Chapter || 10

2.8K 547 93
                                    

.
.
.
.
.

#إنجي

حان أخيرا موعد العملية..
استمرت طويلا..
أذكر أننا لم ننم تلك الليلة وأننا تسمرنا بجانب الهاتف.

كان جيمين يتقيأ كل الوقت ويرتجف من الخوف..

مددت له كأس ماء ليهدئ تنفسه قليلا..
وجلست بجانبه على الأريكة في زاوية الصالة..

كان متوترا كاللعنة فلم يستطع جسمه أن يخفي ذلك وإن أبى لسانه الإعتراف.

ميرفي الأخرى لا تكاد تتذكر مخرج الحروف من فرط توترها..
ملتوية بحضن أمي التي تربت على ظهرها..

أبي الذي يحمل الهاتف شاردا به كمن يشاهد فلما بانغماس..

بعد عدة ساعات من الانتظار القاتل سمعنا رنين الهاتف أخيرا..

وقف جيمين كردة فعل لا إرادية رغم قدمه ويده اللتان ترتجفان بوضوح..
زيادة القشعريرة التي جرت بكامل بدنه..

قلبي يؤلمني لرؤيته بهذا الموقف وهذه الحالة..

كنت أنانية..
لعلي لحظتها تمنيت السلامة للعم فقط كي لا أراه بهذا الإنكسار.

تنفسه يزداد كمن يوشك على الغرق بأنفاسه الأخيرة..

اقتربت منه ويدي امتدت معانقة خاصته..
وفي حال لمسي ليده هو أشبك أصابعه بخاصتي متمسكا بها بقوة كأني طوق نجاته.

يده تحترق..
لا أكاد أتحكم بانتظام دقات خافقي من قلقي على العم ليزيد هو وضعها تعقيدا..

كان صوت الهاتف يعلو فيعلو وسط الصمت ونحن في تردد من الرد نرجو ان يكون خبرا سعيدا ونهاب الأسوأ والمحتمل أكثر.

رفع أبي السماعة..
ضغط على يدي أكثر..

رحنا نركز على ملامحه نحاول أن نقرأ الخبر منها قبل أن يصل إلى الشفاه..

كانت ابتسامته تتسع أكثر فاكثر وتتسع معها فسحة الأمل بقلوبنا..

"العملية كانت ناجحة وسيمكثون في المشفى حتى تتحسن حاله"
قال بعد اغلاق سماعة الهاتف بابتسامة تشق ملامحه.

لم أكد استوعب الخبر بعد.. لأجد نفسي بين احضان أحدهم يعتصرني بين أضلعه.

"إلاهي، كدت أجن"
قال جيمين بضحكة كلماته ضاربا أنفاسه داخلي..

دموعه التي بللت رقبتي..
كان ليغمى علي لو لم تكن دموع فرح.

لم ابادله العناق بل اكتفيت بالصمت بأعين جاحظة على وسعها.

لحسن حظي لم ينتبه لنا أحد بسبب سعادتهم وملأ المنزل بالصراخ..
لكان الموقف أكثر إحراجا.

انزلق عني ببطء ..
إلتحمت عيناي بخاصته البراقة والمزدحمة بدموعه..

ابتسامته الممزوجة ببكائه خدرتني ولوهلة كنت على وشك فعل شيء قد أندم عليه لاحقا.

هو بدوره بدى كأنما يريد قول شيء ما..

"سأهاتف أمي"
قال بأوسع ما يملك من إبتسامة ويتخطاني مهرولا..

بتلك اللحظة..
بذلك الموقف..
شعرت بأني انطفأت..
أظلمت كليا وتلك الظلمة محت ابتسامتي..

بالطبع.. ماذا توقعت أنا!؟











♡__________

ابقوا آمنين

رَوْنَقْ ↲ P. JM ↱حيث تعيش القصص. اكتشف الآن