عناقي الثاني

1.6K 17 3
                                    

عناقي الثاني


نعيش على أمل أن تأتي لحظة محملة بالسعادة ، ننتظر ، نتعب ، نرهق أنفسنا نبذل الوقت والجهد في ترقب علَّ الحظ يمطرنا لحظة سعاده ، تأتي تلك اللحظة فتهتف قلوبنا نغني ونطير داخليا ، نستبشر خيرا وما هي لحظات حتى نرى أنها لم تأتي بما هو جديد وسعيد 

******

هل بإعترافها هذا قد أرضت فضوله ؟ 

كانت على وشك سؤاله إلا أن ذلك الصوت القادم من المطبخ صرف تفكيرها عن أي شيء اخر وفي خلال ثانية أصبح الكسندر أمام باب المطبخ وتبعته هي ، كان المكان عائما" بالماء و باب المطبخ المطل على الحديقة الخلفية مفتوحاً على مصراعيه ، والمياة قد تدفقت لداخله، ومن دون تفكير أندفعت إلى الداخل لتقديم المساعدة كان واضحا" أن الباب قد فتح نتيجة سقوط أغصأن شجرة السنديان التي تطل على المطبخ بفعل الرياح القوية التي بدأت منذ بعض الوقت فسألته:

-- أين تضعون الفوط الخاصه بمسح الارض؟

وبعد ساعة أنتهى تنظيف المطبخ من الماء وإخراج الاغصان التي تدلت وسقطت وعندما عاد اليكساندر من الخارج كان قد ابتل بالكامل فما كان منها إلا أن اخذت المنشفة التي لفت بها شعرها وقدمتها له لكي يجفف يديه ووجه بينما هي كانت تبحت عن منشفة اخرى ،

-- شكرا إيلينا قال اليكساندر لا داعي للبحث سأصعد للأعلي لتبديل ملابسي وأعود ..

كان شعرها قد جف وعندما دخل اليكس للمطبخ كأنت تدير ظهرها له تسرح شعرها الاسود الطويل، لم تعرف ما إذا كان ما قامت به منذ قليل هو الذي جعلها تشعر بمزيد من المعافاة ، وبالقدرة على تقييم خياراتها بمنطق أكثر مما فعلت،

قال لها وعيناه تتأملان لون شعرها ...

-- شكرا على مساعدتك كان عملك رائعا، بالمناسبة لون شعرك جميل، أنا أحب الشعر الاسود "

-- كان عملاً مشتركاً بيننا، كان شعرها مسترسلا ناعما

يمتلك تلك اللمعة الطبيعية ، ووجهها خالياً من أي زينة كما أنها ترتدي قميص شقيقته والسروال الاخر الكتاني من حسن الحظ كأن قد أحضر أثنين ، جمعت شعرها بيديها ورفعته للأعلى بدبوس صغير وقالت بمرح:

-- من الأفضل أن أبدأ بالتفكير في ما علي فعله..

--بشرط الا تعودي ثأنية إلى ذلك المنزل ، قال هذا بلهجة حادة كيف لهذا الرجل أن تكون لديه تلك القدرة الفائقة لأثارة غضبها وبعصبية هي الاخرى أجابته

--وهل أبدو لك غبية إلى هذا الحد سيدي؟ رغم معرفتها الوثيقة بحاجتها لمعونته لذا عليها أن تكبح كرامتها وتتنازل عن عليائها فقالت مكرهة

-- كنت ، أنا فقط كنت أتساءل أن تكرمت بأيصالي صباحا" إلى يورك ، أو إلى اقرب محطة ، فأنا ليس لدي مكأن غيره لأذهب إليه...

سلسلة حصون العشق  حقوق النشر محفوظة باسمي hala aljberحيث تعيش القصص. اكتشف الآن