي لا تبرد ثُم إحتضتنها بشدة وهي تبتسم ببلاهة
دلفت لغرفة النوم ومازالت السترة بين يديها ثُم ألقتها علي الفراش وبدلت ملابسها بآخري مريحه....نظرت لكفها الذي كتب عليه رقم هاتفه بكل هدوء وعلي شفتيه إبتسامة هادئة نابعه من قلبه أدخلتها هي إلي قلبها وأغلقت بابه عليها حتي تحتفظ بها لنفسها فقط
أخرجت هاتفها لتحفظ به الرقم...ظلّت تتلمس شاشة الهاتف المزينة بإسمه وهي تبتسم ببلاهة...ماذا يحدث لي لما أشعر بالأمان معه ولا أخاف أبداً
ربما لعيناه الصادقتين..ربما لإبتسامته الجميلة!!
عادت الذكريات تعصف برأسها بقوة كيف أفكر هكذا وأنا لا أصلح لأي رجل كان
وخصوصاً هذا الأحمد النبيل الذي لا يستحق منها هذا أبداً فقد ساعدها كفاية
سيصبح فقط نعم الصديق وليس أكثر من ذلك لا يستحق أبداً الإرتباط بفتاة ليست بفتاة حقاً....نزلت دمعة خائنة من مقلتيها مسحتها بخجل كأنما تواري بها العجز بداخلها
قامت من فراشها بتثاقل أخذت حماماً ساخناً تُزيح به ذكريات سيئة قررت التخلص منها منذُ الأمس حتي تبدأ حياة جديدة وأول ما تريد فعله إستكمال دراستها الجامعية التي ستساعدها علي بناء ريما جديدة
أنهت حمامها..فتحت هاتفها الذي كان صامتاً منذُ الأمس وجدت الكثير من الإتصالات التي وردتها من هايدي..إبتسمت هايدي نعم الصديقة بالنسبة لها وقد كانت محقة كل الحق عندما أخبرتها أن تنسي هذا الإنتقام الغبي فلن تجني منه سوي الألام ويكفيها إلي الأن تلك الألام.....قامت بالإتصال علي هايدي التي ردت عليها بلهفة
هايدي:انتي فين...وليه مبترديش قلقتيني عليكي طمنيني
ضحكت بشدة ثُم قالت
ريما:براحة شوية عليا أجاوب كل ده إزاي يعني...أنا كويسة وزي الفل ياستي ها بقي عاملة إيه ياعروسة ؟؟
لم تستوعب صوتها في البداية بل صمتت قليلاً ثُم قالت بتردد
هايدي:ريما إنتِ كويسة؟؟
إبتسمت بهدوء قائلة
ريما:والله العظيم الحمد لله كويسة.....ممكن أطلب منك طلب؟
تنهدت بعمق ثُم قالت
هايدي:الحمد لله إنك بخير ياحبيبتي الحمد لله......طبعاً أؤمري
ريما:كنت عاوزاكي تقدميلي علشان أكمل دراستي السنة الجاية إن شاء الله ممكن؟
تهللت أسارير هايدي بشدة ثُم قالت بدهشة
هايدي:بتتكلمي بجد؟؟
ريما:أيوة والله بجد ها هتقدميلي؟
ردت بدون تردد
هايدي:طبعا يوم الأحد إن شاء الله اصل إنهرده الجمعه
ريما:خلاص إتفقنا...بصي هقفل معاكي ناو علشان بابا ع الويتنج
أغلقت مع هايدي ثُم ردت علي والدها الذي كان صوته يُشع فرحاً كبيراً وهو يقول
ماجد:ريما حبيبتي تعالي ع البيت حااالاً ليكي عندي خبر حلو جداً
ردّت عليه بتساؤل
ريما:خير يابابا إيه اللي حصل؟؟
ماجد(بفرحة عارمة):تعالي بس بسرعه مش هينفع في التليفون...يلا أنا مستنيكي
أجابت بالموافقة وقامت لإرتداء ملابسها وذهبت سريعاً لمنزلهم عندما دلفت إلي الداخل كان ماجد يجلس في منتصف الردهة وبيده ظرف كبير ومبتسم براحة لم تراها عليه منذ زمن....إقتربت منه عاقدة حاجبيها في تساؤل
ريما:خير يابابا فيه إيه!!
قام من مكانه إثر صوتها يحتضنها بشدة وعيناه تدمعان وأعطاها الظرف قائلاً
ماجد:الظرف ده جالك من شوية مكتوب عليه إسمك أنا شفت الصور اللي فيه بس مقرتيش الكلام فضلت إنك تقريه لوحدك...ربت علي كتفيها بحنان ثُم تركها قائلاً
ماجد:أنا مستنيكي في المكتب
جلست علي أقرب مقعد وفتحت الظرف بأنامل مرتعشة لأنه جعلها تتذكر تلك الصور الشنيعه التي رأتها منذ شهور....عندما رأت الصور شهقت بعنف وهي تري أنها لأخري غيرها ظلّ صدرها يعلو ويهبط وهي لا تستوعب ما تراه فتحت الورقة المرفقة بالظرف وبدأت تقرأ المكتوب بها ودموعها الممتزجه بفرحتها العارمة تغرق تلك الورقه
(أعلم أذيتكِ كثيراً وأعلم أنكِ لن تسامحي ولكني حتي أتطهر من ذنوبي فأنتِ الذي تبقي لي منها يجب أن تعلمي أني لم أمسسكِ ولم أتقرب منكِ بأي طريقه...نعم جردتكِ من ملابسك ولكني لم أمسسك فقط صورتُك بحركات مسرحية....هذا لتعلمي أنكِ مازلت فتاة نقية لم يمسسكِ بشر....وليس خطأكِ أنكِ وثقت بي ولكني أنا الشيطان فلم أبالي بكِ ولكن بعث الله لي الملاك ليقيني من ذنوبي التي كنت غارق بها لأذني...أقدم إعتذاري الذي أعلم جيداً أنك لن تقبليه...ولكن تطهيراً لذنوبي التي لم تطهر بعد
آسر)
كانت تضحك تارة وتبكي تارة قامت من مكانها ومازال الظرف في يديها هرولت إلي مكتب والدها...بكت في أحضانه وهي تتلمس منه الأمان وهو يشدد من إحتضانها ويربت علي شعرها الناعم وعيناه تدمعان
قالت والدموع الممتزجة بإبتسامتها الجميله تلطخ وجنتيها
ريما:أنا هكلم هايدي وماما أقولهم ع الخبر الحلو ده
إبتسم ماجد بحنان قائلاً
ماجد:أنا كلمت ماما وهي نازله مصر إنهرده
تعلقت برقبته كطفلة في العاشرة وهي تقول
ريما:خلاص هكلم هايدي عن إذنك ياحبيبي
قبل جبينها بقوة ثُم تركها
كانت هايدي تشعر بالفرحة العارمة من أجل صديقتها....كانت تشعر أن ريما ستبدأ ببناء حياة جديدة وشخصية مستقلة جديدة لم تعرفها من قبل ولكنها أفضل من تلك التي كانت تتسم بالغرور والعجرفة
أغلقت مع هايدي علي موعد باللقاء غداً لأنها ستعود للمنزل اليوم حتي تستقبل والدتها لأن لديها الكثير لمناقشته مع والديها...أمسكت هاتفها وقررت مشاركته الحديث ولا تعلم لماذا فقط أرادت ذلك
..........................
