|28|

16.8K 314 6
                                    


وطني أنا

هي..بريئة..مُشاكسة إقتحمتني من الفراغ
هي..دخلت عالمي ببراءة طفلة..ومُشاكسة أنثي
هي..حلقت في سمائي كالعصفور يبحث عن ملجأ من البرد
أخبرتها مراراً وتكراراً أني لست لها بملجأ ولكنها أوقفتني بل ألجمتني بقولها
"أنت ملجأي أنا فقط..بل وطني أنا"
............................................
كانت كلمات تلك الأغنية تصدح في الأرجاء بهذا الوقت المُبكر من الصباح
"تتجوزيني"
في كلام لما بيتقال بيغير كل حياتنا معاه
عنه بيستاهل ندور طول العمر ونستناه
انا من اللحظه دى بقولك اني بحبك اكتر مني
انتي اللي عشانك بكتب شعري انتي اللي عشانها بغني
تتجوزيني
تتجوزيني
مش عايز غيرك فى الحياة اوعى تسبيني
من غير ما اتكلم انتي بتسمعيني
عشانك اطول السما لو حبتيني
انا حاسس ان الكون وياك بشوفو بشكل جديد
الدنيا بتضحك وانتى معايا
تكشر وانتى بعيد
انا شايف فيكى ولادنا ومستقبلنا ودنيا أمان
مهما هنكبر ونعجز هفضل احبك زي زماااااااااان
تتجوزيني
مش عايز غيرك فى الحياة اوعى تسبيني
من غير ما اتكلم انتي بتفهميني
عشانك اطول السما لو حبتيني
انا من اللحظه دى بقولك اني بحبك اكتر مني
انتي اللي عشانك بكتب شعري انتي اللي عشانها بغني
تتجوزيني

أخفضت نظرها للأسفل بقلب خافق..كما توقعت كان يقف مُستنداً علي سيارته عاقداً ذراعيه أمام صدره بإبتسامة جذلي ينظر لها كأنها المرأة الوحيدة بحياته..بخطوات خرقاء مُتعثرة ولكن سريعة هبطت السلالم وقلبها يسبقها له قبل قدماها...أخيراً أصبحت أمامه لاهثة لا يبعد بينهم سوي سنتيمترات قليلة..لاتعلم كيف إمتدت أناملها بخجل لتحط علي صدره..تستشعر نبضات قلبه الخارقة لأضلعه تكاد تخترقها هي...إشتعلت وجنتاها وأسبلت أهدابها وهو يضغط علي أناملها برفق هامساً بالقرب من أذنها بصوت أجش
يوسف:تتجوزيني يا أسيل؟؟
هل يشعر بدوي قلبها الصاخب..أنفاسها المتناغمة مع صدرها الذي يعلو ويهبط..وجنتهاها المتوردتين!!
إبتلعت ريقها بصعوبه وهمسها يصل بالكاد لأذنه فتُعيد له روحه
أسيل:أيوة
لم تعطه الفرصة ليعتقلها بين أحضانه..هربت منه لغرفتها ونيستها..أغلقت الباب مع إنتهاء الأغنية..وضعت كفها علي قلبها علّها تُهدئ نبضاته الثائرة..إبتسامة شقت طريقها بين الدموع..إرتخت قدماها بضعف وهي تقترب من الهاتف الذي أعلن عن وصول رسالة نصية فتحتها بأنامل مرتعشة
ليهبط قلبها بين أضلعها وتشتعل وجنتاها أكثر بكلمة واحدة بها كل المعاني
"بحبك"
وضعت ظاهر كفيها علي وجنتيها وهي تأبي النظر من النافذة بتدلل طفولي!!
إحتضنت الهاتف بسعادة وهي تردد نفس الكلمة كأنه يسمعها
"بحبك..بحبك..بحبااااااااك"
خلعت حجابها وهي تتلاعب بخصلاتها المفرودة علي الوسادة وتتزين شفتيها بإبتسامة حالمة..
.......................................
ظلّ جامداً للحظات..هذه الماكرة تعرف تأثيرها جيداً عليه..لا يعلم هل من الممكن أن يحبها أكثر..إنه يتنفسها كالهواء...إنتظر أن ترد علي رسالته ولكنها لم تفعل..أن تطل من النافذة فتُشبع جوعه الأبدي لها..أيضاً لا شئ
إبتسم وهو يصعد سيارته وتحرك بها وهو يمسك هاتفه يكتب رسالة آخري
"مهما طال الوقت سأنتظرك صغيرتي...لآخر نبضة في قلبي"
.....................................
عاد للمنزل ودخل علي والده الذي سأله بإبتسامة
إبراهيم:ها خلصت مشوارك
جلس علي الفراش بجانبه وهو يُقبل جبينه
يوسف:أيوة خلاص ياحبيبي...يلا بقي نروح مشوارنا إحنا !!
تغضنت ملامحه بألم عميق وعيناه بدموع حبيسة
إبراهيم:وحشتني أوي أوي يايوسف..نفسي اشوفها مرة واحدة
قبّل كفه بحنان وهو يقول
يوسف:ووحشتني أنا كمان أوي أوي يابابا بس مفيش في إيدينا غير إننا ندعيلها بالمغفرة وربنا يدخلها الجنة...هي هتكون مبسوطة لما نكون إحنا كويسين..وصدقني يابابا لما بكلمها بحس إنها بتسمعني أوي بتحسني أوي
إحتضنه بشدة ثُم ساعده بتبديل ملابسه وأجلسه علي الكرسي المدولب ثُم إنطلق للمقابر
بعد حوالي الثلاث ساعات وصلا ترجل من السيارة ثُم ساعد والده للجلوس علي الكرسي المدولب عند الباب توقفت خطواته والصدمه تعتلي  وجهيهما معاً عندما رأي والدته تجلس بجانب قبرها تنتحب بشدة قائلة بصوت متهدج وهي تتلمس حروف إسمها المنقوشة
فوزية:سامحيني يابنتي غلطت في حقك كتير..عارفة إنه مفيش مبرر واحد لكل اللي عملته..الشيطان قدر عليا دخلي من كل حتة بس صدقيني ربنا أخد حقك إنتي ويوسف مني...وهفضل أجيلك كدا كل يوم مش همل أبداً ولا أزهق لحد ما أموت
قبّلت القبر وهي تهم بالرحيل حتي إلتقت عيناها بزوج من العيون التي كانت تأتيها دائماً في أحلامها
عين يوسف كانت هادئة لا تنم عن شئ مما يعتمل بصدرها بينما إبراهيم كانت عيناه تتملئ بالغضب الشديد والإشمئزاز الواضح..وقبل أن تتفوه بكلمة واحدة هدر بها بغضب
إبراهيم:إنتي بتعملي إيه هنا عاوزة إيه؟؟؟
أخفضت بصرها للأسفل ومازالت الدموع تنهمر
فوزية:أنا باجي هنا كل يوم بقالي سنين مغبتش ولا يوم...باجي أشوف بنتي وأتكلم معاها ومش هبطل أجي هنا لحد ما أموت
هدر بها قائلاً
إبراهيم:كانت فين بنتك لما إتخليتي عنها وبعتي كرامتها سنين...كنتي فين لما إنتحرت وسبتيها وروحتي مع الحيوان اللي كان السبب في موتها هااااا كنتي فيييييييييين .؟
لم تستطع أن تقول كلمة واحدة وهي تعلم ان معه كل الحق في كلماته..فقد باعت إبنتها وقتلتها مرتين عندما تخلت عنها وعندما عاشت مع هذا الحقير...أضاعت حياة إبنها الذي تعلم جيداً أنه يمقتها..إزدادت دموعها وهي تري يوسف يضع كفه علي كتف والده قائلاً بهدوء مُتحاشياً النظر نحوها
"يوسف:خلاص يابابا لو سمحت هي جاية تشوف بنتها زي ما بتقول ومحدش فينا يقدر يمنعها "ثُم قال لها
ولو كنتي خلصتي عاوزين إحنا كمان نقعد معاها ونكلمها لوحدنا
لو كانت الكلمات تقتل لماتت في حال من نبرته الفاسية والباردة في نفس الوقت لذا تحركت مُطأطأة الرأس خذلاناً وخيبة ثُم همست بجانب أذنه
فوزية:لو فيه أي حاجة حلوة في قلبك ليا...حاول تسامحني
لم تنتظر رده بل هربت من حياته وإلي الآبد هذه المرة
"تمتم بخفوت يصل لمسامعه هو فقط"ربنا هو اللي بيسامح..ربنا يسامحك
عادا للإسكندرية عندما قارب الوقت علي صلاة المغرب...أوصل والده للمنزل وأخبره أنه سيذهب لمقابلة الشيخ محمد الذي ساعده كثيراً في الآونة الآخيرة وربما يأتي به لمقابلته...دخل المسجد كأنه لم يتركه..لازال يجلس في زاويته المفضلة وبيده المسبحة الخاصة به يتمتم بذكر الله...إقترب منه وإبتسم قائلاً
يوسف:ممكن أقعد معاك شوية ؟
تهللت أساريره وهو يحتضنه قائلاً
محمد:يوسف..حمد الله علي السلامة ياحبيبي..وحشتني اوي
إحتضنه بدوره ثُم جلس جانبه قائلاً
يوسف:وحضرتك وحشتني أوي والله...أنا أسف جداً إني إتأخرت عليك بس كان لازم أرجع إنسان من غير شوائب قبل ما أدخل هنا تاني
ربت علي كتفه ثُم تأمل عيناه الصافية والتي تنضح بسعادة ونقاء ثُم قال
محمد:واضح إن الماضي إنتهي بكل مساوئه ورجعت مرتاح من تاني
إبتسم قائلاً
يوسف:من أول مرة شوفتني فيها وإنت دايما بتحس بيا من غير حتي ما أتكلم (ثُم أردف بإمتنان) الحمد لله الماضي بالنسبالي إنتهي وده بفضل ربنا ثُم فضلك
زفر بإرتياح وهو يقول بسعادة
محمد:أنا مبسوط أوي عشانك يا يوسف ربنا يكرمك كمان وكمان يابني
هز رأسه قائلاً
يوسف:ياااااارب....كنت عاوز أطلب من حضرتك طلب ممكن؟
أجابه علي الفور
محمد:طبعاً ممكن إتفضل
يوسف:بابا نفسه يتعرف عليك بس هو تعبان ومش بيقدر ينزل من البيت كتير علشان كدا لو ينفع حضرتك تيجي معايا تقعد معاه شوية
إبتسم وهو يقف ليستعد للصلاة قائلاً
محمد:أكيد طبعا...بس بعد ما نصلي المغرب الأول
وهكذا كان بعدما أدي صلاة المغرب أخذه وذهب للمنزل قدمه لوالده الذي سعد جداً بصحبته بل كانت بينهم إهتمامات مشتركة مما أسعده بشدة وهو
" يستأذن منهم لمقابلة صديقه "مازن
قابله بإبتسامة ذابلة بادره بالسؤال
مازن:مالك شكلك تعبان ؟
أومأ رأسه بالإيجاب قائلاً
يوسف:أيوة وانا بزور إسراء أنا وبابا قابلنا ماما؟
رد بصدمة
مازن:مش معقول كانت عندها!!
ضحك دون مرح قائلاً
يوسف:تخيل رايحة تزروها والأكتر من كدا إنها بتقول إنها بتيجي بقالها سنين كل يوم من غير إنقطاع
ربت مازن علي كفه قائلاً بحنان
مازن:طيب متزعلش نفسك يمكن ندمانة يا يوسف بجد
للحظات ظنه لن يرد إلا أن صوته المتألم جاء
يوسف:لو كنت آسر كنت مهتمتش بيها وعملت اللي ميتعملش علشان أجرحها وأأذيها..بس دلوقتي مش عارف أعمل اي حاجة غير إني اقول ربنا يسامحها
رد عليه بهدوء مشاكس
مازن:ربنا يسامحها..مضطر أسيبك أنا دلوقتي عشان هتكلم مع بابا وماما في موضوعك
تبدلت ملامحه في لحظة للإضطراب قائلاً
يوسف:بجد هتكلمهم إنهردة !!
أجابه بإبتسامة
مازن:اه والله دول مستنيني في البيت أصلاً (ثُم قال بتأفف مصطنع)وإنت ياخويا باللي عملتوا إنهردة نادين عمالة تقولي إعملي زيه أقولها يابنتي ماحنا إتجوزنا تقولي مليش دعوة
ضحك هذه من قلبه قائلاً
يوسف:خلاص إتجوزها تاني
قام من مكانه قائلاً
مازن:إمشي ياعم من هنا ربنا يخليك قال أتجوزها تاني قال ده أنا طلع عيني في الجوازة الأولانية علي ما البرنسيسة وافقت....
أوقفه يوسف بتردد قائلاً
يوسف:مازن تفتكر باباك ممكن ميوافقش أصل أنا حسيته مش مرتاحلي كدا
ربت علي كفه قائلاً بهدوء
مازن:متقلقش بابا بس شايفك غريب وبعدين عمره ما سمع عنك وهو عارف معظم صحابي هو محتاج بس شوية تاكيد مني ويعرفك أكتر بس
زفر بإرتياح وهو يقوم بدوره
يوسف:من فضلك تكلمني أول ما تخلص انا مش هنام هستني تليفونك يا مازن..ومتشكر بجد علي كل حاجة عملتها معايا
إحتضنه مازن قائلاً
مازن:ولا يهمك كفاية إني عارف إنك هتحافظ علي اسيل وتحميها بحياتك...سلام دلوقتي وعلي تليفون بقي
...................................................
عندما عاد للمنزل أخبرته نادين ان والده ينتظره في غرفة المكتب مع والدته قابلته أسيل بتوتر ملحوظ بينما هو يحتضنها مُطمئناً إياها وأخبرهم أن يذهبوا للحديقة مع آسر حتي يعود لهم بالأخبار السعيدة
أخذ نفساً عميقاً وهو يطرق الباب ثُم يدخل جلس علي المقعد المقابل لوالده قائلاً بإبتسامة
مازن:معلش يا جماعة إتأخرت عليكم بس أصلي كنت قاعد مع واحد صاحبي
ردت سميحة بإبتسامة هي الآخري
سميحة:ولا يهمك ياحبيبي المهم إيه الموضوع اللي كنت عاوزنا فيه؟
تنحنح وهو ينظر لوالده بالتحديد
مازن:أسيل جايلها عريس"إبتلع ريقه وهو يُكمل" والعريس ده يبقي يوسف صاحبي اللي كان هنا إمبارح
إبتسمت سميحة بحنان قائلة
سميحة:أنا شايفة إنه ولد كويس معرفش ليه حاسة إني أعرفه من زمان المهم إنه دخل قلبي وخلاص
باغته ياسر بالسؤال قائلاً
ياسر:إنت تعرف صاحبك ده بقالك أد إيه يا مازن علشان يطلب إيد أسيل بالسرعة دي
أسبل أهدابه مُجيباً بهدوء
مازن:أعرفه من سنين يابابا منا قلت لحضرتك إنه صاحبي من أيام ما كنت في أمريكا وملحقتش أكلم حضرتك عنه بسبب الظروف اللي كنا فيها وقتها بس لما رجع من سنة وعرف إني إتجوزت جه باركلي في العيادة ووقتها اسيل كانت عندي وأُعجب بيها وكلمني وقتها بس محبش الموضوع يبقي رسمي غير لما يكون نفسه يعني
ياسر:طيب وهو بيشتغل إيه؟
مازن:فاتح مكتب محاسبة هنا في إسكندرية بإسمه
ياسر:طيب وإنت تعرف عيلته كويس !!
أجابه وهو يبتلع ريقه ربما للمرة الثالثة
مازن:أيوة باباه كان بيشتغل محاسب في شركة كبيرة وطلع ع المعاش لما تعب ومبقاش يقدر يمشي..كان أخت صغيرة بس ماتت في حادثة  وهي في ثانوي
شهقت والدته شهقة صغيرة
سميحة:ياحبيبة قلبي أكيد مامتها كانت هتموت وراها
كان علي وشك البوح بما في صدره ولكنه تمالك نفسه دون أن يرد
بينما رد والده قائلاً بتأثر
ياسر:الله يرحمها ومامته فين؟
رد أيضاً دون أن يرفع نظره
مازن:باباه طلقها من وهما صغيرين لسه ويوسف محاولش يسأل لأن باباه رفض ببساطة إنه يتكلم في الموضوع ومامته محاولتش تسأل عنهم أصلاً علشان كدا يوسف بعد ما أخته ماتت أخد باباه وسافر
بعد تفكير قليل رد ياسر
ياسر:ممممممممم طيب ناخد رأي أسيل ونشوف
تهللت أساريره قائلاً
مازن:الحقيقة أنا سألتها قبل ما أكلمكم علشان لو مش موافقة يعني خلاص..بس طلعت موافقة ومبسوطة كمان
سميحة:مش بقولك أنا حبيت الولد ده ودخل قلبي من غير إستئذان
ضحك ياسر قائلاً
ياسر:يعني أطلع منها أنا بقي؟؟
صحك مازن بدوره
مازن:لا إزاي ده إنت الخير والبركة يابابا...بعد إذنك حضرتك هكلمه ييجي بكرا هو وباباه؟
رد عليه بدهشة
ياسر:بكرا إزاي يابني إنت إستني يومين تلاته
رد سريعاً
مازن:لا يومين تلاتة إيه الواد مستعجل يابابا وبعدين أنا أضمنله ليك برقبتي والله وهو اللي هيحافظ علي أسيل ويحميها يبقي خير البر عاجله
ما تقولي حاجة يا بطة؟؟
إبتسمت سميحة وهي تربت علي كتفه قائلة
سميحة:روح ياحبيبي فرح أختك وصاحبك
قبّلها من وجنتيها وخرج سريعاً دون أن يسمع رد والده
ياسر:إيه اللي بتقوليه ده يا سميحة
أجلسته مرة آخري علي الأريكة قائلة
سميحة:ياحبيبي إنت مش شايف أسيل مبسوطة إزاي وبعدين مازن بيشكر فيه جداً والولد محترم ثُم أكملت
سميحة:صدقني يا ياسر انا حاسة أن أسيل هتكون سعيدة معاه معرفش ليه...بس خلينا نوافق المرادي ونمشي ورا مازن ونشوف النتيجةنتفست الصعداء عندما قال بإبتسامة ياسر:اللي تشوفيه والولد فعلا مش وحش أوي يمكن انا بس عشان معرفوش كويس
..................................
كانت تزرع الحديقة ذهاباً وإياباً ونادين تضحك عليها وهي تُداعب آسر قائلة
نادين:شايف خاتو ياحبيبي هتجنن قريب والله
جدحتها بغضب وهي تقترب لتضربها علي كتفها بحنق بينما الآخيرة تُكمل قائلة
نادين:يابنتي متخافيش مازن مش هيسيبهم غير لما يقتنعوا
كانت علي وشك الرد ولكن سبقها مازن قائلاً بمرح وهو يحمل آسر الذي تحرك ناجيته بمجرد آن رأه
مازن:بالظبط كدا وأهو مازن مسابهومش غير لما إقتنعوا أي خدمة يا ست سيلا
إنتفضت من مكانها وهي تجري عليه تحتضنه وتُقبله من وجهه بينما الصغير يقول يحنق طفولي
آسر:خاتو خاتو فصعتيني
إنفجرت في الضحك وهي تحمله وتُقبله
أسيل:حبيب خاتو  وحياتها والله
ضربها مازن بمرح علي مؤخرة رأسها
مازن:يابنتي إنتي أختي أنا إفهمي بقي يعني المفروض يقولك ياعمتو مش خالتو هتبوظي فهم الواد
قالت بإبتسامة
أسيل:أيوة بس انا بحب خالتو أكتر من عمتو وبعدين عادي منا أخت نادين بردوا (ثُم نظرت لنادين وهي تقول له ) إعترض بقاااااا؟
وجد نادين تجدحه بغضب مصطنع فرفع ذراعيه دليل علي الإستسلام قائلاً
مازن:مقدرش أعترض أصلاً ياختي..عن إذنكم بقا علشان أطمن اللي مستنيني علي نار ده
........................................
كان ينظر للهاتف بين الفينة والآخري يشعر أنه بإنتظار نتيجة الإمتحان..خائف..متوتر..ماذا إذا لم يستطع مازن إقناع والديه...لا سيموت إذا لم تكن له حتماً سيموت...فهي من إنتشلت روحه من الضياع لا يستطيع حقاً لا يستطيع أن يتركها هكذا...أوقف سيل أفكاره صوت هاتفه
فتحه علي الفور وهو يأخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول
يوسف:أيوة يامازن..ها عملت إيه..وليه إتأخرت كدا طمني!!
ضحك بشدة قائلاً
مازن:حيلك حيلك براحة يابني..إطمن ياسيدي كله تمام..وتعالي إنت وباباك بكرا تمام؟
أفرجت شفتيه عن إبتسامة واسعة وهو يقول
يوسف:الحمد لله الحمد لله....نيجي إمتي طيب؟؟
مازن:مممممم بعد المغرب تمام؟
أومأ برأسه قائلاً وقلبه يخفق بعنف
يوسف:تمام جداً جدً..متشكر أوي أوي يامازن بجد إنت رجعتلي روحي تاني
إبتسم قائلاً بمشاكسة
مازن:بس ممكن أخدها تاني لو زعلت اسيل
ضحك هذه المرة من قلبه قائلاً بصوت أجش
يوسف:أموت قبل ما أزعلها في يوم....(ثُم أردف بتردد) مازن هو أنت قلت لباباك إيه عني؟
مازن:قلتله اللي إحنا متفقين عليه من يوم ما إنت جيت متقلقش كله هيكون تمام إن شاء الله...بص مضطر أقفل معاك دلوقتي بقي علشان آسر بينام خالص ولازم نروح
إبتسم بحنان
يوسف:طيب تمام...بوسهولي بقي لحد ما أشوفه بكرا ....سلام
أغلق الهاتف وهو يشعر أن روحه تعود له رويداً رويداً  ولكن سعادته لن تكتمل إلا بوجودها في منزله..تتنفس هواءه..تتناول طعامه..ينعم بأنفاسها بأحضانه
تسكن جسده وروحه..
دخل لوالده والإبتسامة تُزين وجهه قائلاً
يوسف:مازن إتصل بيا وقالي علي معاد نزورهم فيه بكرا بعد المغرب حضرتك موافق ؟
إبتسم وهو يري سعادته التي تنضح بوجهه
إبراهيم:طبعاً موافق ياحبيبي...ربنا يسعدك ويهنيك يارب
قبّل رأسه بحنان
يوسف:ربنا يخليك ليا يارب وميحرمنيش منك أبداً يابابا
....................................................................

فى جحر الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن