يوم الزفاف

685 36 20
                                    


(من وجهة نظر أسيل)

مرت أيام هذا الأسبوع، وأنا بحالة من القلق والتوتر . كنت أتساءل ماذا يخطط أيمن ليلغي زواجي من مارك؟هل سوف ينجح بذلك؟ فأنا أثق بأيمن تمام الثقة. وأنا متأكدة بأنه لن يخذلني أبدا.

ليتني أستطيع الآن أن أتراجع عن قراري بالزواج ،لكني أخاف من ردة فعل مارك إذا علم أن أيمن هو السبب. ربما سيؤذيه بلا رحمة، ففضلت الانتظار إلى حين موعد الزفاف.

كان هناك الكثير من الأعمال والتحضيرات التي علينا القيام بها هذا الأسبوع، كتجهيز وترتيب حديقة القصر، اختيار الزهور والموسيقى، ترتيب الموائد، كتابة قائمة المدعوين وتوزيعها، إختيار قائمة الأطعمة والمشروبات والحلويات.

كان يبدو على مارك التوتر والضياع هذه الفترة ،لم يكن "مارك" الذي أعرفه من قبل .أصبح شديد العصبية والقلق، حتى أنه صرخ بوجهي عدة مرات، عندما كنا نتناقش حول أمور تخص تحضيرات الزفاف. لم أدر لمَ كان يتصرف بهذه النزاقة. لكن في الحقيقة، لم أكن حزينة لذلك، فهذا يعطيني مبررا إضافيا لرفضه وأنا لا أشعر بتأنيب الضمير تجاهه.

كانت ترتسم على شفتي ابتسامة رضى كلما تذكرت أيمن واللحظات التي قضيناها سوية. وكنت دائماً أفكر بالأيام القادمة التي تنتظرنا. فأرسم الأحلام والأماني بأجمل صور وأبهى حلة.

أتى النهار المنتظر، نهار الأحد، كانت كل الأمور منظمة على التمام ،بدأ المدعوون بالتوافد إلى حديقة القصر، والجلوس في أماكنهم المحددة. كانت الموسيقى الكلاسيكية تصدح في الأرجاء، والموائد عامرة بالمأكولات والمشروبات.

سرى الخوف والارتباك في جسدي، وأنا أنظر من نافذة غرفتي لما يحدث خارجا. بعد دقائق لبست فستاني بعد أن صففت شعري ووضعت المكياج، ونزلت إلى الحديقة ،كان مارك ينتظرني على باب القصر، نظر إلي مطولا وابتسم ابتسامة إعجاب ثم قال: كيف حال جميلتي؟ تبدين بقمة الروعة والجمال. حقا كم أنا محظوظ.

ابتسمت ابتسامة مصطنعة وذلك لأخفي بغضي الشديد له، ثم توجهنا إلى الخارج. وقف المدعوون وبدأوا بالتصفيق والزغردة عندما دخلنا الحديقة، حيينا الحضور ثم توجهنا إلى الطاولة المستديرة حيث كان المأذون الشرعي ينتظرنا ليتمم عقد الزواج.

كانت خطواتي ثقيلة جدا، وأنا أتوجه إلى تلك الطاولة، كمشية انسان محكوم عليه بالإعدام، بانتظار تنفيذ الحكم فيه. تلفت حولي لأبحث عن أيمن ،لكن لم يظهر له أي أثر، انقبض قلبي وتسارع الدم في عروقي وشعرت بالعرق يتصبب مني.

جلست على الكرسي، وجلس مارك على الكرسي المقابل، بدأ المأذون بتلاوة عقد الزواج، بينما أنا أتلفت بين الحضور، وانتظر حدوث معجزة قادرة على قلب هذه الطاولة رأسا على عقب.

سأل المأذون مارك :

"مارك حداد ، هل تقبل بأسيل هلال زوجة لك؟"

أسيل (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن