٢

8.9K 744 723
                                    

جميع المراهقين في عمري ينامون طوال اليوم في إجازتهم لكن أنا أتشارك بالغرفة مع أكبر مزعجة بالعالم وهي أختي نيكولي.

كانت تتحدث بالهاتف مع صديقتها وتضحك بصوت مرتفع فاِستيقظت باِنزعاج ووجدتها تقول "ليتني أستطيع دعوته... صحيح أخبرني أنه يريد أن يقدمني لعائلته أي أنه جاد بشأني... يجب أن ألتقط له صورة يوماً حتى ترينه لأنه حقاً وسيم_"

قاطعتها بصراخ "تعلمين أنه لا يوجد شيء بجمال اختفائكِ من الكوكب عندما أنام!!"

أكملت حديثها وتجاهلتني مضيفة "لا تهتمي إنها أختي الغبية مارسلين... صحيح ماذا عن حبيبك!؟"

تأففت ونهضت لأغسل وجهي وأتجه للمطبخ فلم أجد أمي ولم أجد الفطور بل كانت هناك ورقة بخط يدها على البراد فسحبت سكين من الأدراج وبدأت ألعب بها وأرميها وألتقطها مجدداً وأمارس هوايتي الخطيرة التي تمنعني عنها بينما أقرأ...

يا بنات آسفة لأني لم أُعِدّ الفطور لكني تأخرت عن عملي الجديد، رجاءاً أخرجا واشتريا ما على القائمة، أحبكما.

كانت القائمة أسفلها ممتلئة وعندها تذكرت أن أمي وجدت عمل إضافي تقوم به حتى توفر المال لأنهم أخفضوا راتبها، ويبدو أن عملي الآن هو أن أشتري تلك الأشياء لأن أختي يستحيل أن تنفّذ شيء.

لهذا أوقفت عبثي بالسكين ورتبت شعري بيدي بسرعة وأخذت المال وخرجت أدور في المتاجر، ثم حملت كل تلك الأكياس الهائلة لوحدي كالعادة، شعرت كأن ذراعي توشكان على الإنفصال من جسدي.

وفورما خرجت من المتجر سمعت صوت سيارة تتوقف خلفي فجأة، كان ذلك ستيرك وأعطاني ابتسامة كبيرة فورما رآني، خرج من العربة ليتجه نحوي قائلاً "يا إلهي لقد بحثت عنكِ في كل مكان! سعيد لرؤيتك!"

لا أدري إن كنت سعيدة لرؤيته أيضاً لأن كل ما أفكر فيه هو توصيل هذه الأكياس للبيت وإعطاء الرحمة لذراعي فابتسمت بخفة حتى أوهمه بأني بخير لأجيب "أهلاً بك... لماذا كنت تبحث عني"

"كأنكِ استيقظتِ للتو يا حُلوتي!"

همهمت بملل وابتسامة حمقاء لأنه تجاهل سؤالي ولم يركز سوى في شعري المبعثر وملابس البيت الفوضوية التي خرجت بها فصرحت "أجل أنا على عجلة"

"هل تحملين كل هذا لوحدك! يا إلهي أليس لديكِ من يساعدك، دعيني أوصلك"

نظرت للأكياس الهائلة في يدي وبالفعل كنت أحتاج للمساعدة خصوصاً أني سأقضي ساعة حتى أصل على هذه الحالة وقبل أن أجيبه وجدته يأخذ الأكياس من يدي ويضعهم في السيارة فتنهدت براحة وحركت كتفي المتعبان قائلة "شكراً لك لقد جئت لي من السماء"

"لا شكر على واجب، أرى أنكِ بمزاج جيد اليوم، لقد كنتِ غاضبة في أول لقاء لنا"

تجاهلت عباراته الأخيرة وابتسمت لأن دوام المدرسة يجعلني غاضبة وأرغب بضرب كل من في طريقي لكني لست مضطرة لأن أبرر له كل شيء، صعدت معه بلا مبالاة للأخطار التي قد يفعلها إن كان رجل سيء، أنا أثق بقدراتي البدنية والصراخية أيضاً، سيكون ذلك أفضل من أن أخسر كل من ذراعيّ ثم بدأ بالقيادة فسألته مجدداً "لم تخبرني لمَ كنت تبحث عني"

|| الثقب ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن