قبول الشرط

470 24 4
                                    

(تروي الآن أسيل هلال القصة من وجهة نظرها)

في صباح اليوم التالي، استيقظتُ على رنين هاتفي، كان "علي" يتصل ليبلغني أنّ الشاب أيمن غانم قد وافق على أن يعمل كسائق وحارس لي. لم أتفاجأ بالخبر ، لأنني كنت قد توقعت حصول ذلك. فهذا عرض مغري، يتمناه كل من هو عاطل عن العمل .

بعد ساعة من الزمن، دق الباب، ففتحته الخادمة، وأدخلت أيمن إلى صالة الزوار، لبست ثيابي الرياضية، ونزلت لاستقباله، كان يجلس على المقعد الجلدي في الصالة، نظر إليّ نظرة خاطفة ثم وقف وصافحني قائلاً : مرحباً، أنا أيمن غانم، من مكتب "الحارس"، جئت موافقاً على العمل معك.

-أهلاً بك يا أيمن! أنا أسيل هلال، تفضّل بالجلوس.

جلس أيمن مجدداً، وجلست على المقعد المجاور له. أحسست مدى توتره،فكان يفرك يديه ببعضهما وينظر بعينيه إلى الخارج.

قلت له: أيمكنك البدء من الغد؟ فأنا لم أذهب إلى العمل بعد تعرضي للحادث.

-حسنا كما تريدين، لكن لي شرط واحد للبدء بالعمل.

-شرط؟ ما هو؟

-أن أعمل كحارس وسائق فقط،وأن أكون حرّا على صعيد حياتي الشخصية، أي أن لا يتدخل أحداً بشؤوني الخاصة.

-بالطبع، أنا موافقة على ذلك. في الواقع ،أنا كذلك أقدّس الحرية، وأرفض أن أعيش ضمن قيود.

- حسنا إذاً. اتفقنا !

-حسنا. ستقطن في البيت الخشبي الكائن على مدخل القصر. تعال غداً صباحاً، واحضر معك ثيابك وأغراضك الخاصة بك.

-حسناً. أراك غداً.

-حسناً. إلى اللقاء!

ذهب أيمن، ورحت أعدو قليلا ،إلى أن وصلت إلى جانب البحيرة، هذا المكان الذي أشعر فيه بكثير من الراحة، فهو بعيد عن البيوت والناس.

جلست قليلا وأنا أفكر بأيمن ،وبشخصيته الفريدة والمختلفة عن جميع الرجال. إنه حقاً إنساناً مميزاً. ربّما سأكون مرتاحة في التعامل معه، فلن أشعر بالقيود وهو يرافقني. هذا ما أريده حقاً...الحرية، الحرية ومزيد من الحرية.

بعد عودتي إلى المنزل، أشرفت على تجهيز البيت الخشبي من تنظيم وترتيب، حتى أصبح البيت جاهزاً للسكن .

في المساء، دُقّ الباب ،كانت غنوة هي الطارقة. فتحت لها .

-أهلاً غنوة .تفضلي. كيف الأحوال ؟

-أهلاً أسيل .بخير . اشتقنا إليك في الشركة. متى ستعودين للعمل؟

- غداً، إن شاء الله. سيأخذني "أيمن " ،السائق والحارس الشخصي الجديد.

-لا أصدق! أسيل أصبح لديها حارس شخصي..
لأنك من الناس المقدسين للحرية !

ضحكت قليلا ثم قلت :
نعم، وما زلت أقدّس الحرية، ولكن سأجرّب هذه الفترة، ريثما تهدأ الأوضاع. كيف حال العمل؟ هل تعملون على تصاميم جديدة ؟

-نعم. في الواقع ،ننتظر أنا وعلاء أن نعرض عليكِ هذه التصاميم.

توقفت غنوة عن الكلام ،ابتسمت ابتسامة عريضة، ورمقتني بنظرة فاحصة ثم سألتني:أما زلت تحبين علاء؟

جاوبتها دون تردد:

- لا، طبعاً لا ..لماذا تسألين ؟

- في الواقع، أنا أشعر أني مغرمة به.

أسيل (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن