Chapter||26

2.7K 519 89
                                    


.

.
.
.
.
.

#إينجي

لم تكن أن لا تدخر أمي جهدا في التحضير لزيارتهم لنا ..
هي لم تقصر في حق الغرباء فكيف إذَا تعلق الأمر بمن اعتبرناهم أفرادا من العائلة..

و أنا تزينت أحسن من المرة السابقة..
ربما فقط لأسقي ذلك الغرور الذي ينمو بداخلي بعد رفضه لي !

طُرق بابنا..
ثم دخل الضيوف رفقة أمي..
دخلت الغرفة بعد مدة أحمل الصينية و رأسي مرفوع لا أخفضه

جلست هناك ..
و نظرت إليه.

طبعا كان يبتسم بتصنع كعادته دائما ..
وكذلك فعلت أنا..

لا بأس ..
فكلانا جيدان في التمثيل.

اتفقوا على الشروط على أن يحددوا موعد الخطبة لاحقا ..

سألوا كلانا إن كنا نقبل ..
فأومأ كلانا بلا اكتراث أن 'نعم'

فتعالت التهاني بعدها ..
تهانيُّ فرحة بوفاة شهيد حرب بينهم ..
وذهبوا بعد مدة لتعود للحياة عاديتها.

حتى بعد اعتذاري عدة مرات ..
بيد أنني لن أستعيد صديقتي يوران التي اعتدتها أبدا.
كانت حقا أكبر خسارة بعد كل ما جرى..

صارت أيامي في الجامعة بعد ذلك جحيما لا يطاق بعد ما لحقني من الإشاعات التي لم أعلم حتى مصدرها و استسلمت لها..
ولم أرد أن أبرر لأي أحد.

و بعد فترة بدأت المياه العكرة بالركود و نسي الجميع قصتي.

ما كان ينتشلني من حزني تلك الأيام هو زيارات ميرفي النادرة ..

فهي على انشغالها بعامها الأخير في الجامعة لم تكن تقصر في زيارتي و السؤال عني ..

كنت أسعدُ كثيرا بحديثنا..
حتى تذكرني بأنني سأصير كنة لهم ! 
حتى تفتح موضوع الزواج !!

حينها أنقلب من السعادة إلى الحزن ..
وأبدأ الإدعاء مجددا.

أراد والدي أن يكون حفل الخطبة قريبا..
لكنني طلبت أن يكون بعد أن أنهي العام الدراسي ..
أردت فقط أن أؤجل موضوع الزواج قدر استطاعتي.

لأمنح فترة أطول لجراحي حتى تشفى و أتقبل أخيرا زواجي من شخص لا يريدني و لا أريده !

وكنت كلما مرَّ يوم أدعو أن يمتد الغد و يطول حتى لا يمضي سريعا و يقترب الصيف أكثر..
فتلك الخطبة إن عنت شيئا واحدا فهو أن ارتباطنا بالحزن و التضحية سيصير رسميا !

طبعا جيمين لم يكن حتى يسأل عني طيلة تلك الفترة..

وفي المرات القليلة التي التقينا فيها لم نتبادل غير التحية و السؤال عن الأحوال..
لا زلنا غريبين

اقترب موعد الخطبة و استلمنا التحضيرات..
ذهبنا لشراء الخواتم فاخترت بلا اكتراث أبسطها حتى لا أحرجهم بسعره..

وحاولنا أن نجعل كل طلباتنا بسيطة لأننا نعلم أحوالهم و لا نريد أن نضغط عليهم.

وحل ذلك اليوم..
أقمنا الحفل في قاعة للحفلات لضيق منزلنا..
رغم أنه لم يكن لنا الكثير من المدعوين!

بالغت أمي في كثير من التحضيرات..
وكلما اعترضت قالت ؛
"لقد انتظرتُ هذه الأيام عمرا وأريد أن أفرح بها كيفما أريد"

ليتني استطعت أن أقول نفس الشيء يا أمي...

وصلت عائلة العريس بعد مدة قصيرة ..

وتقدمهم جيمين ببذلته التي زينتها ابتسامة عريضة خاطفة للأنفاس على وجهه..

كان يجيد التمثيل أحسن مني !
الغريب أن هذا الحلم راودني كل حياتي و تمنيت حقا أن أعيشه ..
لكنه تحقق بكل الطرق الخاطئة !!

ثم جاء حيث نُلبس خواتم الخطبة..
فعل هو  وسط التصفيقات وفعلت له المثل..
متجاهلة كل قطرة مشاعر تُذرف مني إثر  ملامسة خفيفة.

حين نظرت إلى اصبعي..
وجدت خاتما يختلف تمام الاختلاف عما اخترت!
كان جميلا !
رائعا !!
ومتأكدة أنه أغلى بكثير !!

رفعت رأسي مندهشة إلى جيمين..
فابتسم

ثم وصلت الكعكة..
قمنا بتقطيعها معا ..
أخذ ملعقة منها وناولني إياها..

كجزء من عاداتنا.. على العريسين إطعام أول ملعقة من الكعكة للآخر ..

وفعلت المثل أيضا

و في حين إنشغال الجميع بتقسيم وتناول الكعكة..
سألني جيمين هامسا بجانب أذني ؛
"هل أعجبكِ الخاتم الجديد؟"

فأجبته بلا اكتراث ؛
"جميل.. لا يهم !
كل الخواتم متشابهة على كل حال"

فانقلبت ابتسامته وُجومًا في ثوان !!

ولم أهتم بذلك ..
لأنه سأل الشخص الخاطئ..
كان ينبغي أن يسأل أبويَّ أو عائلته..
فما أنا إلا دمية في كل ما يحدث !
 
وأنا إن ادعيت السعادة أمام كل من عرفته ..
فلن أدعيها أمام من كان سببا في حزني!

بعد اتمام جميع المراسيم انتهى الحفل..
وعدت إلى منزلي بخاتم يقيدني و يعلن انتمائي لشخص واحد دون الآخرين..

شخص أردته قبلا..
و الآن فُرضت عليه !

















♡________

ثلاثة...

رَوْنَقْ ↲ P. JM ↱حيث تعيش القصص. اكتشف الآن