١٧

5K 620 178
                                    

"هل مازلتِ تذكرينني!؟… أنا هيكس صديقكِ القديم" قال صاحب الشعر الأشيب باِبتسامة ونيكولي تنظر له باِستحقار وهي تحرك يديها بعشوائية محاولة فك قيودها من السرير

أطلق ضحكة ليستطرد "عندما كنتِ صغيرة أوصلتِ لي الممنوعات عدة مرات وكنت أقدم لكِ الحلويات أنسيتِ؟… أتذكر أيضاً كايلا… كانت جميلة لكن أوليفر رجل غبي… أعلم أنه ليس ذنبك ولكني اكتفيت من هذا الرجل"

نهض ليتابع "فقط اِلتزمي الهدوء وستكونين بخير!"

في الوقت ذاته كان قد وصل ستيرك لمنزلنا بعد مكالمة أمي المفاجئة، لقد أدخلت آيزن وأعطته الضمادات لكنها لم تكلمه أبداً وأنا لم أجرؤ على قول شيء بهذه التعابير على وجهها

لم يكن ستيرك مسرور لرؤية آيزن، لكنه أخذ منه المعلومات دون أن يتشاجرا، أخبرنا أن نيكولي عاملت أوليفر ببرود، وأنها تمكنت من رؤية أخيها الصغير، وكان محتجز في غرفته والحراسة في كل مكان، لهذا وضع ستيرك نظرية أن أوليفر بدأ يفقد عقله ويخشى أن يموت وهو وحيد
لا أعلم إن كان من الطبيعي أني أشفقت عليه

من ثم رحل آيزن ليعالج نفسه جيداً ويتجه إلى أوليفر ليسحب بعض المعلومات منه وستيرك قام بعدة مكالمات لم نعرف شأنها ليعاود الجلوس معنا قائلاً "لا تقلقا… حصلت على بعض الأخبار، علينا انتظار آيزن ليكمل معي المعلومات حتى نصل لخطة جيدة"

سألت كايلا "ألا يمكننا مكالمة نيكولي!؟"

"أعتقد ذلك لأن هاتفها بحوزتهم لذا قد يجيبنا أحد إن اتصلنا بها"

زفرت كايلا أنفاسها مغمضة عينيها ورأيتها تعتصر قبضتيها فربتُّ على كتفها وهمست مبتلعة ريقي "سترجع… أعدكِ بذلك" فتبع كلامي صوت طرقات على الباب ليهمس ستيرك "أنا سأفتح"

ونهض بهدوء ولم نسمع أي صوت منه ليعود لغرفة المعيشة مجدداً مع آيزن وبرفقته فتى شاحب الوجه ذو هندام أسود فعقدت حاجبي وأنا أحاول استيعاب صورته أمامي مباشرة وكان إسمه على طرف لساني لكن أمي سبقتني وهمست "ليو!؟"

اقتربت إليه لتضع يديها على كتفيه وشاهدت شبح ابتسامة على وجهها "أهذا أنت!؟"

أومأ وأعطاني نظرة قصيرة ليخفق قلبي فجأة فأجاب "إنه أنا سيدتي" ابتسمت كايلا ولم أتوقع رد فعل كهذا فقالت "لقد كبرت حقاً… مارسلين… هذا ليو، أخيكِ الصغير"

ابتلعت ريقي ولم أعرف كيف أتصرف فاقتربت منه لأستطرد بتردد "أهلاً بك…" كنت أرغب بمعانقته لكني ترددت فماذا لو كان يعتقد بأني مجرد فتاة غريبة لكنه فتح ذراعيه لي كأنه قرأ أفكاري لأعانقه بخفة فهمس "لا بأس أعلم أنه أمر غريب… لكن سأقوم بما أستطيع حتى تعتادي علي مجدداً"

فصلت العناق فسمعت ستيرك يسأل "كيف تمكنت من الهرب من أوليفر!؟"

رفعت حاجبي لأتفوه "أنت لن ترحل صحيح؟"

|| الثقب ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن