سمعت ضحكة خافتة منه ليجيب "ستيرك لا يعني لي شيء… كل ما عليكِ فعله الآن أن تدوني الحروف المكتوبة خلف الصورة التي تجمعكِ ونيكولي بالصبي ليو لتتمكني من فتح الهاتف"
وفوراً أنهى المكالمة لأصيح "إنتظر!!"
زمجرت بغضب "سحقاً سحقاً!!" مشيت باِستعجال في طريقي للمنزل وأنا أنظر خلفي طوال الوقت فأنا مذعورة بشدة فكتبت على لوحة المفاتيح L.M.N. وفُتح الهاتف لأسارع بالبحث عن أي تطبيقات أو رسائل أو اتصالات لكن لم أجد أي شيء فيه
ثم بحثت بالصور ورأيت أشياء تشوش الذهن وتحرق الدماء، صور تخصني وأختي وليو منذ أن كنا صِغار إلى الآن، جميعها بدت كأنها اِلتقطت خِلسة دون أن ندري إلا خاصة ليو فقد كان ينظر مباشرة للكميرا دائماً
ليو الناضج كان مختلف بشدة، بدى كأنه مصاب بالاِكتئاب من شعره المبعثر ونظراته الفارغة وهندامه الأسود وأتساءل ما علاقته بنا وما هدف كل هذا!
كانت لاتزال عيوني متسعة وقلبي يخفق وعقلي لا يتوقف عن نسج الأسئلة، كأنما كان هناك شبح يرافقنا نحن الثلاثة طوال حياتنا ويلتقط لنا الصور، بدى أن هذا الشخص يعرف ستيرك لأن إجابته ونبرته لم تدل أبداً على الجَهل
تراجعت عن رمي الهاتف هذه المرة وأعدته لجيبي لأدخل المنزل وأقفل الباب فمن بعد كل الأشياء التي رأيتها أخاف أن أنام أيضاً
قررت ألا أعبث بشريحة الهاتف حتى يتمكن من الإتصال بي مجدداً لأني أريد حل هذا اللغز، أريد معرفة أهداف الشخص الذي يراقبنا، يراقب ثلاثتنا!
في الأيام التالية كنت أستعد لعطلة نهاية الأسبوع لأنه سيكون عملي الأول عوض عن أمي في متجر المخبوزات، لم أتحدث إلى نيكولي أبداً وهي لم تحاول إغضابي كما كانت تفعل طوال الوقت وكانت ترتب الفوضى التي تُحدثها وتثرثر في الهاتف خارج الغرفة عندما أكون نائمة، أما ستيرك فلم أره أبداً لحسن الحظ
ثم صحوت في يوم عطلتي مبكراً لأستعد للعمل، أمي كانت تتجه لهناك بعد العصر عندما كانت تنهي أشغالها في الشركة لكن أنا لدي كل الوقت لهذا أستطيع الإنشغال هناك إلى المدى الذي أريده
ذهبت للمتجر وكان بعيد بعض الشيء، كانت أمي قد كلمت المالك سابقاً وأخبرته أني سأعمل بدلاً عنها لهذا عندما دخلت لفتُّ أنظار الرجل الأربعيني الذي يقوم بالحساب، اقتربت إليه قائلة "طاب يومك سيدي، أنا العاملة الجديدة"
رفع حاجبيه بسرور ليجيب "عرفت ذلك فأنتِ تشبهين والدتك بشدة، مارسلين صحيح؟"
أومأت بتبسم ليتابع "أهلاً بكِ"
أراد الرجل أن يدردش معي ليتعرف علي لكني اختصرت الحديث قدر المستطاع ورفضت أن يقدم لي الحلويات أو أي شيء وأخبرته أني أريد أن أعمل مباشرة، اكتشفت حينها أني سأقف مكانه حتى تتسنى له إدارة المكان
أي أني سأضع طعام الناس في عُلب وآخذ المال فقط، سهل للغاية خصوصاً أن مدير المكان لطيف
أنت تقرأ
|| الثقب ||
Actionلقد سقط في حياتي كقطرة سُمّ حُلوة المذاق، ولم أتمكن من أن أخبرهم عما يخفي هذا الرجل وراء ابتسامته... 1# في الحركة والأكشن 1# في الفكاهة 2020/3/11 (نقية)