دخل قاسم على غرفته الموجودة بالبيت اللي كانوا كلهم قاعدين فيه قبل وفاة سارة...قعد ع سريره بفكر مع نفسه وبتذكر سارة..ملامح وجهها، عيونها، شعرها، صوتها، ضحكتها، حتى طريقة مشيها..
ابتسم ابتسامة جانبية وقال مع نفسه
"تركتيني بكير...الله يسامحك بس...وعدتيني انك تروحي معي ،نسافر على ريو..مدينة احلامي...لكنك رحتي قبل م تاخديني عليها...بتعرفي اشي....بس اروح عاليابان وابلش شغل، رح اخد فترة استراحة، او زي م انتي بتحبي تحكيلها، فترة نقاهة، اسافر فيها ع ريو لحالي..اقعد عالشط...اكل اكلهم، اتشمس شوي....اسبح هناك واخد راحتي بدون اي قيود...المفروض انه كلنا نطلع، انا وانتي وزين ورزان وابتسام...لكنك تركتينا بكير"
مسح دموعه اللي انهمرت فجأة وكمل مع نفسه
"ما بدي اروح عاليابان يا سارة، بكره البدايات جدا...ما بعرف شو رح اعمل هناك، لو انك موجودة كنتي خبرتيني شو اعمل، كنت خليتين اروح بالغصب....لكن يا سارة كبرت قبل وقتي، موتك اضعفني كسرني..كبرني...اقسم بالله انه قلبي عم يحترق من جوا...عم بموت ببطء من بعدك....يا ريتني عرفتك من زمان...من زمان كتير، لو انه بابا حكالنا عنك بكير بس..كنت رحت لعند عيلة الوريث وسرقتك منهم، وكبرنا سوا وعشنا طفولتنا سوا.....لكنك....رحتي مني بكير كتير"
.........
مسح دموعه ببطء وهدوء وأخد نفس عميق...كانت انفاسه عم تطلع من صدره متل النار..
تذكر كل شي عملوه سوا...وبكا اكتر متل كأنه طفل فقد امه من شوي....
مسك راسه بين ايديه وقال من بين انفاسه اللي عم تحرقه
"الله يلعن الساعة اللي تعرفتي فيها على حاق، قال بده يخلصك من الحجر لأنه عم يضعفك...كان الحقير بيعرف انك رح تموتي، طيب ليش قتلك شو عملتيله!"
وانفجر اكتر من البكا، ارتمى عالسرير وشرد بالسقف وهو عم يمسح دموعه وتذكر موقف مع سارة
...
"قاسم قووم اصحا"
كانت عم تصرخ من برا الغرفة لحد ما دخلت ع غرفته
"شو بدك وليه!"
"شو بدي يعني قووم صارت الساعة 11 ..بدك تطلع معي."
"لوين!"
"ع جهنم"
ضحك قاسم وقلها
"مش مستعد اروح معك ع جهنم اذا ما اخدتيني على ريو"
"حبيبي صار معك فلوس..فيك تروح لحالك"
"لاء ي دبة...بدك تاخديني انتي لأنك بتعرفي ريو منيح"
ضحكت سارة وباست جبينه
"ماشي بس تقوم"
"طيب..عطيني ربع ساعة بس...او نص ساعة ساعة، عبين م اصحصح وافطر واشرب قهوة"
أنت تقرأ
وريث الزعيم
Romanceلم تنتهي حكاية سارة تركي القصير الوريث... ما زالت ذكراها تصدح في كل الأمكنة... كلنا ما زلنا نشعر بالعجز بعدها.. رحيلها كان أشبه ببتر ذراع وارواحنا
