Chapter|| 25

2.7K 518 41
                                    

.
.
.
.
.

#إينجي

صوت صفق الباب أخرسني..
حينها انتهت مسرحية غضبي و ذهبت مستسلمة إلى غرفتي وسط صمت قاتل.

دخلت غرفتي و أغلقت الباب ورائي..
جلست أفكر في كل ما جرى و كيف اتخذت الأمور فجأة هذا المسار الغريب!

لو أطلعني والدي على هذا الوعد فقط قبل أيام..

كنت سأرتفع عن الأرض من فرط سعادتي ..

بل كنت لأحلق من الفرحة لأنني كنت لأظنه يريدني زوجة له على الأقل ..

لكن الآن و بعد أن فشل في أول اختبار..
الآن و قد سلمني إلى غيره و هو يعلم أنني موعودة له

فقد سقط في عيني من القمة إلى الحضيض !
و تحول من حلم جميل إلى كابوس !

أرحم بالنسبة لي ألف مرة أن أكون لغيره بدل أن أكون له غصبا !!

لأنني لست من تُفرَض على أحد.

دخل أبي بعد طرقه الباب ليقطع خلوتي..
وجلس بجانبي ..
"أعتذر عما حدث إينجي..
لقد استدعاني والد جيمين في آخر أيامه و تحدث إليّ بشأنكما"

تنهد قليلا ثم قال؛
"طلب يدكِ مني و وافقت"
وسكت.

أراد ربما أن يجس نبضي لكنني كنت كالصخرة أو أقسى ..
لا أتأثر و لا ألين.

نظر بعمق إلى عينيَّ ثم قال ؛
"أنتي أغلى ما لدي..
ولم أكن لأوافق لو لم أكن متأكدا أن جيمين سيسعدك و يكون خير زوج لك"

قبّلَ جبيني وأضاف ؛
"رفضت هذا الطبيب اليوم و كنت لأرفض الوزير إذا أردت..
لأنني أعلم أنه لن يبذل في سبيلك نصف ما سيبذله جيمين..
لذا ثقي بي يا ابنتي! و فكري مليا قبل أن ترفضي!!"

أنا..
لم أرد أن أفكر ..
"لكنك لم تجبني يا أبي!!
لماذا تركتنا نصل إلى هذا الحد لترفض الجماعة و تخبرني عن هذا الوعد!
ألا ترى أن جيمين لم يعترض على زواجي من شخص آخر لأنه لا يريدني!
أنت و والده تفرضان هذا القرار علينا كلينا!!"
قلت في غضب..

فأجاب؛
"وكيف لك أن تعلمي ما بداخله و أنت لا تفهمين ما يمر به؟
لا تحكمي عليه لأنك لم تكوني في موضعه أبدا..
فهو وبعد وفاة والده بأشهر..
أراد أن يتقدم لخطبتك و أنا رفضت..
أخبرته أنني لا أريد أن يتشتت ذهنك بشيء قبل أن تنهي دراستك..
فأخبرني أنه سينتظر..
وانتظر لسنوات ولم يعترض!
ثم علم أن هناك من سيتقدم لخطبتك و أنه شقيق صديقتك..
وفوق كل ذلك طبيب مثلك ..
ضعي فقط نفسك موضعه!
أنا لم أرد أن أظلمه يا ابنتي لذلك منحته هذه الفرصة!"

وصمت قليلا ليمنحني فرصة للتفكير ..
ثم تابع عرض حججه مجددا ..
والتزمت أنا الصمت..
لم أحتجّ..
لأن الرفض بدى مستحيلا أمام إصرار والدي ..
رغم أنني لم أقتنع بنصف ما قاله و في ذهني تبادرت عشرات: 'ماذا لو؟'

لكنني أسكتها كلها..
و قلت في استسلام؛
"إفعل ما تراه مناسبا أبي فأنا لا اعتراض لدي"

ابتسم أبي و ارتاحت ملامحه..

"نحن لا نتمنى لك غير الخير و السعادة إبنتي..
فأنت حلم حياتنا"

فابتسمت و قلت ؛
"أعلم يا أبي ..
وأنتم أغلى ما لدي"
و عنيت ذلك حقا..
بل لدرجة أنني مستعدة للتضحية بكل شيء حتى تبتسم ملامحهم دائما.

كيف سأرفض العريس المثالي في نظر أبي ؟
لذلك وافقت !
فبعد كل شيء ..
لا يهم رأيي و قطعا لم يهمني رأي جيمين بي ..

أعلم أنه حتى و إن تزوجني رغما عنه..
فسيجتهد ليجعلني أسعد زوجة لأنه هكذا !

و أعلم أنه سيدوس على قلبه و يتحمل جميع مسؤولياته دون اعتراض لأنه هكذا !

و سيبتسم و ينشر السعادة حوله و لن يدرك تعاسته غيري لأنه هكذا !

لأنه اعتاد التضحية حتى نسي نفسه.. لأنه يضع سعادة الآخرين قبله..
لأنه ليس أنانيا كسائر البشر رغم أنني أردته أن يكون أنانيا لمرة و يحارب لأجلي و لم يفعل !

لم يقبل و لم يرفض ..
وتركني معلقة في الوسط كأضحية و قبلت بذلك... لأنني لم أعد أهتم بمكانتي لديه.

في الغد ..
عاد أبي من المحل و أخبرنا أن جيمين موافق على الزواج و عائلته ستزورنا لتجعل الأمر رسميا بعد أيام ..

ولم استغرب ..
بل لم أبالِ..
وعلمت منذ البدء أنه سيوافق ..
لأنه يستطيع التضحية حتى بكبريائه في سبيل الآخرين !

أبي كان سعيدا جدا هذه المرة و أمي تقبلت الأمر و تحمست لهذا الزواج في الأخير..
لأنني أظل ابنتها الوحيدة !

كنت الوحيدة التي تمضي إلى هذا الزواج دون اكتراث.











♡________

أربعة..

رَوْنَقْ ↲ P. JM ↱حيث تعيش القصص. اكتشف الآن