زين
بعد وفاة سارة بسبب خسارتها للحجر الاسود اللي كان بداخلها طوال حياتها، اللي كان مخليها على قيد الحياة رغم انها ضعفت جدا بأخر فترة..
كل شي اختلف من بعدها، والدي عز فقد قدرته على التحمل وانهار كليا، ابني عز الصغير صار يشعر بالوحدة رغم وجودي انا والدته..الا انه كان متعلق بسارة جدا جدا...
ماري سيدرا فقدت ايضا قدرتها على التحمل وسافرت هي ورشاد زوجها وابنها رشدي الى رومانيا ت يكملوا حياتهم هناك..
اما اخوانها قاسم ورزان وخالد وورد وعنان وليلى كانوا ايضا منهارين خاصة انه بعد وفاة سارة والدها تركي مرض وتعب كتير ولحقها، اما والدتها ام قاسم، بعدها بالمشفى بتهذي كل يوم باسم سارة، كأنها فقدت حالها مع خسارة سارة..
كل شخص كان بيعرف سارة تعب،..جماعتها اللي كانوا معهم تفرقوا، تجارتها صارت بالارض، ثروتها بعدها واقفة مش عم بتزيد ولا عم تنقص،ولا حدا فينا قادر يتصرف بثروة سارة...
احساسنا بالخسارة كان شنيع جدا...
اما بالنسبة الي، ف مش قادرة اوصف احساسي بفقدانها..كان فقدانها اصعب شي...وبتذكر اخر كلماتها الي كانت مؤلمة جدا.
زين، ارجوك لا تضعفي بعد م اروح، خليك قوية مش كرمالي بس، كرمال عز الصغير، كرمال اخواني، كرمال ابوك، كرمال كل حدا بيعرفني...بحبك...ما بتعرفي اديش بحبك، السنوات اللي عشتها معك كانت اكبر من اي شي تاني، كنت انت الشخص اللي رجعني للحياة، اللي ضل معي بكل خطوة...بحبك...فوق م تتصوري، بدياك تتماسكي منيح وقت اروح، بدياك تعيشي حياتك...رغم انه ما بهون علي اني اتركك، مستحيل اتصور فكرة اني رح اتركك...لكن ..بدياك تضلك تتذكريني، بس عيشي حياتك
لحد هلأ كلماتها بتهزني، كيف كانت تتطلع علي، كيف كانت تبتسم بوجهي لما اكون زعلانة او معصبة او مبسوطة...كيف كانت تضمني الصبح وقت تصحى، تعملي قهوة، كانت اطيب قهوة بدوقها، رغم انه عادي، طعمها بكون عادي جدا..لكن منها غير فعليا غير...
كيف لما كانت بالليل تحط موسيقى ونبلش نرقص انا وياها سلو، تتطلع بعيوني كأنها عم تتطلع بشي مهم، كأنها كانت عم تتأمل السما بعيوني..كيف كانت تسرح فيني، ولا كيف كانت....تلمس شفافي بايديها، تلمس شعري، تضمني لصدرها وقت اخاف او ازعل، كيف كانت تقدملي كل شي، كيف كانت تحمل عني همومي رغم همومها اللي متل الجبل ع كتافها، كيف كانت تضحك بعفوية، ولا لما تعصب، كانت عصبيتها مختلفة، كيف تكون مقهورة من شغلة وتجيني بأخر الليل وتشوفني مقهورة وتحاول انها تسعدني...رغم انها تكون مش قادرة تتحمل قهرها بس مع هيك كانت تمسح عن الكل زعله...
كيف كانت تهتم فيني اكتر مما شفت من امي..
كانت حنونة رغم عصبيتها، كيف كانت تضحك رغم انها زعلانة، كيف كانت تملي وقتي رغم انها كانت بتحس بفراغ كبير..ووقت مرة تخليت عنها وهجرتها بتذكر اديش عانت ت تلاقيني وتنقذني وتطلعني من ورطة عصابة كبيرة باليابان...كيف غامرت بحياتها كرمال تطلعني انا واخوانها من القهر اللي كنا فيه..
أنت تقرأ
وريث الزعيم
Romanceلم تنتهي حكاية سارة تركي القصير الوريث... ما زالت ذكراها تصدح في كل الأمكنة... كلنا ما زلنا نشعر بالعجز بعدها.. رحيلها كان أشبه ببتر ذراع وارواحنا