|16|

15.6K 409 7
                                    


فراق لم يحن بعد
_______________

في غيابات عقلي هذا الفراق حتمي ولكن هذيان قلبي لا يقبل به إطلاقاً لقد إقتحمتِ صحراء قلبي القاحلة لتروي رمالها بزهور قلبك الصافية إذاً حتي لو أن هذا الفراق حتمي فلن تغادر جذورك أرضي مهما طال الزمان..ها هنا داخل هذا القلب القاسي تكمن زهور ترويه حناناً وحباً كلما أراد.
فراقنا لم يحن بعد حبيبي حتي لو أردت أنت أن تنفيني سيحدث ما يجعلني قريبة منك لا أستطيع الفكاك فأنت أميري وأنت ملهمي  فكيف الخلاص منك ، أعشق قسوتك أهيم حباً بجفاءك..هكذا أنا قررت وإنتهي الأمر فراقي بك لم يحن بعد.

_____________________

كانت تشعر بالغرابة من حالها ومما هي فيه ولكنه مثير للفضول بشده كانت بداخل سيارة الأجرة تتذكر ما حدث من خمسة عشر دقيقة وعلي شفتيها إبتسامة بلهاء لا تستطيع محوها مهما تصنعت الجدية...
أحمد:إتفضلي إقعدي
تمتمت في إحراج وخجل...
ريما:متشكرة أنا أسفه علي الإزعاج مرة تانية أنا كنت جاية أعتذر بس.
رد بحزم وهو يشير للمقعد المجاور له...
أحمد:إتفضلي إقعدي أنا متعودتش أما يجيلي ضيف ما ياخدش كرم الضيافة.
هكذا وبكل بساطة إمتثلت لطلبه بدون مناقشة ربما لأن لم يكن طلب من الأساس
بإبتسامة رضا وهدوء شديد سألها...
أحمد:تحبي تشربي قهوة ولا شاي ؟
ريما(وهي تنظر للأرض):قهوة سكر زيادة لو سمحت.
أومأ برأسه بهدوء وذهب بدون كلمة آخري
شعرت بالغرابة كيف يتعامل معها هكذا بكل هذه اللباقة وهي من تسببت في تركه لعمله دون أن يكون له أدني ذنب، شعرت بالخجل من نفسها وأن ما فعلته الأن بالإعتذار له هو أكثر شئ صحيح قامت به منذ عودتها للقاهرة،قطع عليها حبل أفكارها قائلاً بمرح...
أحمد:أظن لو القهوة وقعت علي هدومك المرادي مش هيكون بسببي.
نظرت له بعدم فهم فأردف قائلاً...
أحمد:إنتِ بتسرحي كدا علي طول بقي؟
إحمرت وجنتاها وردت عليها بإبتسامة مرتبكة صادقة...
ريما:أنا متأسفة بجد علي اللي حصل مني وقتها مكنش المفروض أكلمك كدا أبداً وأنا اللي غلطانه.
رد عليها بإبتسامة وهو يضع الصينيه علي المنضدة امامهم...
احمد:ولا يهمك حصل خير كفاية إنك جيتي لحد هنا ودورتي عليا ده معناه إنك إنسانة محترمة وده مش من طبعك أصلاً.
تفاجئت من كلامه كيف يكون بهذا الإحترام والذوق وهي من كانت فجة في كل تعاملاتها وها هو يظن بها الخير، قطع عليهم حديثهم رنين هاتفها المستمر عندما عرفت هوية المتصل ردت علي الفور...
ريما:لحظة واحده..ألو أستاذ أشرف أنا أسفه بجد إني إتأخرت عليك..إيه مش معقول؟..لأ لأ لأ طبعاً ربع ساعة وأكون عندك ..ميرسي سلام.
أغلقت الهاتف وهي تشعر بسعادة مضاعفة أرتشفت القليل من القهوة ونظرت له في إمتنان ثُم قالت وهي تقوم...
ريما:متشكرة أوي علي القهوة وعلي حسن ضيافتك وأسفه مرة تانية علي الإزعاج انا مضطره أمشي دلوقتي.
قام هو الآخر ورد عليها بإبتسامته الجميلة...
احمد:ولا يهمك وكفياة إعتذارات بقي بس ممكن أعرف إسم البنت اللي هزأتني من كام يوم.
ضحكت بشدة فضحك هو الآخر ويا ليته ما فعل فكشف عن أجمل إبتسامة ساحرة صادقة نابعة من القلب لم تراها من قبل
إرتعشت بإرتباك وإحمرت وجنتاها من أفكارها إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تمد يديها في خجل...
ريما:إسمها ريما ماجد.
مد يديه هو الآخر بإبتسامة هادئة...
أحمد:وأنا أحمد محمود..إتشرفت بمعرفتك أنسه ريما.
ريما:وأنا أكتر.
وهكذا أوصلها إلي خارج المنزل حتي وجدت سيارة أجرة وعندما تجرأت وسألته إذا كانت ستراه مرة آخري أجابها بكلمة واحدة (سبيها لصدفها)هكذا وإنتهي الأمر..هل شعرت كما شعرت الأن من قبل ، شعرت بالغباء والإرتباك والتوتر من كل ما يقوم به..إستيقظت من أفكارها البلهاء علي صوت السائق يخبرها بنزق عن وصولها أعطته حفنة من المال وترجلت صوب الكافيتريا التي ستلقي بها أشرف،دلفت مهروله...
ريما:إزيك يا أستاذ أشرف..متأسفه ع التأخير كنت في مشوار مهم.
أشرف(بإبتسامة):ولا يهمك إنهردة يوم إحتفالنا علشان كدا مش هزعل منك..وعندي ليكِ مفاجأه كمان.
لمعت عيناها ببريق السعادة ثُم قالت في لهفة...
ريما:بجد! إيه هي.
ناولها ورقة من جيب بنطاله وهو يقول...
أشرف:ده ياستي تصريح بالزيارة لياسين
إختطفت الورقة في لهفة وفرحه وإنتصار وهي تقول...
ريما:يااه..أخيراً هروحله وأوريه أن كما تدين تدان بجد متعرفش أد إيه انا مبسوطة.
أشرف(بإبتسامة):وأنا كمان مبسوط أوي (ثُم أردف بتردد):كنتِ عاوزة تشوفي نسمة مش كدا؟
تشنجت كل عضلة في جسدها وتألم قلبها للذكري ولكنها إبتلعت ريقها ردت في ثبات...
ريما:أيوة ياريت.
أشرف:خلاص بكرا بعد المقابلة بتاعة السجن هوديكي.
هكذا وبدون مقدمات قررت أن تتخذ طريقها نحو علاج إبنته..ربما من خلالها تستطيع أن تبني إنسانة جديدة أكثر نقاءاً مما كانت عليه.

فى جحر الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن