Chapter ||24

2.7K 520 94
                                    


.
.
.
.
.

#إينجي

في الغد أخبرت والديَّ على مائدة الفطور أنني قبلت عرض الزواج ..
وأن عائلته ستزورنا بعد أيام ..

أمي كانت سعيدة جدا ..
باركت لي و استمرت في السؤال عن التفاصيل و ما ينبغي أن نحضره لتلك الزيارة ..

أما أبي فالتزم الصمت و لم ينطق ببنت شفة ..
كأن كل ما كان يجري لم يعن له شيئا ..

وأنا ..
فالتزمت نوعا آخر من الصمت..
صمت الاستسلام..
صمت الخضوع.

فكرت في أنه يكفي أن الجميع سعيد بهذا الارتباط فلماذا يجب أن تهم سعادتي أنا !

و أقنعت نفسي أن جين مناسب ..
بل مثالي..

لذا لا يجب أن أضع لمشاعري أي اعتبار.
فأنا إن تعلمت شيئا واحدا بعد كل ذلك فهو أن المشاعر تبذير لكل شيء !!

و أن الأحلام تظل دائما أحلاما حتى نستيقظ و ندرك أننا نعيش في الواقع.

و جاء ذلك اليوم ..
قمنا بكل الاستعدادات و ملأنا الطاولة بما طاب من الحلويات ..

و أنا كنت في أجمل حلة لي ..

جلسنا في انتظار قدوم الضيوف.
لم تكن أمي أبدا بتلك السعادة إلا حين نجحت في إمتحاناتي ..
و لم أرد لشيء مهما كان تافها أن ينغص تلك الفرحة عليها ..
لذلك ادعيت الفرح و نشرت الابتسامات رغم أنني كنت رمادا من الداخل ..
شظايا حريق ..
ركاما رماديا لا سعادة فيه و لا حزن .

و وصل الزائرون.
جلسوا بعد حفاوة الاستقبال ..
كانت الأفواه تمدحني بعد أن دخلت بالصينية ..
و رأيت العريس يبتسم في طرف القاعة..

ثم جلست هناك بين وجوههم الضاحكة كأثاث ..
كخزانة ...
بل كمزهرية يمدحون جمالها و خصالها و هي جامدة لا يهمها شيء !

كان كل شيء يسير إلى مبتغاه حتى..
حتى نطق والدي و خرج من صمته.

"أعتذر.. لكن هذا الزواج لن يتم"
لم أسمع حتى الحجج التي قدمها..
بل لم أدرك أن ما يجري كان حقيقة و ليس حلم حتى رأيت الضيوف ينصرفون منزعجين و أمي تحاول أن تلطف الأجواء..

صدمت ..
أليس هذا حلم والدي !؟
ألم يرد هذا الارتباط من أصله !؟

رَوْنَقْ ↲ P. JM ↱حيث تعيش القصص. اكتشف الآن