٩

4.9K 628 166
                                    

لعقت شفاهي وحاولت البدء بمقدمة جيدة "... أنت تعرفني منذ وقت طويل وقد اكتشفت أشياء خطيرة عنك... أقصد أنه عليك إخباري ما هي قصة ذلك الهاتف الذي يحتوي على صوري وأختي وليو"

تحسست بعض الصدمة في وجهه لكنه حاول التهرب وهو يجر الأريكة الفردية لتصبح قريبة من سريري فجلس هناك وأخرج علبة لنفسه ليقضم قطعة البيتزا فرفعت حاجبي كسؤال وهو يمضغ ويتجنب النظر إلي وأوشك على قضمها ثانية ليصيح "حسناً حسناً! لا يمكنني إخبارك بكل شيء دفعة واحدة... يمكنني البوح بشيء صغير لكن لا تغضبي مني ولا تعتقدي عني أي شيء!"

أومأت منتظرة سماع ما أشعلني فضولاً طوال هذه المدة فاِستطرد "كل الصور التي تبدين فيها في الخامسة عشر وما فوق... أنا من التقطتها..."

لم أشعر بصدمة كبيرة وكأني كنت أعرف ذلك لكني أردت أن يخبرني المزيد فقلت بجدية "ماذا عن باقي الصور، ماذا عن الشخص الذي اتصل بي، ماذا عن ليو، ولماذا تلتقط لنا الصور!؟"

رفع حاجبيه وازدادت ملامحه جدية فاِقترب بعض الشيء ليتفوه "رجل اتصل بكِ؟ لم تخبريني بشيء كهذا!"

تنهدت بتكاسل وأخبرته القصة مختصرة الكلام فحرك الأمر تفكيره قليلاً "بدأت أشك بالكثير من الناس لكن... سيندمون" تناول شطيرته بينما يتجه للتلفاز ليقوم بتشغيله فصُحت "لكنك لم تجب على باقي الأسئلة!"

جلب جهاز التحكم وتابع "من الأفضل ألا تعرفيها... الأمر معقد جداً ولن يكون الموقف بصفك"

دحرجت عيني بملل وهو جلس مجدداً بينما يقلب القنوات فأردف "لمَ لا تأكلين؟"

دفعت العلبة إليه قائلة "ليست لدي شهية"

رفع حاجبه ليسأل "ليست لديكِ شهية أم تحاولين إغاظتي؟"

استلقيت مكاني قائلة ببرود "دعني وشأني، سأتذكر كل الأشياء التي فعلتها سابقاً بدون تفكير، وإلى أين أوصَلَتني"

"قولي مباشرة بأنكِ نادمة لأنكِ صعدتِ سيارتي"

تمتمت مكررة كلامه بسخافة وأغمضت عيني رغم أني لا أريد النوم لكني لا أريد فتحهما فسمعت ضحكة خافتة قريبة للاِستهزاء من ستيرك وتغيرت نبرته للإحباط والحزن "منذ أن عرفتِ من هو ستيرك إيليغوس وحتى الآن... لم تتعاملي معي على طبيعتك ولم تبتسمي لي بصدق"

حدقت فيه مجدداً ومستغربة من هذا الكلام لكن عندما استرجعت ذكريات هذه الفترة أدركت أنها بالفعل أسوأ فترة في حياتي ولم يكن لدي متسع من الوقت لأستمتع أو أن أشعر بالراحة
لكن ستيرك ليس له الحق بأن يقول هذا الكلام فهو من تسبب بكل هذا فتنهد عندما لم أعطِه إجابة واستطرد "أنا آسف لأني هكذا... لكن لست أنا من صنعت نفسي"

شعرت بوخز في قلبي مجدداً وببعض الندم، لم أعلم ماذا علي أن أقول فأغمضت عيني وهمست بلا سبب "انا أيضاً آسفة، لست من صنعت نفسي"

|| الثقب ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن