Chapter||29

2.9K 544 95
                                    


.
.
.
.
.


قال بتردد ؛
"أحبك ..جدا..
أكثر بكثير مما تتصورين.. منذ سنوات"

شعرت كأن العالم توقف للحظات..
بل كأنني فقدت الإحساس بالمكان و الزمان.
صدمت وفرحت بل أكاد أطير من السعادة..
فرحة لدرجة ظننت أنني أتخيل !!

" ماذا؟"
قلتُ فارتبك وقال ؛
"أرجوكِ لا تقاطعيني و اسمعيني حتى الأخير!"

صمتَ قليلا ..
تنهد و تابع حديثه:
"أحببتكِ دائما ..لكنك لم تفعلي أبدا!
ولأنني كنت دائما أقل مما يجب في نظرك ..
حاولت كثيرا أن أكون الأفضل في كل شيء رغم أنه كان صعبا جدا"

نظر إلى عيني كأنه يريد اختراقها
"لكن فعلت كل ذلك إينجي..
فقط لأجلك..
لأنك أبدًا لا تكتفين بالقليل"

كنت سعيدة جدا ..
لدرجة أنني أصبحت بكماء و عجزت عن الكلام !

أردت أن أقول:
'تمهل!
فجرعة كهذه قد تقتلني في لحظات'

و أن أقول: أنني أحببته أكثر بكثير مما فعل..
ليس لأنه الأفضل أو الأذكى ..
بل فقط لأنه هو !!
جيمين فقط.

لكنِ كنت صامتة كعادتي ..
تخونني كل الكلمات معه.

وانتظرت أن يكمل حديثه، فأكمل ؛
"ثم مرِض والدي..
وأجبرتني الحياة أن أترك كل ما بنيته لأجمع مالا قليلا لعائلتي.
ولم أعترض..
ذاك قضاء القدر ولا اعتراض عليه..
لكنك حين نظرتِ إلي بتلك النظرة حين دخلتُ بملابس البناء ..
شعرت أنني هويت من سقف السماء إلى أسفل الأرض!
وعلمت أنني خسرت كل فرصة معك..
كنتِ أنتِ تتقدمين بأضعاف أضعاف ما فعلت أنا..
وكلما مرت الأيام كبرت الفجوة بيننا و تركتني خلفك بأشواط..
حتى صرتُ هكذا..
لا شيء أمامك!
كنتُ أتعذب لأنك لا ترين فيَّ شخصا يستحق المحبة..
بل مسكين يستحق الشفقة!
كرهت كل نظرة خيبة منك إلي..
حتى صرت أتجنبك حتى لا أرى قيمتي تنقص أكثر في عينيك ..
صدقيني أردت أن أنساك حقا و أدفن مشاعري ..
لكنني أحببتك ..
لدرجة أنني لم أعلم كيف يكون النسيان فاستمر حبي لك في النمو و لم أستطع الابتعاد عنك"
وصمتْ.

"لا تصمتْ الآن..
أريدكَ أن تخبرني بكل شيء!"
قلتُ لأنني لم أستطع أن أنتظر دوري أكثر لأوضح له كل سوء فهم!!
لأخبره أنني كنت دائما فخورة به..
وكم كبر في عيني بعد كل تلك التضحيات!
وأننا كنا عكس ما توقع تماما..
أنه كان في القمة و كنتُ لا شيء!

"في ما يخص زواجنا ..
هو لم يكن تماما طلبا من والدي و إنما حلمي من البداية ..
فأنا في حديثي معه في آخر أيامه..
سألني عن رأيي بك كعروس لمنزلنا..
فارتبكتُ و عجزت عن الإجابة ..
أخبرني أنه في آخر أيامه لذا لن ينتظر اعترافي برغبتي في الزواج منك أكثر من ذلك..
وأنه سيُحدث والدك بشأننا لأنه يعلم أنني لن أفعل ذلك يوما.
فقبٌَلت جبينه بكل شكر..
وحين أخبرني والدك عن موافقته..
ظننت أنه أخبركِ و أنكِ وافقت أيضا !
كنت سعيدا جدا بذلك..
وانتظرتك لسنوات!!
سنوات وأنا بذروة سعادتي..
ممتن لحظي لأنه حقق لي هذه الأمنية و لم أطلب غيرها حقا..
كنت أرى دائما أنني عديم الجدوى و حياتي بلا هدف حتى كنتِ أنتِ هدفي!!
فأحببت حياتي فقط لأنكِ في يوم ما ستكونين جزءً منها ..
بل كلها!
ثم ..
ثم جاء ذلك الطبيب"
وضحك بسخرية ؛

