(من وجهة نظر أسيل)
إني لا أؤمن في حب
لا يحمل نزق الثوار
لا يكسر كل الاسوار
لا يضرب مثل الإعصار...(نزار قباني)
- نعم أحبّك جدا، ولن أتخلى عنك مهما حصل.
تابع أيمن كلامه بكلّ جدية وحزم. وأنا كنت بين يديه مثل ورقة في مهب الريح، فرحت بكلامه ولكن حزنت لاعترافه متأخرا. فلا يمكنني الآن أن أتراجع عن قراري بالزواج من مارك، بات الأمر مستحيلا. استرجعت زمام أمري وقلت له :
- أتركني أرجوك! أنا اتخذت القرار بالزواج وانتهى الأمر. كلامك الآن لا يفيد بشيء.
- إسمعيني أرجوك، أنا أحبك جدا ،لا بل أعشقك ،فأنا أحببتك منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها، حاولت المكابرة على قلبي عندما علمت أنك مخطوبة. حاولت أن أنسى أو أتناسى هذا الشعور تجاهك، لكن كل محاولاتي ذهبت هباء. فأنت الروح التي أحيا بها، أنت الأمل الذي يجعلني كل يوم أتنفس. منذ ذلك اليوم الذي اعترفت فيه بحبك لي وأنا سعيد في داخلي.
- قلت لك سابقاً، لم أكن صاحية تماماً.
- لا تنكري أنك تحبيني! فأنا متأكد من ذلك.
دار صراع طويل بين عقلي وقلبي، لم أعد أدري ما أقول. فعقلي كان يحاول الدفاع لآخر رمق، أما قلبي فكان يصارع بقوة وشراسة. فلو لم يكن القلب مفترساً، لما وضع بقفص داخل الصدر.
كان أيمن يقف أمامي وهو يتأمل وجهي، منتظراً ردي عليه. أبعدت نظري عنه، لكي لا يرى في عيوني الصراع الذي أعيشه. شردت قليلاً وأنا أتأمل الموج الأزرق الهائج، وكأنه يعكس الهيجان الذي أعيشه داخلي.
أفاقني من شرودي صوت أيمن يناديني : أسيل ! أين أنت شاردة؟ أرجوك أجيبيني. قولي شيئاً !! أي شيء، فأنا أحترق والنار تلتهمني من الداخل.
نظرت إلى عينيه، كان هناك بريق خاص داخلهما .في لحظة خاطفة، استسلم عقلي المتعب، فقد أنهكه النظر في تلك العينين الجميلتين، وانفجرت بالبكاء، فقام أيمن باحتضاني بشدة، قائلاً: لا تبكي حبيبتي، فأنا لا أحتمل أن أرى دموعك.
قلت له بصوت يكاد يكون غير مسموع : أحبّك .
ضحك أيمن بطريقة هستيرية، ثم حملني وسار بي على الشاطئ وكأنّه عاقل مسّه الجنون.
قال : أحبك يا حياتي، لن أتوانى للحظة عن إسعادك.
شعرت أنّ العالم كلّه بين قبضة يدي .ضحكت قليلاً ثم قلت له :
-لكن ماذا سوف أقول لمارك؟! لا أستطيع مواجهته بالحقيقة. سيؤذيك حينها، لا محالة!
- لا تقولي شيئاً. دعي حفل الزفاف يحدث،فلدي مفاجأة لك . فقط ثقي بي، ودعينا الآن نحتفل بهذا الحب المقدس .
أنت تقرأ
أسيل (مكتملة)
Romanceيحدث أن ترى إنساناً لأول مرة،وتشعر أن وجهه ليس غريب عنك،وصوته مألوف على أذنك.وتتوهم أنك رأيته في عالم قبل هذا العالم،ولا بدّ أنّ صداقة قوية نشأت بينكما في الحياة الأخرى، وأنه جاء ليستأنف هذه الصداقة. ولا عجب ! فإنّ الأرواح تتصافح قبل الأيدي وقبل الع...