حب صامت

400 27 5
                                    

(يروي الآن أيمن غانم القصة من وجهة نظره)

بينما كنا أنا وغنوة نتبادل الأحاديث في الصالة، سمعنا صوت تكسير صادرا من مكتب أسيل، هرعنا لنرى ما حدث. كانت أسيل واقفة قرب الطاولة، وآثار الغضب باديةً على وجهها.

قلت لها: ماذا حدث؟ هل أصابك مكروه؟

أجابتني بتلعثم: لا، لا، سقط مني كأس الماء وأنا أضعه على الطاولة.

وانحنت تلملم الأجزاء المكسورة التي كانت منثورة على الأرض. أسرعتُ إليها وأوقفتها ثم قلت لها: دعيهم أرضاً. سوف تنجرح يديك.

ابتعدتْ قليلاً عني، وقالت: أنا بخير. سوف أكمل عملي الآن.

دخل عامل التنظيفات في الشركة، وأزال الزجاج المنثور عن الأرض، ثم خرجنا من المكتب. ذهب علاء وغنوة إلى مكاتبهم، بينما أنا توجهت إلى غرفة الجلوس لأشرب فنجانا من القهوة وأقرأ الجريدة.

سرحتُ طويلاً وأنا أفكر بأسيل، بجمال عينيها وابتسامتها، بخجلها تارةً وبقوة شخصيتها تارةً أخرى. أعترفُ أنّها سحرتني منذ النظرة الأولى. أحسستُ بغصةٍ في صدري، عندما تذكرت أنّ أسيل تضع خاتم الخطوبة، قد لمحته في يدها هذا الصباح عندما التقينا في البيت الخشبي. تُرى من هو خطيبها؟ أهو علاء؟ فقد رأيته فرحاً جداً لرؤيتها.
لا.لا أظن. لأنه لا يلبس خاتماً في يده. من تراه يكون؟ أيعقل أن يكون مارك الذي تكلمت معهُ في السيارة؟!

لا أدري. كل الذي أعرفه الآن، هو أنّه عليّ إسكات صوت قلبي، وتحكيم عقلي فقط. فأسيل فتاة مخطوبة، ولا أمل لي في الوصول إلى قلبها.

تذكرت "قمر" خطيبتي السابقة، فقد انفصلنا بعد أن اكتشفتُ خيانتها لي. لا يُعقل أن أعيدَ فعل غلطتها الآن.

عاد قلبي ليتحدث من جديد: أسيل أوقعت الكأس أرضاً وكسرته. أنا متأكد من ذلك، فعندما دخلتُ كان الغضب يظهر واضحاً عليها. ترى ما أغضبها؟ هل علاء قام بمضايقتها؟ أم أنها غضبت بسبب العمل؟ ليتني أستطيع معرفة الإجابة عن تساؤلاتي.

عند انتهاء العمل، جاءت أسيل إلى السيارة، وجلست على المقعد الخلفي. لا أدري لم كانت تتجنبني، لم تنطق بكلمة واحدة.

سألتها: هل أنت بخير؟ أهناك شيء يضايقك؟

-لا. لا شيء.

- حسناً. هل يزعجك إذا قمت بتشغيل الراديو؟

-لا.

أدرته، وكانت أغنية لوائل كفوري:

🎵 كوني أنا
كوني أنا
كوني عذابي والهنا
كوني فرحي
كوني همي
مرة انسيني
ومرة اهتمي
فييي انا 🎵

أسيل (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن