الفصل السادس عشر

536 12 14
                                    


الفصل السادس عشر


كأنها فراشة رقصت وتمايلت على اوراق الشجر،

وكأنها التربة التي احيت،

و البذرة التي نمت وكأنها الشفاة التي تبسّمت،

لا تعلم لما بكت وكأنه الفرج،

هذا هو المطر وما يفعله بقلوب البشر ،

يأتي بعد العاصفة كما تشرق الشمس بعد الغيوم.

*****

استغل اليكس رحلتهم لحضور زفاف ابن خالته ليقوم بجولة سياحية بمصر حيث كأنت المرة الاولى التي يزورها هو وشقيقته وبالطبع ايلينا ودانيال فتوجهوا لمدينة الاسكندرية لقضاء بعض الوقت هناك بعد ان زاروا الاهرامات والاماكن التاريخية بالقاهرة حيث قام كينان بالحجز للضيوف بالمجمع التجاري الفندقي الاضخم في مدينة الاسكندرية والشرق الاوسط البرج الشاهق سان استيفانو الذي يقع على الشاطئ العام بطريق الجيش.
امضوا بضعة أيام قبل عودتهم للقاهرة ليلحقوا موعد اقلاع طائرتهم عائدين لمدينة الضباب .
--
كم استمعت بهذه الرحلة قالت فيكي التي جلست بالقرب من ايلينا ريثما يعود خطيبها وشقيقها اللذان ذهبا ليحضرا وجبة خفيفة للجميع.
--
وانا أيضا اجابتها ايلينا ، هذه المرة الاولى التي اغادر بها انجلترا تابعت
--
حقا !! سالتها باستغراب واردفت بعد ان شعرت باحراج ايلينا اسفة لم اقصد.
--
لا عليك فيكي بعد وفاة والدي لم اعش حياة طبيعية لذا لم يتسنى لي ان اغادر البلد للسياحة .
--
فتياتي الجميلات بماذا يتحدثن؟ قال اليكس وهو يجلس بجانب ايلينا بينا نهضت فيكي لتجاور دانيال كعادتها.
--
لا شيئ مهم حبيبي اجابته ايلينا وتابعت هيا اعطني ما احضرت لانني اكاد اموت جوعا.
--
ساطعمك بيدي ان اردت حبيبتي مازحها وهو يفتح غطاء علبة الطعام
--
هيا اطعهما قالت فيكي مشاغبة وهي تنظر لكليهما بينما كأنت ايلينا تشعر بالخجل فابعدت يده وتناولت العلبة وبدات بتناول الطعام وسط ابتسامة دانيال واليكس .
لم يتسنى لهما اكمال الطعام بسبب النداء للصعود للطائرة الا، ان الجميع اصر على اخد وجبته معه وقد بد الجميع وكانه قادم من مجاعة ما .
كانت الساعة تقارب الحادية عشرة ليلا عندما حطت الطائرة في مطار هيثرو وسط مدينة لندن ، فهمس باذنها اليكس ليوقظها من نومها.
--
لقد وصلنا حبيبتي ، رفع خصلة من شعرها كأنت قد غطت وجهها وتناول وشاحها ليضعه على كتفيها بينما كأنت تقف لتتناول حقيبتها الصغيرة .
ما ان خرج الجميع من بوابة المطار وسط ضجيج الطائرات المغادرة والقادمة بأنتظام فاجأتهم زخات المطر التي ما انفكت تزداد حدتها لتغرق الجميع فتعانقت أيديهما وهما يعبران الطريق الموصلة حيث تقف السيارة التي ستقلهما للمنزل لكنها توقفت منتصف الطريق قائلة
--
هل تذكر اليكس ؟
--
بالطبع حبيبتي اجابها وهو يمنحها ذلك العناق الذي تاقت اليه وكأنه به يخبرها بان العناق ما هو الا اكسير الحياة
--
الا يمكن ان تنتظرا لنصل للمنزل قال دانيال وفيكي بنفس الوقت ؟
لم يكترثا وسط زخات الماء وهو يغدق عليها من كلمات الحب والغزل وهي تنظر للسماء رافعة يديها تداعب القطرات وتتسائل هل تلك القطرات تشبه كلماته الرقيقة؟
كان عناق حميم بين عاشقين ادى لقبلة اخذتهما لعالم خاص بهما بعيدا عما يحيط بهما من صخب الحياة .
======
المرأة تحب الرجل ليس لانه الاقوى والاذكى بل لانه هو ، بقوته وضعفه ، تحبه لانه فقط هو ، فالحب عطاء ودفئ ، انه الحضن الذي ياوينا.

سلسلة حصون العشق  حقوق النشر محفوظة باسمي hala aljberحيث تعيش القصص. اكتشف الآن