بينما كنت غارقة في التفكير بالماضي، قاطعني صوت رنين هاتفي، نظرت إليه لأرى من المتصل، فوجدته "مارك"، خطيبي.
هو مارك حداد، ابن الوزير جورج حداد، شاب في الثلاثين، طويل القامة، ذو عينين زرقاوين، وبشرة بيضاء. يملك إرادة صلبة وشخصية فولاذية. درس إدارة الأعمال في جامعة كامبريدج البريطانية، وأصبح رجل أعمال ناجحا، ويعمل حالياً في مجال التنقيب عن الذهب والمعادن الثمينة،في موريتانيا.
بعدما انقطعت علاقتي مع علاء، انتابني شعور بالحزن والضياع، وبقيت عدة أشهر أعاني من الإكتئاب والعزلة. فقد حاول علاء طوال تلك المدة إقناع أبي بالعدول عن قراره،لكن كل محاولاته باءت بالفشل.
كنت أدرك أنّ لا شيء سيتبدل، لأن أبي رجل صلب للغاية، والكلمة عنده واحدة فقط، لا تصبح اثنتين، فإذا حدث صدق، وإذا وعد وفى، وإذا حكم نفّذ.
مهما اشتدّت قسوة الحياة، علينا في نهاية المطاف أن نكمل الطريق المرسوم لنا، لذلك قررت أن أنسى كل ما حدث وأبدأ من جديد.
ذات يوم، أقام أبي مأدبة غداء في المنزل على شرف الوزير جورج حداد وعائلته، وقد كنت حاضرة حينها، فالتقيت بمارك وتبادلنا أطراف الحديث عن عدة مواضيع حياتية، منها الذهب والمعادن الثمينة والأحجار الكريمة ،التي كانت من الأشياء المشتركة بين قائمة اهتماماتنا.
لفتني حينها في مارك وسامته، وشدة ذكائه، ولباقته في الحديث، وإصغاؤه إلي باهتمام بالغ والومضة بادية في عينيه.
ومع مرور الوقت، تقدم في طلب يدي من والدي، وقد كان أبي بالطبع شديد الفرح والسرور .
بعد تفكير طويل، وافقت على طلبه، ظنّاً مني أنّ مارك سوف ينسيني علاء إلى الأبد .
أنت تقرأ
أسيل (مكتملة)
Romanceيحدث أن ترى إنساناً لأول مرة،وتشعر أن وجهه ليس غريب عنك،وصوته مألوف على أذنك.وتتوهم أنك رأيته في عالم قبل هذا العالم،ولا بدّ أنّ صداقة قوية نشأت بينكما في الحياة الأخرى، وأنه جاء ليستأنف هذه الصداقة. ولا عجب ! فإنّ الأرواح تتصافح قبل الأيدي وقبل الع...