"كنت غافلا جدا في أحلامي و نسيت أن الحياة لا تعطيني أبدا دون مقابل..
حقا أردت أن أمنعك ..
أردت أن أواجهك حينها..
لكنني استسلمت ببساطة..
لأنني لم أجد أي مجال للمقارنة بيننا..
فهو طبيب و أنا عامل بسيط في محل والدك!
ثم إنني ظننت أنكِ أردتِ الزواج منه و لم يكن هناك داعٍ للمحاولة حتى..
لذلك ابتعدت عن طريقك.
لا يمكنكِ حتى أن تتخيلي صعوبة ذلك..
لكنني مضيت فيه..
حتى طلب والدك أن نتزوج و أعطاني أملا في الوصول إليك من جديد..
وافقتُ رغم أنني علمت أنك رافضة و آلمتني حقا طريقتكِ تلك في رفضي.
لكنِّ غضضت بصري عنها و أردت أن أتمسك بكِ لأن حبي لكِ أعمق و أقوى بكثير من رفضك ..
قلتُ في نفسي 'لا بأس'
ليس شرطًا أن تبادليني نفس المشاعر..
فحبي الكبير لك سيكفينا كلينا ..
كنت أبتلع ألمي حين أرى الحزن في عينيك بسبب ارتباطنا..
وأقول 'لا بأس'
فرحتي وحدي تكفي كلينا.
وحين أشتاق لرؤيتك و لا أستطيع ..
وأشتاق إلى ابتسامتك و بريق عينيك حين تفرحين..
لا بأس ..
يكفي أنكِ تمضين في هذا الطريق معي و لم أطلب أكثر.
وقلتُ ستعتادينَني و لو قليلا بعد الزواج..
فبالنسبة لي أن أحصل عليكِ رغم أنك رافضة لي خير ألف مرة من أن تكوني لغيري!!
لكنِّ كنت مخطئا"
صمَتَ مطولا..

وبدأت الدموع تتلألأ في مقلتي عينيه..
تتراكم عند آخر الجفن و تستعد للنزول..

كنتُ أطير من السعادة لأنني نلت الاعتراف الذي أردته لسنوات قبل لحظات..
لكن كل فرحتي انتهت في لحظة و أحاطني الحزن بدل ذلك..
و ندمت بشدة.
لأننا أضعنا كل ذلك الوقت من عمرنا نحترق سويا بداخلنا..
فقط لأننا لم نكن جيدين مع الكلمات..
فقط لأننا لم نمتلك ما يكفي من الشجاعة.

لم أظن للحظة واحدة أنني كنت أسبب له كل ذلك الألم..
ليس لشيء ..
فقط لأنني كنت صامتة!!

أشاح بنظره بعيدا ..
أدار رأسه إلى الجهة المعاكسة و مسح دموعه ..

تنحنح ثم استدار نحوي مجددا..
أغلق عينيه و تنفس بعمق ..

"آسف ..
أنا أستغرق كثيرا من الوقت ..
لكن ما أريد قوله الآن ..
ربما أصعب كلام سأقوله في حياتي"

ابتسم بألمٍ وقال ؛
"فلننفصل"














♡_______

نزعتلكم الفرحة من بدايتها (*˙˘˙*)

والبارت القادم الأخير ♡

رَوْنَقْ ↲ P. JM ↱حيث تعيش القصص. اكتشف الآن