إحساس جديد

450 26 8
                                    

لاشيء أكثر نشاطاً من مخيلة إمرأة تشعر بالغيرة.
(غادة السمان)

لا أدري لمَ انقبض قلبي عندما اعترفت لي غنوة بحبها لعلاء. هل ما زلت حقاً أشعر بشيء تجاهه؟ هل علاء يبادل غنوة الحب؟

أسئلة كثيرة سألتها لنفسي، بعدما غادرت غنوة منزلي، حتى هرب النوم من عيني، وبقيت أتقلب طوال الليل حتى بزوغ الفجر.

استيقظت صباحاً على صوت دراجة نارية، نظرت من النافذة إلى الخارج، رأيت أيمن قد أتى للتوّ مصطحبا أغراضه. نزل عن الدراجة، ودخل إلى البيت الخشبي.
نظرت إلى الساعة، كانت ما تزال السابعة صباحاً.
لبست ثيابي وتناولت فطوري على عجل، ثم ذهبت لأرى إن كان أيمن يحتاج شيئا ما.

كان الباب مفتوحاً ،دخلت إلى البيت ،فوجدت أيمن  يضع ثيابه في الخزانة. التفت إليّ بدهشة، ورمقني بنظرة سريعة، من رأسي إلى قدمي.

بادرت بالقول: عذراً ،كان الباب مفتوحاً. كيف حالك اليوم؟

- أهلاً. الحمدلله، كل شيء على ما يرام، شكراً لك.

تابع ترتيب خزانته دون أن يلتفت إلي، ثم قال : متى سوف تذهبين إلى الشركة؟

- في الثامنة والربع.

-حسناً. سأكون حاضراً.

-حسناً .إذا احتجت إلى شيء أخبرني.

- بالتأكيد، شكراً لك مجدداً .

فتح أيمن باب السيارة ،وجلست في المقعد الخلفي. بقي أيمن صامتا طوال الطريق إلى الشركة، كان يدور في رأسي الكثير من الأسئلة لأطرحها عليه: (لماذا لا تتكلم بحرف؟لمَ عيناك ملؤهما الحزن؟ بماذا تفكر؟ أخبرني عنك قليلاً وعن عائلتك. )لكني فضّلت الصمت وخاصةً عندما تذكرت الشرط الذي بيننا " أن لا أتدخل بشؤونه الخاصة".

تلاقت أعيننا في لحظة خاطفة على المرآة الأمامية للسيارة،شعرت بقلبي يقفز من مكانه الطبيعي ،وكأن هذه النظرة كانت كافية لسرقة قلبي. يا إلهي! ماذا يحدث لي؟!

ساد الصمت طويلا ،إلى أن قطعه رنين هاتفي. كان مارك هو المتصل، يريد الاطمئنان علي ، تكلمت معه مكالمة سريعة، لأنه كنا قد وصلنا إلى الشركة.

سألني أيمن ماذا يفعل؟ هل يعود للمنزل أو يبقى في الشركة ففضلت الخيار الثاني.

صعدنا إلى الأعلى، وكان علاء وغنوة يرتشفان القهوة سويا،  تفاجؤوا عندما دخل أيمن من الباب. قمت بتعريفهم على بعض. قابلهم أيمن بابتسامة عريضة، فقد كان  مرتاحا جدا للحديث إليهم.

دخلت إلى مكتبي، ودخل علاء حاملاً التصاميم في يده.

- اهلا بعودتك إلى الشركة.
- شكرا علاء. هل كل شيء على ما يرام؟
- نعم .هذه هي التصاميم ،أردت أن تلقي نظرة عليهم.
- حسناً شكراً . سوف أراهم بعد قليل.

غادر علاء المكتب ،حاولت أن أرى التصاميم ،لكن
في الواقع، لم أكن قادرة على التفكير الآن ،كان كل تفكيري في هذه اللحظة على ما يدور في الخارج. كان صوت قهقهة غنوة وأيمن مسموعة بوضوح. تُرى ماذا يتكلمون؟ وعلى ماذا يضحكون؟

أدركت في هذه اللحظة ،أن علاء لم يعد يعني لي شيئا. وأن شعورا غريبا يختلج في قلبي الآن تجاه أيمن ،ترى هل هو الحب؟ أم الغيرة؟ أم الإثنين معا؟!

أنصتُّ إلى الخارج ،علّني أسمع شيئاً من الحديث، لكن لم أسمع سوى صوت الضحكات تتعالى.
أحسست بالغضب الشديد، فما كان مني إلا أن رميت الكأس الذي أمامي أرضاً. أحدث انكساره صوتاً قوياً في المكان، بعدها شعرت بوقع أقدام آتية نحو المكتب.

أسيل (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن