٣

6.7K 744 432
                                    

كنت جالسة بجانب نيكولي في المقاعد الخلفية وأمي كايلا تقود سيارتها ووجهها مكفهر لهذا خشيت أن أتحرك أو حتى أُصدر صوت لأني مدركة ماذا قد تفعل بي إذا زِدت عليها غضبها.

نظرت إلى أختي التي كانت تعبث بهاتفها وترسل الصور لصديقتها فقررت أن أراسلها لأنها لن تسمع صوتي إذا اندمجت في جهازها.

"ألا تعرفين لمَ هي غاضبة"

أرسلت رد سريع "لا"

"أريد سؤالها بشدة لكني أخاف أن تُفجِّر غضبها بي"

"ذلك ليس من مصلحتك مارسلين، لا أريد أن تؤلما رأسي بجدالكما"

تشجعت لأني أحب فعل عكس ما تقول أختي لأتحدث بخفوت "أمي... أأنتِ بخير؟"

رمقتني من المرآة ثم أجابت "ما كان علينا القدوم... كانت فكرة سيئة"

حذرتهم من المجيء ولم يسمعوا رأيي لكن لن أقول هذا الكلام أمامها وهي غاضبة حفاظاً على ماء وجهي وسألت "ولكن... ماذا حدث بالضبط؟"

نحطت لتجيب "لقد تشاجرت مع أشخاص أكرههم"

شعرت ببعض الراحة لأن الأمر اقتصر على هذا لأن أمي تكره بعض الأشخاص كزوج أختها ولا أعلم السبب "لا بأس... أعني أنظري حولك، لم يحدث شيء لبناتك ولم يحدث شيء لكِ، كل ما بالأمر أن عينيكِ رأت أشخاص... تافهين"

"أنتِ محقة"

ثم ابتسمت وزفرت براحة لأني أقنعت أمي بسهولة هذه المرة على غير العادة فلاحظت الورقة التي وضعها ستيرك في يدي، هذا رقم قياسي لنسياني لفضولي.
فتحتها بهدوء، كانت كلمتين فقط لكني أعدت قراءتهما مِراراً لأتأكد مما أرى بينما يقوم عقلي بنسج الأسباب والتخيلات، أحبكِ مارسلين.

ما هذه السرعة المخيفة! إنه يعترف لي ويعرف إسمي وقد رأيت هاتف فيه صورتي في سيارته والأسوأ أني رأيته بجانبي عدة مرات بشكل غير متوقع! إنه يراقبني بالتأكيد! لهذا علي فعل شيء حيال هذا المُطارِد.

اعتصرت الورقة في كفي وقررت أن أواجهه في المرة القادمة وأرفضه كلياً وآمل أن يرحل عني بعدها، فماذا قد يريد رجل عشريني من فتاة بالكاد بلغت السابعة عشر؟ رجل يلتقط الصور خِلسة ويظهر فجأة في الأماكن...

ثم في الأيام التالية لم يظهر ستيرك أبداً وأمي كانت أغلب الوقت في الخارج ولا نعلم أين تذهب، كانت نيكولي تساعد ببعض الأعمال المنزلية وهي تضع السماعات طبعاً بمكالمة مع صديقتها أو حبيبها آيزن فتسنى لي أن أحاول تخمين كلمة مرور الهاتف لوحدي لكن كلها كانت خاطئة وشعرت ببعض الإنهزام لأنه يستحيل علي تخمين كلمة مرور شخص لا أعرف قاموسه، لذا قلت في نفسي أن الهاتف قد يحوي صور تخصني لذا تحق لي مطالبة ستيرك بفتحه، هذا إن ساء حظي وقابلته.

واليوم عدت من المدرسة وأنا منهكة من الإمتحانات رغم ذلك كنت سعيدة لأنه يوم الجمعة.

شعور أنك في العطلة هو الأفضل، اغتسلت وارتميت على الأريكة بكسل وأنا أقلب محطات التلفاز لأسمع صوت نيكولي تصرخ مِن المطبخ "كيف تجرؤين! أتعتقدين نفسكِ رائعة حتى تحاولي أخذه مني! إفتحي عينيكِ أيتها الفاشلة آيزن يحبني أنا!"

|| الثقب ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن