١٦

4.6K 602 149
                                    

"لا تقلقي سأعود سريعاً" قالت وتبع صوتها حمحمة رجولية لكنها أنهت المكالمة سريعاً فعقدت حاجبي بشك لأتمتم "أيعقل أنها برفقة آيزن!؟"
زفرت أنفاسي وعدت للأسفل حتى أتناسى الأمر

قضيت أكثر وقت ممل في حياتي أمام التلفاز إلى أن تفاجأت بسماع الباب يفتح وصوت دندنة أمي بأغنية غريبة فنهضت من مكاني بفزع ونظرت للساعة لأدرك أنها عادت مبكراً، إن اكتشفت عدم وجود نيكولي ستقوم بدفني في مكاني لذا تحركت بهدف الذهاب لغرفتي وإقفال الباب قبل أن تكتشف شيء لكن أمي سحبتني وعانقتني بقوة وهي تغني وتعتصرني فقلت باِختناق "أهلاً بعودتك!"

صاحت بصوت مبتهج جعلني أستغرب أكثر "يا للهول يا مارسلين إنه أفضل يوم في حياتي!"

استطردت باِبتسامة مجعدة "سيكون يوم جنازتي إن لم تتوقفي عن خنقي هكذا"

فصلت العناق لتضع يديها على كتفي لتصرح وهي تهزني بقوة "لقد رفع المدير راتبي بشكل لا يصدق! لن نضطر للسفر بعد الآن وسأشتري لنا منزل كبير في أجمل مدينة وستكون لدينا حراسة وسأجمع المال حتى أنشئ عملي الخاص!!"

سقط فكي بالأرض بذهول وهي أفلتتني وبدأت ترقص بعشوائية وتدور حول نفسها فرتبت كلماتي وهدّأت صدمتي "ولكن كيف يمكن لمديركِ الجشع فعل هذا!!"

توقفت مكانها وابتسمت بخبث لتقهقه بقوة بشكل شرير فابتلعت ريقي وأنا أنتظر نهاية هذه الضحكة المخيفة فعاودت هزي وهي تهمس "لقد دخلت مكتبه وبينغو! رأيته يخون زوجته مع السكرتيرة والتقطت لهما صورة بالخطأ وبينغو! هو يخاف من زوجته لأنها تملك كل شيء وتستطيع طرده بأي لحظة لهذا سيعطيني ما أستحق حتى لا يتشرد!!"

هذه المرة أوشكت صدمتي على الوصول للجهة الأخرى من الكرة الأرضية فارتميت على الأريكة متجمدة الوجه بينما تحدث انفجارات داخل عقلي فصرخت أمي مجدداً "لا يوجد شخص بذكاء كايلا!" وبدأت ترقص وتدور حول نفسها، أولاً لم أكن أعلم أن أمي تجيد الإبتزاز والتهديد والتنمر وثانياً لم أكن أعلم أنها تملك خطط كهذه لمستقبلها

"ولكن من أين سيجلب مبلغ كهذا كل شهر! ألا تعتقدين أن ما تفعلينه شيء_شرير"

"ليست مشكلتي! لقد عملت معه بكل جهدي واحتملت سماجته وتخفيضه لراتبي طوال ثلاثة عشرة سنة والآن حان دوره!"

***★****★***

"لقد أحببته… ليو كان فتى رائع لقد تذكرني وتذكر مارسلين أيضاً… ليتني أستطيع ضمه لعائلتي وإنقاذه من بطش أوليفر"

قال آيزن بتبسم بينما يقود "لا بأس نيكولي… لن يبقى هناك للأبد سيأتي يوم ويتمكن من الرحيل عنه"

تنهدت وهي تراقب البساتين والأشجار من نافذة السيارة "سيأتي يوم؟ أيام إضافية تضيع من عمره"

أسرع بقيادته فجأة فاستغربت أمره لأن الأمر بات مخيفاً فأوشكت على سؤاله لكنه قاطعها "هناك من يتبعنا!"

راقبتهم نيكولي من المرآة وكانت سيارة كبيرة بالفعل وفيها الكثير من الأشخاص فابتلعت ريقها قائلة "ماذا يريدون!؟"

"لا أعلم! لكن أتمنى ألا يكون لديهم عِلم بمن يكون والدك_" قطع كلامه عندما قامت السيارة بصدمهم من الخلف فأسرع بقيادته ونيكولي تراقبهم من المرآة بذعر ولا تعلم ما عليها فعله

"أتجيدين القيادة!؟" صاح لتجيب "أجل!"

"خذي المِقوِد عني لدقائق" قال وأخرج مسدسه وهي تحكمت بحركة السيارة ليُخرِج هو رأسه من النافذة ويطلق بضع رصاصات إلى أن أصاب السائق الذي خلفهم فخرج عن الطريق وانحرف وسرعان ما عاد آيزن للداخل واستلم القيادة تمكنوا من إرجاع سيارتهم للمسار الصحيح وقاموا بضربهم مجدداً من الخلف

"يجب أن نرجع! يجب على الأقل أن نقترب من منزل والدك حتى يقدموا لنا المساعدة" قال لينعطف ويتابع للأمام فصاحت نيكولي "إنتبه لديهم سلاح!" ليتبع كلامها صوت إطلاق النار فصرخ آيزن "أخفضي رأسك بسرعة!"

"أعطني مسدسك! قد أتمكن من تشتيتهم!"

"مستحيل نيكولي! سيقومون بإصابتك!"

صدمتهم السيارة من الجانب فجأة لتنحرف وتدخل البساتين فحاول آيزن السيطرة عليها لكنه اصطدم بقوة في الشجرة وأخرست الضربة كل الأصوات في مسامعهما

***★****★***

مارسلين:

بالنهاية تقبلت الأمر وانسحبت من المكان تاركة أمي ترقص وتكمل سعادتها لأصعد لغرفتي وأتصل بنيكولي لكنها لم تجبني فأرسلت لها تسجيل صوتي "أمي في المنزل! إن لم ترجعي على الفور ستكشف غيابك!"

رميت هاتفي على السرير لأزفر أنفاسي متمتمة "ستوقعني بمصيبة" ولحق كلامي صوت ضربات قوية على باب المنزل فانتشر الخوف بجسدي تلقائياً لأسارع بالنزول للأسفل وكانت أمي قد سبقتني وفتحت لأشاهد آيزن بحالة مزرية ويلهث بتعب ورأسه ينزف فشحب لوني وعرفت على الفور ما حصل

أمي لم تعرفه بالبداية ونظرت إلي بنظرة مصدومة كأنها تسألني من يكون لكنه جذب انتباهها بكلامه "أنا آسف! لقد حصلوا عليها"

خطيت للخلف بصدمة كأن أحدهم دفعني وشعرت بكهربة في جسدي لأصرخ به "ماذا!!" ركضت وأمسكت بياقته منزلة إياه لمستواي صارخة "ماذا فعلت لها!!"

صرخ بغضب "لم أفعل شيء!! لقد طلبت مني أخذها لرؤية ليو ونفذت ذلك لكن أشخاص طاردونا في طريق العودة وقمنا بحادث وهناك أخذوا نيكولي! لم أتمكن من إيقافهم لقد أبرحوني ضرباً وتركوني لأوصل رسالة لأوليفر بأنهم يريدون أموالهم وإلا سيقومون بقتلها"

"ما الذي تقوله!؟" تحدثت كايلا بأعين متسعة فتابع وهو يلهث "أقسم أني فعلت ما بوسعي! حتى أني أخبرت أوليفر بأنهم يريدون المال مقابل إرجاعها لكنه طردني وقال أنه لم يعد يملك شيء!"


سمعت صرصرة أسنانها بوضوح لأفلت آيزن وأنا أنظر لها ولم أجرؤ على النطق وقلبي يخفق بعنف بشكل مؤلم فتلفظت وعيونها مُحمرّة "لن أسمح له بتدمير حياتي للمرة الثانية!"

اِلتفتت إلى المنضدة وأخرجت هاتفها من حقيبتها وصوت أنفاسها الغاضبة واضح لكني لم أتوقع أن تكون بهذا الهدوء فهي من عادتها أن تصرخ وتهدد، ثم وضعت هاتفها على أذنها لتستطرد "ستيرك… أتُسدي لي معروف؟"……

|| الثقب ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن