Chapter|| 12

2.7K 550 48
                                    


.
.
.
.
.

#إنجي

في الغد..
حين كنا في القسم..
كان جيمين سعيدا ومرحا على غير العادة..
يبتسم ويضحك أكثر..
كأنما عادت اليه الحياة بعد انقطاع.

كنت أتعذب لرؤية حالته تلك!
يبدو أنه لم يعرف بحالة والده الجديدة..
كم كان سعيدا مرتاحا في غفلته تلك..

فكيف لي ان أخبره بكل ذلك؟!

تنفسي يضيق كلما فكرت كيف ستنقلب الضحكة دمعة حين يعرف..

ربما أنا أنانية..
لكنني اريد أن أحتفظ بجيمين السعيد لنفسي..

فقط لأيام..
فقط لساعات أو للحظات لا يهم..
لا أريد لغير السعادة أن تكون دخيلا بيننا تمنعني من رؤية ابتسامته..
أنا أنانية بكل ما يتعلق به..

حين حدثت والدي بشأن اطلاعهما على المستجدات ذلك المساء قالا..
"العمة لم ترد أن تخبرهما بأي شيء قبل عودتها وزوجها لذا لا ينبغي لنا أن نتدخل ولنتركهما يعيشان هذه السعادة المؤقتة لأيام"

انتهت مدة العلاج وانتهت معها أيام أنانيتي..

عادت العمة في بداية شتاء ذلك العام..
حالما وصلا إلى المطار كنا هناك مسبقا بانتظارهما..

ركبا حال هبوطهما من الطائرة سيارة الإسعاف إلى المشفى..
كنت أترقب ملامح جيمين بخوف لأرى الفرحة تنمحي تدريجيا عنها فيسكنها الحزن والخيبة كسيد المنزل الذي استقر بذل المستأجر..

تبعنا سيارة الإسعاف بعد لحظات..
كانت ميرفي تسألني في الطريق عنا حدث وجيمين يرجوني الإجابة بنظراته..

وأنا..
أحترق في صمت.

في المشفى قالت العمة أن هذا الإجراء عادي وضروري في مثل هذه الحالات ولم يكادا حتى يصدقان هذه الحجة..
طلبا تفسيرا وأصرا على معرفة السبب..

حينها..
أشار لي أبي أن نغادر..
كأنه قرأ في ملامحي رغبتي في الفرار..

قررت عائلتنا الصغيرة الانسحاب ليتسنى لهم الحديث فيما بينهم براحة..

انتظرت عودتهما إلى المنزل ذلك المساء..
عرفت..
وحين رأيت تأكدت..
أن من خرجا من بابنا ذلك الصباح لن يعودا أبدا.
ولم يفعلا بعد ذلك اليوم أبدا.

بعد أيام..
غادرا شقتنا بعد أن اجتمعت عائلتهم مجددا..
كم كان منزلنا فارغا وموحشا دونهما.
بل نسيت كيف عشت وحيدة قبل ذلك..

وما زاد الطين بلة أن جيمين صار يتغيب عن معظم الدروس في الأسبوع الموالي..
ثم انقطع تماما!

قلقت عليه بشدة وتساءلت عن السبب طوال تلك المدة..
أفكر بقلق به ليلا ونهارا..
كم خفت أن يكون مرض قد أصابه وتبادرت إلى ذهني كل الأفكار السيئة!

توجهت ذلك المساء إلى منزلهم لأطمئن نفسي..
دخلت وجلست مع العمة أسأل عن أحوال العم..
نظرت يمينا ثم شمالا ولا أثر لمريض آخر هنا..

فسألتها عن جيمين وعن أحواله..
"لم يتغيب عن الثانوية هذه الأيام؟"

أجابتني بضحكة مصطنعة..
"لقد ترك مقاعد الدراسة"
اجابتني ببساطة كأنما هذا الأمر الجلل بسيط كشربة المياه..

صدمت..
شعرت وكأنما دلوا من جليد سكب فوقي.

"لماذا ؟! لماذا فتى بنبوغه وشغفه سيترك مقاعد الدراسة؟"

روحي انكسرت.
كنت أعلم في أعماقي مقدار ما بنى من أحلام لمستقبله..
كلها تتحقق فقط إن أكمل دراسته!

قالت بابتسامة ذابلة..
"الظروف اقتضت ذلك، وحالها لم نجد حلا غير هذا"
نزلت دمعة من عيني..
وأخريات تبعنها..

"ألسنا عائلة؟"
والله يعلم أنني تصورتهم عائلتي حقا..

"ألا تكون العائلة عائلة إلا اذا اتحد أفرادها في مثل هذه الظروف؟"

اغرورقت عيناها بالدمع
"أنا لم أصادف يوما بطيبتكم وشهامتكم في موقفنا..
إن أفضالكم علينا أغرقتنا خجلا..
وقد عرض والدك قبلا المساعدة لكن جيمين رفض..
قال أنه رب المنزل الآن وهو المسؤول عنا..
لا تحزني عليه فهو يدرك ما هو مقبل عليه عزيزتي"

يدها امتدت لخدي قرب عيني مكان دمعتي وأمسكت يدي بين كفيها.

"إياك أن تشعري بالشفقة عليه أو تتأسفي لحاله..
فأنت لا تعلمين كم تسبب له نظرتك هذه من دمار"

لم أفهم لماذا كان رأيي يعني كل ذلك لهم!

قالت..
"افخري به..
صار رجلا مسؤولا قبل الآخرين"









♡___

*قلب مكسور*

رَوْنَقْ ↲ P. JM ↱حيث تعيش القصص. اكتشف الآن