كان يعمل هنا وهناك يذهب لهذا الطبيب وتلك الصيدلية كان عمل شاق بالفعل ولكنه لم يشعر بالتعب منه بل كان سعيداً لأنه كون الكثير من الصداقات الجيدة وبدأ في إدخار بعض الأموال من أجل إستكمال علاج والدته...بعدما أنهي الطلبية التي كان عليه تسلميها قرر أن يستريح قليلاً علي أحد المقاهي القريبة من مكان عمله...كان الجو حاراً أرخي ربطة عنقه التي لا يستسيغها لكن هذا العمل يتطلب منه تلك الأناقة...فك الأزرار العليا لقميصه...قام بطلب عصير برتقال
تذكر تلك الفتاة الجميلة بكل ما تحمله الكلمة من معني عينان بلون السماء في صفائها وقوام يالله لم يجد له مثيل من قبل...نهر نفسه كثيراً علي هذا التفكير الغريب عليه فهو لم ينظر لفتاة هكذا من قبل بل يفكر هكذا من قبل
توقف أحمد توقف ما هذا الغباء...قطع عليه شروده صوت هاتفه وجد رقم غريب يتصل به قام بالرد بهدوء
أحمد:سلام عليكم
إرتجفت وكانت علي وشك أن تغلق الهاتف ولكن صوته المتسائل أوقفها
أحمد:الو مييين؟؟
تنحنحت قليلاً ثُم أجلت حنجرتها لتقول
ريما:أنا ريما
إبتسم وأرخي ظهره علي الكرسي ثُم قال
أحمد:اهلا أهلا إزيك؟
إبتسمت بسعادة وهي تقول
ريما:أنا كويسة أوي أوي الحمد لله وإنت؟
أحمد:الحمد لله تمام
حسناً من الواضح أنه ينتظر أن تقول شيئاً..ماذا تقول نظرت للسترة المعلقة بجانب ملابسها ثُم إبتسمت وهي تقول
ريما:جاكيت البدلة بتاعك يعني كنت عاوزة أقابلك علشان أديهولك يعني وكدا
إبتسم لخجلها الذي لم يكن يعلم أنها تمتلكه
أحمد:بالنسبة ل (يعني) دي هتفضلي تقوليها كتير؟
ضحكت بشدة ثُم لم ترد قال..أكمل هو قائلاً
أحمد:بالنسبة للجاكيت بقي انا هخلص شغل إنهرده الساعه 9 تمام بالنسبالك؟
تلاعبت بخصلات شعرها الصفراء ثُم قالت
ريما:إمممممم معلش نخليها بكرا علشان مامتي راجعه م السفر إنهردة؟
إمممممم هكذا....إذاً لما هاتفتني إبتسم بجذل وهو يرتشف العصير قائلاً
أحمد:خلاص مفيش مشكلة نخليها بكرا...وحمد الله علي سلامة مامتك
ريما:الله يسلمك ميرسي....طيب تمام هكلمك بكرا ماشي؟
أحمد:لا هكلمك أنا لما أعرف هخلص شغل إمتي يمكن أخلص متأخر وساعتها مش هعرف أقابلك تمام!!
تمتمت بصوت خافت قائلة
ريما:طيب تمام
أغلقت معه وتجهزت لتعود لمنزل عائلتها لتبدأ ببناء شخصية جديدة لم تكونها يوما
.............................
اليــــه ... شهيدين كنا بِعُمْر الياسمين .. انت برئ من آثام الهوى و انا متحررة من لعنات الذاكرة كيف اكافئك على عمر كامل من الوجع ؟! هل أُقبّل جُرحك بثغر النسيان ؟ أم أمد شعري كالليل على دموعك علّه يخفي اضطرابات روحك ؟ تقول : أحبكِ فتنبت في قلبي زهرة عذراء .. لم تنمو لرجل قبلك و أقبض ابتسامتك الخجولة في كفي و أغدو أنثى تحرق اشواكها بلا خوف ! أنثى ارهقتك فكراً .. و أغرقتها عِشقاً و انتقم منك بالحب أكثر ! والموت فيكَ يبدو شهي أشهى مما كنت أتصور ....
أنت تقرأ
فى جحر الشيطان
Mystery / Thriller__ هل هذا هو الشيطان فى صورة الإنسان؟! سمعت من يتحدث عن وجود شيطان يتمثل فى صورة إنسان ولكنى لم أتوقع للحظه أنى سوف أقابلةأراه بأم عينى فقد وقعت فى شِركه...رأيته يقتل يذبح يؤذى..بلا مشاعر لا يرف له جفن متحجر القلب،بل إنه ليس لديه قلب فهل أنا فى حلم...