تركتني سارة....اللعنة على ساعة وفاتها...
اللعنة على الشيطان حااق واللعنة على اشتياقي الها...
قبل سنوات وقت دخلت ع بيتنا اول مرة ما كنت مصدق انها هاي أختي الكبيرة بعد رزان وقاسم. ..وأنا جيت وراها....
كنت بتطلع عليها على انها شخص غريب إلى انها اظهرتلي فعليا انها هي ابنة أبي وأمي...الرحمة عليهم...والرحمة ع قلبي...ع قلبي اللي مات بعدهم...
ولسة اللي كان صدمة أيضا لما عرفت انه لأختي سارة في الها ولد....بعمر ال17 تقريبا..وتمت تسميته تيمنا بأحد رجالها القدامى...قيصر...اللي حكتلي انه مات وهو كان شبه زعلان منها بالأحداث الأولى...
قيصر....شبه سارة...اله تقريبا نفس الطباع....إلا انه يختلف عنها بشعره الأشقر ...ويشبهها بتفاصيل الجسد خاصة الجسد النحيل...والذي يستطيع تحمل القسوة والضعف...واخفاء المشاعر بكل سهولة وكأن لا مشاعر هناك...
اقترب عيد ميلاد سارة..18/8...يوم مؤلم...خاصة انه هاد اليوم رح يكون بكرا....
يعني لن نحتفل بهذا التاريخ الذي لطالما كان مقدسا عند سارة وزين....
قلبي ما زال يبكي على سارة...وما زلت ارثي نفسي...عنان اخي الصغير تعلق بها جدا في الفترة الأخيرة...خاصة لما سمع انها رح تموت بسبب خروج الحجر الممسوس من جسدها...
كان ما يحكي مع حدا..ولا ياكل. .ويقضي طول الليل أما نايم لليلة التانية او سهران لليوم التالي...
حاله من حال الجميع...
......
دخلت مكتب عز لانه طلب مني اني اجي
كيفك خالد؟
*بخير عمي
-بدياك. .تمسك المكان كم يوم...رح اسافر انا وقيصر كم يوم ونرجع...
*وين رح تسافروا؟؟
-النا سفرة ع بريطانيا ..وبعدين متوجهين ع هنغاريا...
*طيب وانا شو المطلوب مني بالضبط؟؟
-تمسك وتدير المكان ها لكم يوم بس...
*اكيد....
ابتسمله عز بحنية ومسك تلفونه وطلع من المكتب...بعد م طلع عز دخل سامي عالمكتب
خالد؟
تفاجئ خالد من الشخص اللي قدامه
انت؟؟؟ شو عم تعمل هون؟؟
وصار يدور خالد على أي شي ت يضرب سامي فيه لكن بكل لامبالاة صار سامي يضحك...
قعد سامي ع الكنبة وحكا اتطمن...رجعت أخدم لصالح سارة
*بس سارة توفت؟؟
-بعرف...وأنا عشان تأنيب الضمير جيت اعوض سارة واشتغل لصالحها مرة تانية...
تأمل سامي بوجه خالد عنجد انك اخوها...نفس ملامح الوجه....الله يرحمها. .وقت كانت تعصب مني كانت ترمي علي أقلام وورق...
*وانت تكون بكل لامبالاة تضحك
شغل سامي سيجارة وناولها لخالد
بتمنى انك تكون مدخن...لانه الواحد بهيك بزنس...بيحتاج لسيجارة
اخد خالد السيجارة من ايد سامي وقعد ورا المكتب.
شكله عز سلمك الإدارة هالفترة. ..تستحقها...
*طبعا بستحقها. ...
ضحك سامي وقال لازم اسميك العراب
*ليش ؟؟
سحب سامي دخان السيجارة بشراهة
كنت زمان القب سارة بالعرابة. .لأنها فعلا كانت العرابة. ...أنت هلأ كل حركة عم تتحركها. .حتى طريقة تدخينك. ..شبهها بالضبط..تستحق اللقب وعن جدارة...
سرح خالد بسامي. ..وفكر بنفسه
هاد شو بكون؟؟؟ بكل وقاحة جاي يقعد بمقر سارة بعد اللي عمله؟؟
.............
أن تشعر بالخسارة لمجرد انك فقدت شخصا ما كان من الصعب أن تصدق انك فقدته..وأنك ستفقده. ..
كان لزاما على الجميع أن يمضي...الحياة لا تتوقف عند موت أحدهم...لكنها توقفت....توقفت معها عقارب الساعة ودوران الأرض والزمن...ودقات قلبي...
سارة. ..كانت الوحيدة اللي بتشجعني اني اكمل هوايتي المفضلة...الهروب من الواقع للكتابة...
*وهﻻ وقفت عن الكتابة يا خالد؟
-انت ما بتعرف انه الكتابة عندي..كانت متل سارة بالنسبة الي...وسارة بالنسبة الي كانت متل الكتابة...الاتنين بخلوني. ..أحس اني جد استحق....استحق كتير أشياء يا سامي...
*خالد...الحياة بتمشي...فكرك انا مش تعبان بعد م توفت سارة؟؟؟ انا عملت فيها عمايل ما بتنعمل....غدرتها وانا كنت اخوها وصديقها ورفيق طفولتها....
وقف سامي وهو ماسك عكازه بعدين خلع عنه السترة ورفع أكمام القميص لفوق وحط العكاز ع جنب وقله لخالد تعال...نلعب لعبة..
*كأنك بطلت صغير سامي؟
-بعرف...بس هاي اللعبة كانت المفضلة عندي وعند سارة..
قام خالد باتجاه سامي وهو عم يتمتم مسبات ع سامي..لكن فكر انه ياخد سامي ع قد عقله..
وبحركة سريعة كان سامي ماسك خالد بحيث انه خالد مش قادر يتحرك ولا ينفد بجلده من سامي..
أتركني...
وبلشوا يتضاربوا سوا...سامي كان عم يلعب أما خالد كان جدا معصب وهو عم ينفث غليله بسامي...
وكان سامي سامحله انه يضربه لانه عرف انه خالد بحاجة لانه يبكي بسبب موت سارة المأثر عليه...كان خالد كاتم بقلبه كتير....
وبعد م انضرب سامي بقوة من خالد....وارتاحت شوي نفسية خالد قله سامي
كش ملك وضرب خالد ببطنه لحد م ارتمى خالد الأرض جنب سامي الي كل وجهه صار ينزف من ضرب خالد..وفرط من الضحك...بس وقف لما شاف خالد منفجر من البكا...ضمه بقوة لوقت طويل
بعرف هاد الشعور...انك كاتم بقلبك حزنك...أنت قوي خالد متلها. ...لازم توقف كتمان...
*انا مش قادر حكا من بين دموعه وهو مكسور وصوته متصدع. .طالع منه بصعوبة
بعرف...
وانزرع رأس خالد برقبة سامي وزادت حدة بكاه لحد م هدي...
أنت تقرأ
وريث الزعيم
Romanceلم تنتهي حكاية سارة تركي القصير الوريث... ما زالت ذكراها تصدح في كل الأمكنة... كلنا ما زلنا نشعر بالعجز بعدها.. رحيلها كان أشبه ببتر ذراع وارواحنا