بِداية

18.5K 951 808
                                    

كانت واقفة خلفي ورفَعَت المقصّ ليلمع فوقي فأغمضت عيني بقوة حتى لا أشعر بالكارثة لكن لا فائدة فخصلات شعري تسقط من فوق جبيني وتنزلق وتقشعر جسدي.
بقيت على هذه الحالة لدقائق وصوت المقص يخيفني إلى أن صاحت متخصرة بنصر "أنهيت!"

رفعت جفني سريعاً لأنظر لنفسي في المرآة، اتسعت عيني لأهمس "تبّاً لي..."

استدرت نحو أمي ومازلت مصدومة وأشرت لرأسي قائلة "شكراً سيدة كايلا إنها رائعة وإحترافية... لكن تبّاً لي لم أكن أعلم أن شكلي لن يعجبني بها"

أطلقت ضحكة وهزت يدها بلا مبلاة "لا بأس سينمو سريعاً!" زممت شفاهي فلم يفدني كلامها ومازلت أشعر بالندم لأني اخترت هذه التسريحة ذات الغرة المزعجة.

لأجد أختي الكبيرة نيكولي قد وقفت خلفي بأعين متسعة، أجهشت بالضحك لتصيح "ما هذا تبدين كالليمون الأسود مع هذه التسريحة القديمة تبّاً!" حرّكتْ شعرها الأسود المموج الطويل بغرور لتتابع "لا بأس سينمو صحيح؟"

استدرت أنظر لها ببرود "لا يوجد ليمون أسود يا ذات الذكاء الواضح، اهتمي بشؤونك أنتِ والبثرة الكبيرة على جبينك"

وضعت يدها على جبينها وصرخت بهلع "ماذا بثرة!!" ركَضَت للخارج، تبسّمتُ بنصر لتتنهد أمي وتهمس "متى ستتوقفان عن مضايقة بعضكما"

أجبت بينما أُعدل غُرّتي "هي من بدأت"

ذلك اليوم ولأول مرة قررت أن أنظر في المرآة كثيراً حتى أعتاد على نفسي بهذه القَصّة، لكن أختي مهووسة الجمال وضعت على وجهها مئة قناع منزلي الصنع لتزيل البثرة رغم أني كنت أكذب لأزعجها فقط ولكنها تستحق ذلك حتى لا تسخر مني مجدداً.

***★****★***

أشكر الشخص الذي اخترع الموسيقى والسماعات، بدونها لكنت سمعت شجار أختي وأمي يومياً كل صباح إلى ما لا نهاية.

كانت والدتي تصرخ بصخب وغضب "أين الخضار التي اشتريتها بالأمس!! ألا تفهمين أنها للأكل وليست لوضعها على الوجه!"

صرخت نيكولي "تحدثي إلى مارسلين هي من كذبت علي!"

"ليس من شأني ستشترين الخضار من مصروفك وإلا سأحرمكِ من كل شيء!"

"أياً يكن!"

ارتديت معطفي والأغنية في رأسي تقول بعيداً بعيداً خذيه... فأنا لست من تخافيه
أنا قدركِ السرمدي... الأبدي

حملت الحقيبة على ظهري وخرجت إلى مدرستي حيث علي القطع من مخفر الشرطة حتى أصل إليها، ذلك المكان المليء بالشرطة ذوي الأطوار الغريبة.

|| الثقب ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن