العناق الثامن عشر

646 13 7
                                    


ليس الحب فكرة، إنه عاطفة تسخن وتبرد وتأتي وتذهب، عاطفة تتجسد في شكل وقوام، وله خمس حواس وأكثر، يطلع علينا أحيانا في شكل ملاك ذي أجنحة خفيفة قادرة على اقتلاعنا من الأرض.

يجتاحنا أحيانا في شكل ثور يطرحنا أرضا وينصرف ، ويهب أحيانا أخرى في شكل عاصفة نتعرف إليها من آثارها المدمرة.

وينزل علينا أحيانا في شكل ندى ليلي حين تحلب يد سحرية غيمة شاردة.

للحب تاريخ إنتهاء كما للعمر وكما للمعلبات والأدوية. لكني أفضل سقوط الحب بسكتة قلبية في أوج الشبق والشغف كما يسقط حصان من جبل إلى هاوية.


مقتبس

تفاجأت ايلينا بطريق عودتهم عندما حطت الطائرة التي اقلتهم من أثينا العاصمة اليونانية بمطار أدنبرة بدلا من مطار هيثرو بوسط لندن، لكن سرعان ما أوضح لها زوجها بأنهما بإتجاه منزل جدتها التي أصرت على حضورهما فور إنتهاء شهر العسل.

كان إستقبال عائلتة والدها ودود جداً مما أسعدها ، لم تتوقع ذلك أبداً رغم تمنيها أن تحظى بعائلة كبيرة.

-- أنظروا لحفيدتي ما أجملها قالت جدتها وهي تحتضنها بين ذراعيها فور فتحها لباب المنزل الذي كان يعج بالمستقبلين مما فاجأ ايلينا واليكس معاً.

لم تكن تعرف أحداً سوى جدتها وعمها الذي سلمها لزوجها يوم زفافها، وقفت غير مدركة للموقف وهي تقدم لباقي أفراد الأسرة ومما صدمها وجود جدها وزوجته الجديدة التي ارتبط بها بعد انفصاله عن جدتها قبل مولدها.

--إذا أنت هي ايلينا ، قال جدها وهو يتأملها من الأعلى للأسفل وتابع

وهو ينظر بجدية لوجهها وقد شعر بتوترها فمنحها إبتسامة لطيفة قائلاً

--كم تشبهين والدك !!

أقترب منها ومنحها قبلة على جبينها وقدم لها التهنئة بزواجها ومد يده لمصافحة اليكس وطلب منه التحدث على إنفراد .

تنفست الصعداء عندما أبتعد جدها وعادت البسمة لشفتيها وهي تستمع لجدتها وتعليقاتها على زوجة جدها الجديدة .

*****

أصرت جدتها على إستضافة حفيدتها وزوجها لمدة أسبوع على الأقل ولم يجد اليكس أي مانع فقد أراد التعرف أكثر على عائلة أيلينا وبنفس الوقت إعطاءها المجال لتنخرط بينهم لتعوض ما فاتها طيلة سنوات عمرها التي عاشتها بعيدة عنهم.

كانت ايلينا واليكس قد قدموا الهدايا للجدة وعمها ، فيما كانت جدتها قد وضعت هديتها على السرير في الغرفة المخصصة لايلينا و زوجها ، فقد قدمت لها شالا خمري اللون من الصوف الكشميري صنع خصيصاً لها ووشاحا من الصوف الانجليزي لزوجها ، بينما قدم لها عمها لوحة نادرة للرسام الانجيزي جون كولير.

سلسلة حصون العشق  حقوق النشر محفوظة باسمي hala aljberحيث تعيش القصص. اكتشف الآن