عناقي الخامس

881 19 1
                                    


عناقي الخامس

هو المطر .. يعيدني اليك بخوفي وقلقي وارتعاشي ، إلى البرودة التي تأكلني، إلى الحنين المملؤ بتكسر الموج إلى ذكرى روتها زخات المطر.

******

استيقظت مبكرا" كعادتها ، تركت غرفتها بعد أن بدلت ملابسها وهبطت للأسفل فلم تجد أي من سكان المنزل ، التفتت عائدة من حيث أتت ولكنها توقفت وسط الردهة المؤدية لصالة الجلوس فوجدته يقف بملابس نومه ينظر إلى وجهها ، يقف دون حراك يحدق فيها كالمسحور ، بتوتر اعادت شعرها للخلف ،

-- صباح الخير سيد اليكس قالت وما زال يحدق بملامحها المرتجفة ...

-- ايلينا أنا ، لكنها لم تبق لتسمعه ، ولت هاربة من أمامه فوجدت نفسها بغرفتها تغلق الباب الذي أبى أن يغلق أسرع اليكس إليها وامسك ذراعها بقوة قائلا فيما هي تحاول أن تحرر نفسها منه

-- اهدئي أنا لن أؤذيك ، وعدتك بأن أحميك ، نظرت اليه

فكانت عيناه تحدقان بعينيها وهو يركز أنتباهه ليقنعها أنها معه دائما ستكون محمية ، وأنه لن يؤذيها ابدا ، توقفت عن مقاومته لكنها بقيت تراقبه بحذر شديد مصحوب بالخوف ، وعندما شعر بأنها مصغية إليه، تابع ،

-- اصغي إلي جيدا ايلينا ، أي شخص مكاني كان ليحميك ، أنت عديمة الثقة، وهذا يمكنني أن أفهم سببه، ولكن حاولي أن تثقي بي لأنني ذو...

فقاطعته قائلة :

-- ذو عينين لا تستطيعان الامتناع عن النظر والتحديق ، ردت عليه بلهجة عدائية ، فلمعت عيناه بخشونة وهو يترك ذراعيها .

-- هل تعلمي ؟ غير معقول ، من المستحيل أن يتفاهم اي أنسان معك ، قال ذلك ثم استدار تاركا الغرفة ، وبعد دقائق

سمعت صوت محرك السيارة .

حسنا يبدو هذا مريح الأن واذا حالفها الحظ ستجد عملا قبل أن يعود من السفر.

*******

توقف المطر أثناء النهار لفترة بسيطة ، كانت تقف ايلينا أمام نافذتها تشاهد ساعة الغروب ، تمنت لو أنها عندما استيقظت صباحا كانت بنفس الاشراقة نفسها ، قال لها اليكس سابقا" أن طبيعتها، في الاساس، مشرقة ،وقد عكر تصرفها الارعن مزاجه.
تركت غرفتها وقد تملكتها الكآبة، لم تكن أحلامها هي الغمامة الوحيدة في يومها ، فبسبب تصرفها ، اختصر اليكس كلامه ، وأفسدت الأمر عليه ،استعرضت ايلينا أحداث اليوم وهي تشعر بالخزي من نفسها، ولمغادرته المنزل بهذه الطريقة.

سمعت صوت الجدة تنادي فذهبت للمطبخ حيث هي ، أبتسمت لهذه العجوز الطيبة ، فلا غرابة من أين أتى

اليكس بطيبة قلبه وحسن تعامله مع الاغراب ، دعتها لتناول كوب" من الشاي فتذكرت أن الساعة الأن تقارب الخامسة مساءا" وهذا هو موعد الشاي حسب العادات الأنجليزية القديمة.

سلسلة حصون العشق  حقوق النشر محفوظة باسمي hala aljberحيث تعيش القصص. اكتشف الآن