ألقاكِ دفئاً
.................عيناه التي تعشقها وتشتاقها تنظر لها بإستجداء تُطالبها بالإنتظار...يناجيها بتلك السلسلة التي كانت أعطتها له من قبل...يخبرها ألا تتركه فهو لم ولن ينساها أبداً...يطلب منها أن تظل قوية كما عهدها دوماً ألا تستسلم لأحزانها...فجأة يقف ظل في المنتصف بينهما يتضح أنه إياد يحجب عنها رويته...تبكي في محاولة للوصول له دون فائدة
تحاول النطق بإسمه فلا يستطيع أن يخرج من بين شفتيها
فتحت عينيها بذعر وهي تنظر حولها والدموع تبلل وجنتيها بينما جسدها يرتجف بشدة....إرتشفت القليل من الماء وهي تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
إحتضنت نفسها بذراعيها ثُم قامت بقدم مرتجفة تتوجه ناحية الخزانة الخاصة بها وهي تخرج هذه الورقة التي كتبها لها...إستندت بظهرها علي الخزانة وهي تجلس علي الأرض تقرأ تلك الكلمات التي خطّها قلبه قبل يديه....نظرت لهذه الحروف التي إخترقت قلبها (إلي لقاء لن يحدث ياحبة القلب...أحبك)
شهقت والدموع تسيل من مقلتيها....ضمّت الورقة لصدرها كأنما تضمه هو....قامت من مكانها بتثاقل فتحت الشرفة وهي تنظر للقمر في السماء الصافية همست تُحدثه
أسيل:قوله إني مستحيل أنساه...قوله إنه وحشني أوي..قوله لو فات سنين هفضل أحبه...ومهما بعدنا مفيش حد هياخد مكانه في قلبي..طمنه إني هستناه وعارفة إنه جاي...بحبك يا يوسف
أخذت نفس عميق وهي تشعر بنسمة باردة تلفح وجهها تخبرها بصمت أن الرسالة ستصله
أغلقت النافذة وإبتسامة عشق خالصة ترتسم علي شفتيها....تسللت تحت الغطاء ثُم غطت في نوم عميق
إستيقظت في صباح اليوم التالي وهي تشعر براحة غريبة تتملكها...كان اليوم طبيعياً كتبت مقالها وأدت فروضها حتي عاد مازن في المساء....
طرقت عدة طرقات علي غرفته ودخلت وجدته يقرأ كتاباً أغلقه بهدوء وهو يلاحظ توترها
مازن:تعالي يا أسيل
فركت يديها ببعضها بتردد شديد وهي تجلس بجانبه علي الفراش ورفعت رأسها بشجاعة زائفة
أسيل:أنا فكرت يا مازن وأخدت القرار
أومأ رأسه بغموض مُنتظراً منها الإجابة بينما هي تنظر للأرض بهدوء مصطنع
أسيل:أنا مش موافقة وقبل ما تقول أي حاجة يمكن يكون جزء من أسبابي الماضي بس أنا مش معجبة بإياد ولا حاسة ناحيته بأي قبول ومش هقدر أظلمه معايا...أرجوك يا مازن متتضايقش مني إنت أخويا وصديقي خليك جنبي ومعايا
أدمعت عيناها عند الكلمات الآخيرة بينما هو يحتضنها ويُقبل قمة رأسها قائلاً بحنان بالغ
مازن:يا عبيطة إنتي أنا دايماً جنبك في أي قرار هتاخديه...هو اه صاحبي وكان نفسي توافقي عليه بس إنتي أختي وأسف بجد إني ضغطت عليكي بس غصب عني أنا خايف عليكي أوي يا أسيل والله...بس لازم تعرفي إني دايماً جنبك مهما حصل فهمتي ؟
أومأت رأسها بالإيجاب وهي تبتسم من بين دموعها وتتشبث به...تلاعب بخصلات شعرها بمرح قائلا بمشاكسة
مازن:يلا إتفضلي بقي عاوز أنام عشان عندي شغل الصبح
قبلته من وجنتيه وهي تقول له
أسيل:إنت أحسن أخ في الدنيا أنا بحبك أوي
قبّلها هو الآخر قائلاً بإبتسامة
مازن:وأنا كمان بحبك أوي ياسيلا
بعدما خرجت أعاد ظهره للفراش وهو يفكر كيف سيخبر إياد بقرارها الذي كان يتوقعه منذُ أن سألها !!
.....................................
عادت لغرفتها وهي تشعر بالسلام النفسي أغلقت ورائها الباب وهي تخلع خفيها ثُم حررت شعرها من عقاله وإرتمت بظهرها علي الفراش وهي تحدق في السقف بإبتسامة بلهاء...لا تعلم لماذا تشعر به أينما كانت....تشعر به يراقبها من بعيد...يراها كما لا تره...يشعر بها كما تشعر به...لا تعلم كم مرّ عليها من الوقت هكذا حتي غطت في نوم عميق لم تنله منذ فترة طويلة
....................................
كانت تشعر بالسعادة البالغة فاليوم ستقابل والدتها أحمد...ستعلم كم يحبها...ستعرف أن إختيارها له كان أروع إختيار بحياتها...فتحت خزانتها وهي تخرج معظم ملابسها وتضعها علي الفراش حتي إستقر إختيارها علي سروال جينز وبلوزة قطنية باللون الأزرق أبرز بوضوح لون عينيها ثُم رفعت شعرها لأعلي وزينته بفراشات زرقاء وحمراء جعلتها كفتاة مراهقة....لم تضع أي نوع من مساحيق التجميل بينما وجهها يشع بأجمل إبتسامة
نظرت لنفسها بالمرآه في رضا...إرتدت حذائها وخرجت لتجد والدتها تنتظرها في الردهة قابلتها بحنان وهي تقول
ماجدة:بقالي ساعة مستنياكي يا برنسيسة كل ده بتلبسي ؟
إحمرت وجنتاها وهي تقول بخجل
ريما:أنا أسفة ياماما علي ما لقيت حاجة ألبسها.....شكلي حلو ؟
قبّلتها من وجنتها وهي تقول بإعجاب
ماجد:زي القمر ياحبيبتي يلا بقي علشان منتأخرش أكتر من كدا
تأبطت ذراعها وهي تبتسم بسعادة
.........................................
أنهي عمله في الساعة الخامسة والنصف إستقل سيارة أجرة حتي يستطيع أن يصل في الميعاد كان سعيد ومترقب في ان واحد..عماّ سيتحدث وماذا سيخبرها بل بما سيقنعها ولكنه سيفعل المستحيل لكي يُقنعها...نعم سيفعل المستحيل من أجل ريما من أجلها فقط....لم يكن الطريق مزدحم لذا وصل مُبكراً وكم كان ذلك جيداً لأنه كان يريد إستعادة هدوئه بعض الشئ...بعد وقت ليس بالقليل وصلت مع والدتها وكم كانت جميلة في تلك البلوزة التي تبرز عينيها بوضوح....لا يعلم لماذا كُلما مرّ عليه الوقت يشتاقها أكثر ويعشقها أكثر....إنه يشتاقها وهي معه كيف ذلك...إستقبلهم بإبتسامة هادئة
في محاولة فاشلة جداً ألا ينظر لها مباشرة حتي لا ترتبك أكثر يكفيه وجنتاها المحمرتان وشفتاها المرتجفتان
حياهم قائلاً
أحمد:حمد الله علي السلامة
إبتسمت ماجدة هي الآخري
ماجدة:الله يسلمك ياأحمد معلش إتأخرنا عليك
سحب لها كرسياً قائلاً
أحمد:ولا يهمك ياطنط..إتفضلي
لم تنبس بحرف طوال الجلسة فقد كانت تشعر بالتوتر مثله بل أكثر حتي سمعت صوت والدتها الهادئ
ماجدة:ريما ممكن تسبيني شوية مع أحمد؟
نظرت لهما بوجل بينما هو يومئ برأسه مُطمئناً إياها حتي قامت من مكانها بتردد لتجلس علي طاولة قريبة منهم...كانت عيناه مُثبتة عليها أجفل عندما قطعت ماجدة عليه تأملاته قائلة بإبتسامة
ماجدة:هنتكلم شوية وبعدين أجيبها تاني
تنحنح بإحراج وهي يُحيد عينيه بصعوبة حتي يستطيع التركيز....بدأت هي الحديث قائلة
ماجدة:أنا هدخل في الموضوع علي طول...ريما حكتلي علي كل حاجة من البداية وقالتلي كمان إنها قالتلك علي كل حاجة حصلت في حياتها صح؟
إبتسم بتفهم قائلاً
أحمد:أيوة صح أنا عارف كل حاجة فاتت في حياة ريما وأكتر حاجة خلتني أتمسك بيها هي صراحتها معايا في إنها تحكيلي حاجات يمكن لو بنت غيرها كانت إتحرجت إنها تقولها بس لإنها بتحبني فكانت متخيلة إنها متستاهلنيش وكان لازم تعرفني كل حاجة وتسيبلي حق الإختيار
أجابته بتساؤل
ماجدة:وإخترت ؟؟
إلتمعت عيناه بعشق خالص وأسبل أهدابه وهو يقول ببساطة
أحمد:إخترت ريما بشخصيتها اللي فاتت وشخصيتها دلوقتي...أنا حبيت ريما المغرورة وحبيت ريما البسيطة يعني حبيتها وخلاص
شعرت بالصدق في نبراته لذا أحست بالأمان لشعوره هذا وعلمت حقاً أنه هو من سيحمي إبنتها
قالت بإبتسامة مترددة
ماجدة:وأنا عاوزة أقولك إن ريما المغرورة كان ليا إيد كبيرة جداً في تكوينها إنما ريما البسيطة إنت كان ليك إنت دور كبير في تكوينها
أجابها بدهشة
أحمد:أفندم!!
قالت وهي تعتدل في جلستها
ماجدة:يعني أنا يا أحمد اللي خليت ريما بالغرور والجرأة دي أنا اللي وصلتها للي حصل مع اللي إسمه فارس ده..محستش بدوري كأم غير لما باباها كلمني وأنا في فرنسا وبيقولي إنها نزلت تنتقم وممكن تأذي نفسها فعلاً..نزلت وحاولت أمارس دوري كأم وأد إيه حبيت لما قربت منها وجابتني عندك علشان أشكرك كنت مبسوطة أوي وهي سعيدة ويوم عن يوم بتتحسن ولما شفت كل التغيير ده فيها وقالتلي عنك عرفت إنك أكبر سبب في تغيرها للشخصية المتسامحة دي
كان يشعر بالسعادة البالغة وهو يستمع لهذا الكلام مد يديه عبر الطاولة وهو يمسك كفها قائلاً بحنان
أحمد:حضرتك لو مكنتيش وقفتي جنبها وساعدتيها كأم مكنتش هقدر أنا أغيرها صدقيني ياطنط حضرتك ليكي دور كبير في تغيرها يمكن أكبر مني...عاوز أقول لحضرتك حاجة أنا بحب ريما فوق ما تتخيلي وهعمل المستحيل علشان هي تكون سعيدة وأشتغل علي أد ما أقدر علشان تعيش في مستوي مش أقل من اللي هي إتعودت عليه بس محتاج شوية وقت عشان باباها يقبلني
إبتسمت والدموع ملئ مقلتيها قائلة
ماجدة:وأنا هعمل المستحيل علشان تكونوا لبعض لأني هبقي فخورة جداً إن جوز بنتي راجل زيك يا أحمد
تنفس بإرتياح وهو يقول بسعادة
أحمد:حضرتك بتتكلمي بجد؟
قالت بإبتسامة شاسعة وهي تشير لريما أن تأتي
ماجدة:ننادي العروسة الأول ونشوف رآيها إيه
كانت تشعر بالتخوف مما ستسمعه لذا إقتربت بقدم مرتعشة وإبتلعت ريقها وهي تجلس قائلة
ريما:خلصتوا كلام ؟
وضعت ماجدة يديها علي أناملها الرقيقة قائلة بخبث
ماجدة:ها ياعروسة موافقة علي الأستاذ أحمد؟
نقلت نظرها بينهم الإثنين بدهشة شديدة وفم فاغر ضحكت والدتها بشدة وهي تقول
ماجدة:إييه يابت بتبصي كدا ليه مش موافقة ولا إيه؟
ردت بسرعة وإرتباك
ريما:لالالالالا يا ماما مش كدا..قصدي يعني
رد هو هذه المرة قائلاً بمشاكسة
أحمد:طنط عاوزة تعرف إذا كان ينفع توافقي علي حد غلبان زيي؟
إبتسمت بخجل بينما وجنتاها كحبة الفراولة وهي تقول بصوت خفيض
ريما:موافقة
......................................
أنت تقرأ
فى جحر الشيطان
Mystery / Thriller__ هل هذا هو الشيطان فى صورة الإنسان؟! سمعت من يتحدث عن وجود شيطان يتمثل فى صورة إنسان ولكنى لم أتوقع للحظه أنى سوف أقابلةأراه بأم عينى فقد وقعت فى شِركه...رأيته يقتل يذبح يؤذى..بلا مشاعر لا يرف له جفن متحجر القلب،بل إنه ليس لديه قلب فهل أنا فى حلم...