.
.
.
.
.
#إينجي
"وما الذي كنتِ تفعلينه لثلاث سنوات في الجامعة إذن!! "
صرخ جيمين لأصمت.
شعرت كأني أبتلعُ الغُصة كأنها جبل..
ألقيت نظرة أخرى على جسد العم المرمي أمامي و الحياة تنقطع عنه و أنا أنظر !!
كنت أدرك أكثر أنني بلا فائدة و لا يمكنني إلا أن أراه يحتضر تماما مثلهم ..
"آسفة"
قلت بحروف لم تكد تخرج من شفاهي.عندها علت أصوات نحيبهم أكثر..
ربما كنتُ أملهم الأخير و قد انقطع !أحسست بالعجز ذلك اليوم..
تمنيت لو كنت أكبر بسنة ..
أو أكبر بسنوات قليلة !!و كم كرهت واقع أنني حفظت جبالا من الأوراق فقط لأقف فوقها اليوم و أعلن أنني عاجزة !!
علمت إلى أين كان يمضي العم .. غيبوبة في أحسن الحالات و موت في الأسوء ..
بل علمت أن تلك اللحظات مصيرية في حياته و لم أستطع أن أفعل شيئا !!
وقفت كالتمثال..
بل كدمية الرمي أتلقى سهام الذنب من كل جانب..
وبكاؤهم كان يمزق ما بقي من جثتي.وصل المسعفون بعد دقائق و اصطحبوا العم إلى المشفى..
علمت بداخلي أنه فات الأوان ..
و كنت محقة ..
العم توفي هناك في المشفى بعد يومين.لا يمكنني حتى أن أصف ذلك اليوم بالكلمات..
لم أتوقف لحظة عن البكاء رغم أنني حاولت ذلك مرارا..ولمت نفسي لعجزها !
و كرهت جهلي و قلة حيلتي حينها !!كبُرت العمة سنوات في لحظات ..
لم تتحرك من مكانها و لم تحدث أحدا..تولت أمي ضيافة المعزين ..
و تولى أبي الرجال منهم..لازمت ميرفي طوال اليوم..
لم أتركها لحظة.ولم أدرِ ما حل بجيمين الذي لم أره منذ أعلن لنا الخبر.
مرت أيام العزاء طويلة ..
حزينة موحشة.
يحيطها الذنب ..
والعجز .و تكبلنا تلك الذكرى لرجل كان يموت بيننا فلم نواجه شبح الموت بغير الدموع !
تغيرنا كثيرا بعد ذلك ..
كلنا دون استثناء و إن كان بدرجات متفاوتة..حتى بعد مرور أشهر لا يزال ابي لا يخبرنا قط عن قصص ابتهاج و تعامل جيمين اللين مع الزبائن..
بل صار فقط يحدثنا عن شروده و صمته الدائمَين..
جراحنا كانت تندمل لكن الندوب كانت أعمق في نفس جيمين ..
قلقت عليه بشدة..
لكن لم أستطع أن أواجهه لأسأل عنه !ميرفي كانت بين عيني دائما ..
كنت أرى أنها استطاعت أن تعود بشجاعة إلى وضعها السابق و لا يبدوا أن الأمر كذلك بالنسبة له.في مساء الغد توجهت إلى المحل..
قررت أن أواجهه أخيرا..دخلت هناك لأجده يقوم ببعض الأعمال جالسا..
"أريد محادثتك خارجا"
نبهتُ ليرفع بصره لثانية ثم أخفضه مجددا لما كان يفعل.."لا أستطيع أن أترك المحل فارغا"
تحدث مستغرقا في عمله.."أغلقه، أنا في الانتظار"
قلتُ وانتظرته خارجا..مشينا متباعدين إلى المنتزه القريب ثم جلسنا على أحد المقاعد..
جوٌ ربيعي بنسمات باردة..
"كيف حالُكْ؟"
"بخير"
ابتسمت"أتذكر حين كنا نلعب هنا خفية حتى لا نغضب أهلنا؟"
ابتسم و أجاب..
"أجل""أعرفكَ حين تكذب منذ ذلك الوقت"
"لم تعودي تتعرفين علي منذ زمن"
قال بسخرية..
فتجاهلت هذا.."لقد فعلتَ كل ما أمكنكَ في سبيله ..
بل أكثر من ذلك.. لكن كانت هذه مشيئة القدر فلا اعتراض عليها"ردّ بسكون
"هذه سنة الحياة"
سكت قليلا ثم أضاف.."يعذبني ضميري"
لمحت دمعة في عينه تنذر بالوقوع .."أنا أجلس مع نفسي أحيانا وأفكر أنه ربما كان يمكنني أن أفعل أكثر له..
ربما قصرت في واجبي تجاهه"يدي امتدت نحو خاصته تعانق ظهرها بلين
"كُنتَ أحسن إبنٍ قد يتمناه أيُ والد"
و عنيت ذلك حقا !!فابتسم .. و صمتنا لبرهة..
كنا قريبَين..
في ألسنتنا ألاف الكلمات ..
في قلوبنا أحزان و عتاب لكننا اخترنا سويا لغة الصمت.غادرنا بعد مدة ..
بيد أنني لم أحرز الكثير في هذا اللقاء !لم أستطع أن أقول الكثير لأنني لا زلت ألوم نفسي .
لكن تمنيت حقا أن أكون قد أخرجته و لو قليلا من مستنقع الحزن الذي غرق فيه لأشهر.
♡________
تعليقاتكم حفزتني ♡
أنت تقرأ
رَوْنَقْ ↲ P. JM ↱
Fanfictionالباب المجاور للعمارة ~ [قصيرة|مكتملة] Best ranking: 1#parkjimin