سحبت الصورة منه بخفة وحدقت بالصبي الذي بجانبي جيداً لكني لا أتذكره أبداً، من يكون! أريد أن أعرف لمَ قامت أمي بإخفائه مِن الصورة!
كانت نيكولي قد أنهت حمل الأطباق ووقفت بجانبي الآخر فسمعتها تهمس "ليو"
تحققت ما إذا كانت أمي بالقرب فنظرت لأختي لأسألها بخفوت "أتعرفين هذا الصبي!؟"
ركّزت بتفاصيل الصورة عاقدة حاجبيها كأنها تحاول تذكر شيء فأجابت "لا أدري... أذكر فقط إسمه" أخذت الصورة من يدي وقلبتها فوجدنا خلفها _تحديداً خلف الصبيّ_ عبارة مكتوبة بأخطاء إملائية وخط رديء
.L.M.N نحن فريق واحد إلى الأبد، وعندما نكبر سنعثر على الكنز الذي تحدث عنه أبي في العلية المخيفة
هزت نيكولي رأسها وهمست "ربما ليس على أمي أن تعرف هذا" وأعادت الصورة كما كانت وفي نفس اللحظة عادت والدتي من المطبخ وفي يدها التحلية فابتسمت وصرحت "أول مرة أركما مهتمتين بصوركما القديمة لهذه الدرجة"
أجاب ستيرك "كنت أحتاج لمن يخبرني حكايات هذه الصور"
أشعر أنه يحاول إنقاذنا بهذه الإجابة ولكن مما؟ باتت لدي الكثير من الأسئلة التي لا أستطيع نسجها بجمُل الآن ولكن... ما المقصود بالكنز الموجود بالعلية؟، تبادلت النظرات مع نيكولي ثم قررنا التصرف بشكل طبيعي إلى أن رحل ستيرك وصعد كل منا لغرفته لهذا كانت فرصة جيدة لنتناقش عما رأيناه.
جلست على سريرها وكانت هذه لحظة نادرة من تبادل الأسرار بيننا وأخذنا نحلل الكثير من الأمور وتوصلنا لأن هذا الصبي كان صديق مقرب لنا وأنه هو من كتب ذلك خلف الصورة.
استطردت بعدما صمتنا طويلاً "أهو أمر طبيعي أم أننا نضخم الأمور... أقصد ماذا لو كان لديكِ أطفال والتقطت لهم صورة مع طفل ليس ابنك، هل ستزيلينه من الصورة؟"
ابتلعت نيكولي ريقها وكانت المرة الأولى التي أرى بوجهها القلق فتلفظت "عندما رأيت صورته سمعت صوته أيضاً في رأسي وأعتقد أني أتذكر شكل والدته بعض الشيء، أذكر أن أمي كانت جالسة معها في حديقة البيت... وصراخنا ونحن نلعب ونركض خلف بعضنا وصوتي وأنا أكرر إسمه... ليو... للمرة الثانية... أنا أشعر أن أمي تخفي عنا شيء آخر"
بللت شفاهي باِستغراب لأسأل "ماذا تقصدين بأنها تخفي شيء آخر؟"
"أعني أنها تخفي عنا شيء آخر غير إخفائها لوالدنا"
أطلق قلبي خفقة قوية عندما ذكرتني بأمره، لم يكن في بالي أبداً لكن حقاً قامت أمي بمحوه من ذاكرتنا كلياً حتى أننا لا نعرف إسمه أو أقرباءه ولم يسبق لي أن شعرت أنني أحتاج إلى والد... لقد فَعَلَت الكثير حتى تجعلنا ننساه ولكن ما الهدف!
أنت تقرأ
|| الثقب ||
Actionلقد سقط في حياتي كقطرة سُمّ حُلوة المذاق، ولم أتمكن من أن أخبرهم عما يخفي هذا الرجل وراء ابتسامته... 1# في الحركة والأكشن 1# في الفكاهة 2020/3/11 (نقية)